لن يتوقف إغراق الجنيه المصري حتى يصل الدولار إلى 25 جنيها، وسيتسمر الانهيار الاقتصادي و يزداد الفقر مع هذا السفاح الفاشل عبد الفتاح السيسي وعصابته العسكرية، فمع انهيار الجنيه وارتفاع أسعار كافة السلع وتوقعات زيادة أسعار البنزين والكهرباء والمياه، تُرى ماذا ينتظر شعب هذا البلد البائس حتى يكف عن النواح وينتفض؟
وقفز سعر الدولار رغم وعود السفاح السيسي في تعاملات البنك المركزي والبنوك الحكومية والخاصة، بعد رفع أسعار الفائدة، وبرأي خبراء اقتصاد لن يتوقف إغراق الجنيه المصري حتى يصل إلى 25 جنيها للدولار قريبا جدا، وليس أمام السفاح إلا الاقتراض لسداد قروض قديمة وفوائدها، ولن يتوقف النزيف ولن يتوقف الفشل، لأن الله لا يصلح عمل المفسدين.
وصية أبو ذر الغفاري
في كذبة سابقة من بحر وعوده الكاذبة تعهد السفاح السيسي بألا يُترجم تخفيض قيمة الجنيه في مزيد من ارتفاع الأسعار، وقال “نؤكد لكم أنه لن يكون هناك ارتفاع في أسعار السلع الأساسية، هذا وعد”.
منذ ذلك الوقت ارتفعت قيمة الدولار في السوق السوداء حتى وصلت لأول مرة إلى 22 جنيها مصريا، فيما قال بائعون ومستهلكون إن "الأسعار ارتفعت بالفعل"
“كل شيء أصبح أغلى الأرباح تنخفض وأحوال العمل سيئة” يقول رجب، وهو شاب في العشرينيات يقف في كشك خارج محطة مترو العتبة.
وشهدت الأسعار في البنوك المصرية قفزة كبيرة لكن تباين الأسعار بينها لم يتعد القرشين للدولار، وتراوح سعر شراء الدولار ما بين 18.15 و18.17 جنيها ، فيما تراوحت أسعار البيع ما بين 18.25 و18.27 جنيها للدولار.
يقول أحد المعلقين الاقتصاديين على ذلك الإغراق الكارثي: "ما ذكرناه وحذرنا منه حدث وهذا سيؤدي لموجة تضخم".
وارتفاع آخر بكل الأسعار، ولموجة جديدة من غلاء المعيشة سيعاني منها المصريون، ونقل عبارة وردت على لسان الصاحبي الجليل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه "عجبت لمن لا يجد قوت يومه ، كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه؟
ويرى سياسيون جراء ما يحدث من سياسات تدميرية للحياة في مصر، أن هدف السفاح السيسي منذ بداية الانقلاب كان تدمير مصر مائيا وماليا واقتصاديا واجتماعيا لصالح تل أبيب.
وقبل يوم من خفض قيمة الجنيه أمام الدولار، تعهد السفاح السيسي خلال جولة مسرحية في منطقة مصر القديمة ، بأنه لن تكون هناك زيادة في أسعار المواد الغذائية، رغم ارتفاع سعر الدولار.
وطلب من الجيش زيادة منافذ التوزيع الثابتة والمتحركة، لتوفير الزيت والسكر والأرز واللحوم والدواجن والمواد الغذائية الأساسية، بأسعار تتناسب مع محدودي الدخل مهما ارتفع سعر الدولار.
ويظل السؤال هل يمكن تحقيق ذلك؟ وتتطلب الإجابة التعرف على واقع الإنتاج المحلي من السلع الغذائية، والذي يشير إلى نسبة متدنية من الاكتفاء الذاتي بغالبية السلع الغذائية، والتي تشمل زيت الطعام والفول والعدس والقمح والذرة واللحوم والأسماك والدواجن والسكر الخام ومنتجات الألبان.
