أسعار الغذاء في مصر منذ انقلاب 2013 أصبحت في متناول أبوهشيمة وياسين منصور، والفاكهة في مستوى نجيب ساويرس وشقيقه سميح، أما الملابس وما يستر العورات أصبحت في متناول من حفر تحت منزله واكتشف مقبرة فرعونية بخيرها لم يسرقها العسكر، وزادت كارثة ارتفاع الأسعار جراء الحرب الروسية الأوكرانية من انتشار مرض التقزم بين أطفال مصر.
إذ أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو" أن مصر تعاني من مشكلة مزمنة في سوء التغذية لدى الأطفال دون الخامسة، ما أصاب 30% من الأطفال بمرض التقزم، وذلك من العام 2016.
تقول إحدى ربات البيوت في مصر "أسعار الأكل ستزيد وأسعار النقل ستزيد وأسعار المواصلات ستزيد والمواطن المصري العادي ﻻ حيعرف يعيش وﻻ يأكل وﻻ يلبس وﻻ يعلم عياله ومن يحكم مصر الأن ليس مصريا بل يهوديا".
سوء التغذية
ويستحق السفاح السيسي عن جدارة لقب بطل العالم في رفع الأسعار، إذ منذ انقلابه الدموي على أول رئيس مدني منتخب، الشهيد الدكتور محمد مرسي، رفع أسعار الكهرباء والبنزين والقطارات والمترو والمياه، غير رفع أسعار السلع الغذائية الأساسية، وأصدر المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، تقريرا يؤكد فيه أن 20% من أطفال مصر يعانون التقزم الناتج عن سوء التغذية، وأن 27% من الأطفال تحت خمس سنوات مصابون بالأنيميا، وأن 11% من وفيات الأطفال ترجع لسوء التغذية، والمثير أن وزارة الصحة اعترفت بالأزمة كاشفة أن النسبة تبلغ 40%، ومشيرة إلى أن 17% منهم يعانون التقزم الشديد.
وعلى سبيل المثال فإن 65% من أطفال محافظة القليوبية يعانون من مرض التقزم، وتحتل المحافظة المركز الأول على مستوى الجمهورية في نسبة الإصابة بالمرض، ويقف المصريون وحدهم أمام مرض قد تحول إلى ظاهرة قد تتفشى في المجتمع إن لم تتمكن "جمهورية الجيش الشقيقة" من مكافحتها على وجه السرعة وبكل الإمكانيات.
و"التقزم" هو اختلال جيني أو حالة طبية، ويمكن القول إن "الشخص البالغ طوله أقل من 135 سم قزما، ولأن قرابة 200 سبب تؤدي إلى حدوث القزامة عند الأطفال، فإن الأعراض تختلف كثيرا باختلاف السبب، وهناك نوعان من التقزم، وهما "القزامة المتناسقة" وفيها يكون حجم الجسم بكامله أصغر من الطبيعي، ولكن يظل الجسم متناسقا بالنسبة لأجزائه فقط، ويكون معدل نمو الشخص أبطأ بكثير من المعتاد، وتتأخر نمو الصفات الجنسية".
أما "القزامة غير المتناسقة" تكون فيها بعض أجزاء الجسم أصغر من المعتاد، بينما بعضها الآخر متوسط الحجم أو طبيعي، ما يمنع النمو الطبيعي للعظام، وفي الغالب يكون حجم الجسم طبيعيا، إلا أن طول الأطراف يكون أقصر من الطبيعي، ونادرا ما تسبب حالة التقزم تأخرا عقليا أو مشاكل في الحركة أو تشوهات خلقية.
ويقول الأطباء إن "السبب الأكثر شيوعا لقصر القامة المتناسق هو الولادة من أبوين قصيرين بالوراثة، لكنه قد يحدث أحيانا نتيجة عدم إفراز الجسم لهرمون النمو بشكل كاف، وقد يكون ذلك بسبب مشاكل في الغدة النخامية، كما قد تسببه أيضا الإصابة ببعض المتلازمات الجينية كمتلازمة "تيرنر، وبرادر ويلي" بالإضافة إلى سوء التغذية أو الامتصاص الضعيف للغذاء، إلى جانب الأمراض طويلة الأمد مثل أمراض القلب أو الرئيتين أو الكليتين.
