يعمل بها 300 ألف عامل.. صناعة الأثاث بدمياط في طريقها للانهيار

- ‎فيتقارير

صناع الأثاث في دمياط يواجهون الكثير من المشاكل والعقبات التي تسببت في كساد الصناعة، وإغلاق الكثير من الورش بالإضافة إلى أن الورش المفتوحة والتي يبلغ عددها حوالي 40 ألف ورشة تعمل بطريقة موسمية في فصل الصيف لفترة لا تتجاوز أربعة أشهر فقط .

في المقابل تتجاهل حكومة الانقلاب المشاكل التي تعاني منها صناعة الأثاث بمحافظة دمياط رغم أنها من أهم الصناعات التي تعتمد عليها المحافظة وتشكل المورد الاقتصادي الرئيسي للدمايطة وتلعب دورا محوريا في المساهمة في حل مشكلة البطالة ، حيث يعمل بها أكثر من 300 ألف عامل يشكلون نسبة تصل لحوالي ربع سكان المحافظة تقريبا.

يشار إلى أن صناعة الأثاث تعاني من التراجع منذ أحداث الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي على أول رئيس مدني منتخب في التاريخ المصري الشهيد محمد مرسي في 3 يوليو 2013 وجاءت الحرب الأوكرانية الروسية وإجراءات البنك المركزي بتخقيض قيمة الجنيه أمام الدولار وزيادة سعر الفائدة لتزيد من أوجاع تلك الصناعة خاصة أن روسيا وأوكرانيا من أهم الدول الموردة للمواد الخام الأساسية المستخدمة في الصناعة وهي (الخشب والأبلاكاج) كما تسببت الحرب وإجراءات البنك المركزي في رفع الأسعار بصورة كبيرة جدا ، لدرجة أن هناك عددا كبيرا من تجار الخامات توقفوا عن البيع لصغار المصنعين فضلا عن وجود زيادات كبيرة في جميع مدخلات الصناعة وبجميع المهن سواء تصنيع أو دهان أو تشطيب ، مما اضطر آلاف الورش إلى إغلاق أبوابها بعد أن أصبح أصحابها غير قادرين على مواجهة تلك الموجة الجارفة من ارتفاع الأسعار.

 

ضربة قاصمة

حول الكوارث التي تعاني منها صناعة الأثاث في دمياط قال جمال عبد الغني "نجار" إن "أسعار المواد الخام ارتفعت بصورة غير طبيعية خلال الأيام القليلة الماضية ، خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية والتي جاءت بمثابة الضربة القاصمة لصناعة الأثاث الدمياطي والتي تعاني أساسا  من الركود خلال السنوات الأخيرة" .

وقال عبدالغني في تصريحات صحفية إن "سعر الأبلكاج الروسي المربع ارتفع من 100 جنيه للوح الواحد إلى 170 جنيها، كما ارتفع سعر لوح الثه الطويل إلى 180 جنيها وارتفع سعر متر الخشب البياض من 6000 جنيه إلى 7500 جنيه، وارتفع سعر متر الخشب الزان من 8000 جنيه إلى 9500 جنيه بينما ارتفع متر الخشب السويد من 7500 جنيه إلى 8500 جنيه وزادت أسعار الحدائد بنسبة 30%، وبرميل الغراء زاد سعره من 800 جنيه إلى 1050 جنيها .

وأشار إلى أن هذا أدى إلى رفع سعر تكلفة حجرة النوم عن سعرها الأصلي حوالي 2300 جنيه وسعر حجرة السفرة حوالي 1800 جنيه، مؤكدا أن هذه الزيادات جعلت العديد من أصحاب ورش النجارة يقومون بإغلاق ورشهم وتسريح العمال الذين اضطروا حاليا للعمل داخل المقاهي أو على التكاتك والتروسيكلات حتى يستطيعوا توفير متطلبات الحياة اليومية لأسرهم ولأولادهم.

 

الدهانات

وقال إسلام أبوزيادة «أستورجي» أن مواد الدهانات والتشطيب هي الأخرى لم تسلم خلال الأيام الماضية من الارتفاعات المستمرة في الأسعار بصورة شبه يوميه ، حيث وصل سعر الجالون البوليستر الـ25 كيلو إلى 1550 جنيها وبرميل التنر الوسط إلى حوالي 2500 جنيه وجالون البوريتان إلى 175 جنيها وزجاجة التنر إلى 80 جنيها وغيرها من مواد الدهان الأخرى .

وأكد أبوزيادة في تصريحات صحفية أن كل ذلك أدى إلى زيادة كبيرة في تكلفة دهان حجرات الأثاث لتصل لحوالي 500 جنيه عن سعرها الأصلي، معربا عن أسفه لوجود حالة من التراجع في البيع والشراء تشهدها الصناعة منذ عدة أشهر بسبب ارتفاع الأسعار ،وبالتالي كل ذلك أثر على صغار صناع الأثاث.

 

كوادر مدربة

وكشف سلامة الجحر رئيس شعبة صناعة الأثاث بالغرفة التجارية أن هناك بالفعل مشكلات حقيقية يشعر بها كل العاملين في مجال صناعة الأثاث وتؤثر على أبناء المحافظة ككل ، مؤكدا أن صناعة الأثاث هي عصب الاقتصاد بالمحافظة وتؤثر على كل مناحي الحياة .

وقال الجحر في تصريحات صحفية  "من المشكلات التي تواجهنا هي غياب العلم عن قطاع كبير من الوحدات الإنتاجية فضلا عن ندرة الكوادر الإدارية والفنية ، لافتا إلى تحول جزء كبير من رأس المال إلى قطاعات أخرى وهو ما تسبب في انحسار القدرة على التفاعل مع مستلزمات ومدخلات الإنتاج الحديثة بسبب الاعتياد على الأساليب الإنتاجية القديمة وانخفاض مستوى التدريب والاعتياد على الأساليب التقليدية".

وأشار إلى أن شعبة صناعة الأثاث أعدت مذكرة بعدة مقترحات لعلاج هذه المشاكل ومن أهمها استكمال ما يتم حاليا من عمليات التطوير المختلفة بالمحافظة من طرق ومرافق وأماكن تقديم الخدمات وأن تتولى إحدى الجهات المنوطة بالتحديث والتطوير برنامج يتم تخصيصه للتوعية بأهمية التسويق والاهتمام بمنظومة التعليم الفني بدمياط لإمداد القطاع بالكوادر المدربة والمجهزة لذلك .  

وشدد الجحر على ضرورة إعداد عرض تقديمي جيد يتم تجهيزه بشكل احترافي لائق لاظهار قيمة هذه الصناعة بدمياط وقدرات ومهارات أبنائها في إطار شيق وجذاب وأن تقوم المكاتب التجارية المصرية بكل أنحاء العالم بالتسويق لصناعة الأثاث وفتح أفاق جديدة لها في كل البلدان ، مؤكدا أن المعارض الخارجية تعد واحدة من الأدوات الفعالة ولابد من اهتمام هيئة المعارض والمجلس التصديري وهيئة تنمية الصادرات بها وهي جهات مسئولة عن الترويج للمنتجات المصرية لكنها للأسف لا تقوم بهذا الدور .