وهو ما يعني أن النسبة الأكبر من الاستهلاك الغذائي للمصريين تأتي من خلال الاستيراد، وعندما تنخفض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار بتلك النسبة الكبيرة، فإن ذلك يعني زيادة تكلفة استيراد تلك السلع على الأقل بالنسبة نفسها، حيث يضاف إلى ذلك الجمارك وتكلفة النقل، وهوامش الربح خلال عمليات الوساطة المتعددة.
انتظار الموت!
يقول الكاتب الصحفي سليم عزوز "لقد سقطت نظرية أنه لا ثورة من أجل لقمة العيش، فالغلاء الفاحش تجاوز قدرة الناس على الاحتمال، فهم لم يمروا بيوم حلو منذ الانقلاب العسكري، فالغلاء بدأ مبكرا، لكن كانت هناك آمال عريضة لدى قطاع كبير من المصريين بأنها "شدة وتزول" لكن الأوضاع انتقلت من السيئ إلى الأسوأ، مع عدم وجود أمل في تجاوز هذه الشدة".
وأضاف عزوز "وانتقل خطاب الجنرال من حديث فترة "الخطوبة" حيث الإغراق في العواطف والطلب بأن يصبروا عليه ستة شهور، فعامين، ولنهاية العام، ولآخر العام، فهو لا يستطيع أن يعلّم، أو يسكّن، أو يشغّل، ولا يستطيع فعل شيء، وأن القادم هو رفع الدعم تماما، وقد ذهب يشيد القصور، ويشتري السلاح، ثم إنه ارتكب جريمة التفريط في التراب المصري، ونستطيع القول إنه "بالتنازل عن تيران وصنافير، فقد بدأت حركة الرفض السياسي له من داخل دائرته المؤيدة له، لكن عدم وجود الأمل في نهاية السنوات العجاف مع تفاقم الأزمة الاقتصادية، غير مسار الأمور فدخل العامة وحزب الكنبة على الخط".
وتابع "والذي زاد الطين بلة هو هذا الخطاب الأرعن لأبواقه الإعلامية، فظهر إعلاميوه كما لو كانوا يستهدفون الاستهانة بالناس وبأوضاعهم الاقتصادية، وهم يعيشون في كوكب آخر، ليكون البديل لـ"البيض الأورجانيك" الذي لا يعرفونه هو "البيض العادي" بالبسطرمة التي لا يعرفها كثير من المصريين، وغالبية من يعرفونها لا يستطيعون شراء الكيلو منها بثلاثمائة جنيه، فهي أغلى من اللحوم".
وختم بالقول إنه "خطاب بائس يمثل الامتداد الطبيعي، لخطة السيسي في حل أزمة الغلاء، فالسلعة التي يزيد سعرها لا تشتريها، فما العمل إذا كان الغلاء شمل كل السلع والأخذ بهذه النظرية الاقتصادية "الفخيمة" يعني انتظار الموت".
ويقول الناشط المصري حسام الحملاوي إن "العيش كان باستمرار ركنا أساسيا في العملية السياسية المصرية، مضيفا أن العيش هو ما فجّر عدة انتفاضات خلال العقد الأخير، ولعلنا نذكر ماحدث في فبراير 2008 حين وقع نقص مريع في إمدادات القمح والدقيق للمخابز وكانت الناس تتقاتل في طوابير الخبز، فالعيش والعدالة الاجتماعية ركنان رئيسيان في الحراك السياسي الذي أدى في النهاية لتفجر ثورة يناير، بحسب ما قال خلال اتصال هاتفي مع دويتشه فيله.
لكن الحملاوي الذي يقيم في برلين يرى أن مصر اليوم تشهد ردة رهيبة في كافة المجالات وخصوصا في الحريات، مؤكدا أن هذا التراجع سببه هو أن الثورات المضادة عندما تنتصر لا تعيد المجتمع إلى نقطة الصفر التي بدأت منها الثورة وحسب ، وإنما تنزل بالمجتمع إلى ما تحت الصفر، بالتالي فإن أي مطلب رفعته الثورة إِنْ اختبرنا أين كان وكيف أصبح اليوم فسنجد أنه في حالة تراجع هائل.