وفي الغالب لا يعاني المتقزمون من أي أعراض بخلاف قصر القامة، إلا أن التقزم الناتج عن سوء التغذية قد يخلف أمراضا كثيرة أشهرها ضعف قوة الجسم، وعدم امتلاك الطاقة اللازمة لآداء بعض الأمور وزيادة الدهون، وارتفاع نسبة الكوليستيرول، وهشاشة العظام، وجفاف الجلد، وضعف العضلات.
كفاية قرف
ورصدت “بوابة الحرية والعدالة” ارتفاع أسعار أغلب السلع الغذائية من 10 إلى 50%، ومنها اللحوم، حيث ارتفع اللحم البلدي بنسبة 20%، وزاد اللحم السوداني بنسبة 27 إلى 30%، فيما كانت زيادة اللحم البرازيلي بنسبة 50%.
ورفعت مخابز العيش السياحي أسعار الخبز بنسبة 50%، ورغم زيادة سعر طن الزيت بنسبة 10% إلا أن نسبة ارتفاع سعره في محلات التجزئة للجمهور تجاوزت 25%، ولجأت بعض المنافذ كالمخابز الأفرنجية – الفينو- إلى تخفيض وزن منتجاتها للإبقاء على أسعارها كما هي دون زيادة.
يقول موظف ثلاثيني لـلحرية والعدالة “لا مشكلة لدي للضغط على نفسي في احتياجاتي، رغم أنه لم يعد باستطاعتي ذلك في ظل سوء الأوضاع المالية يوما بعد الآخر، لكن ماذا عن زوجتي وأطفالي؟ هل سيصبر صاحب الشقة التي أستأجرها على أمواله لمجرد معرفته بظروفي، وإن صبر وإن تحمل تأخر شهر هل سيتحمل الآخر؟
"نبيل" ليس حالة فردية، بل نموذج معبر عن أوضاع عامة يعاني منها ملايين المصريين منذ انقلاب 30 يونيو 2013، وزادت حدتها أواخر شهر فبراير الماضي، بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، التي أثرت على واردات عدد من السلع الأساسية، واستبقها التجار بزيادات غير مبررة لسلع مخزنة لديهم بالفعل، في الوقت الذي تجدد حكومة الانقلاب مزاعمها بعدم صدور أي قرارات بزيادات في أسعار أي من المنتجات.
وكشفت دراسة علمية حديثة عن تسبب ارتفاع أسعار الغذاء في انتشار مرض القزامة بين المصريين، وأن تناول الأطفال بيضة كل يوم يساعدهم على النمو الصحي، ويمنع الأمراض المرتبطة بسوء التغذية، ومنها التقزم أو نقص الوزن، أما بالنسبة للمصابين بالتقزم بسبب نقص هرمون النمو، فقد يعمل الحقن بالهرمون على زيادة طولهم، وقد يستمر العلاج بهذه الطريقة فترة طويلة "طوال المراهقة وحتى البلوغ" وقد يحتاج البعض منهم للعلاج مدى الحياة.
وهناك أيضا جراحات إطالة القامة، وهذه الطرق تعطي نحو 9 سنتيمترات في كل مرحلة، وبالتالي فلو كان المريض مثلا يريد زيادة الطول 30 سنتيمترا فهذا يحتاج إلى 4 جراحات يكون بين كل منها عامان.
وبدأت رحلة مكافحة التقزم في مصر عام 2015، ببرنامج أطلقته منظمة "الفاو" تحت عنوان "تحسين الأمن الغذائي والتغذية للأسر المصرية" بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية، والمعهد القومي للتغذية، ومعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، ومعهد بحوث الإرشاد الزراعي، والتنمية الريفية.
وعقب دعوة أطلقها الذراع الإعلامي عمرو أديب للمصريين للتقشف لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد وارتفاع الأسعار تحت وطأة الحرب الروسية الأوكرانية، سخر رئيس نادي “الزمالك” مرتضى منصور، من أديب بالقول ”اللي طالع يستفز مشاعر الشعب المصري ويقولك إيه بلاش تاكلوا بيض أورجانيك ، وكلوا بيض بالبسطرمة واخبزوا العيش في البيت” وتابع قائلا ”بيأخد 3 مليون دولار في الشهر، كفاية قرف أنت ومراتك”.