مجازر البصارطة.. 7 سنوات وما زالت دماء شهدائها لعنة على الظالمين

- ‎فيلن ننسى

تعرضت قرية "البصارطة" بدمياط للعديد من عمليات الاقتحام منذ الانقلاب العسكري، فمنها الشهداء ومنها المعتقلون من الرجال والنساء ومنها المختفون قسريا وأدرج قضاء الانقلاب حكما فيما أُطلق عليه قضية أحداث دمياط، حيث أيدت محكمة النقض السجن المشدد 5 سنوات لـ 23 معارضا سياسيا بزعم انتمائهم لجماعة الإخوان التي أطاح بها الجيش من الحكم، عقب انقلاب 2013.

وتعود القضية إلى اقتحام الشرطة للقرية الساحلية في مايو 2015، بعد حصار دام عدة أيام، ثم تصفية 3 من أبناء القرية بعد اعتقالهم، عمر أبو جلالة و عوض سعد بدوي وأمين حشيش، واعتقلت 23 شخصا بينهم 5 فتيات.
فالبصارطة مثلت لعدة سنوات جرائم حرب في سجل السيسي و نظامه الإجرامي للمصريين، حيث هدم وإحراق البيوت الذي تفعله حكومة الاحتلال في هذه الأيام في جنين بل لم تستطع تنفيذه.


 

الشهداء الثلاثة
واستيقظت محافظة دمياط في 9 مايو 2015 على مجزرة بمعنى الكلمة ، حيث اقتحمت قوات من الشرطة والجيش قرية البصارطة بدمياط ردعا لأهالي القرية ، وذلك لاعتراضهم على اختطاف 13فتاة من دمياط، وقاد ضباط الداخلية في انتقام غير مسبوق الهجوم بالخرطوش والغاز المسيل للدموع للمعترضين سليما على إجرامهم.
وتضمنت الحملة الأمنية اعتقالات شملت أهالي القرية وأسفر الهجوم عن تصفية 3شباب بعمر الزهور من أبناء القرية وذلك عقب اعتقالهم  فورا وقد قاموا  بمنع سيارات الإسعاف لإنقاذهم.

مقتل بلبولة

ومنذ مارس وإلى مايو 2017، واصلت داخلية الانقلاب بدمياط حصار قرية البصارطة من جميع مداخلها، ونشرت مناخ الرعب بين الأهالي، وحولت القرية إلى ثكنة عسكرية، وسط حالة من الغضب والسخط بين عموم أهالي القرية.

وبعد أن اعتقلت داخلية الانقلاب الشهيد محمد بلبولة 6 أشهر واعتقلوا زوجته وأخت زوجته واعتقلوا وقتلوا العديد من أقاربه و إخوته وأصدقائه، طاردوه واتهموه في 20 قضية، وفي 7أبريل 2017 حرقوا منزله وقاموا بتصفيته.
والشهيد بإذن الله حاصل على ليسانس شريعة وقانون جامعة الأزهر، تهمته مثله مثل غيره من أنصار الرئيس محمد مرسي "إخواني إرهابي" الداخلية اتهمته بقتل خفير نظامي حتى قامت بحرق منزله فجر أمس وبعدها قامت بتصفيته.

وأجمع أهالي البصارطة على حسن خلق الشيخ الشهيد؛ الذي كان أبا لطفلين رغد وعادل، لم يتمكنا حتى من حضور جنازته؛ حيث تم دفنه أمس، وتم تهديد كل من يحاول حضور الجنازة، فحضرتها النساء فقط، وتم دفنه دون صلاة جنازة.

زكريا الشيوخي ونجله

 

اعتراف بالقتل
وفي 8 مايو حاصرت الداخلية قرية البصارطة وهدمت بيت زكريا الشيوخي المعتقل بتهمة التظاهر ووالد 3 أبناء معتقلين منهم معاذ بتهمة التظاهر ضد السيسي، ثم اغتالته ونجله معاذ في 8 أبريل 2017، وأخلت عددا من منازل ما أسموهم بـ"المطاردين" وقاموا بإخراج النساء من منازلهم، واحتلت قوات الأمن المنازل، مع استمرار توافد التعزيزات من قوات الأمن؛ ما جعل الأهالي يصفون ما يحدث بأنه عملية قتل بالبطيء للمواطنين، بعد انتشار الخوف بينهم جراء ما وصفوه بالجرائم التي يتعرضون لها منذ فجر الثلاثاء وحتى  الأربعاء.

وأكد الأهالي أن سلطات الانقلاب اختطفت ستة من أبناء القرية، واتخذتهم رهائن للضغط على الأهالي لتسليم مجموعة من أبنائهم، كما يتردد بين الأهالي أن قوات الأمن تنوي حرق بعض منازل مواطني القرية.


ابني سامي الفار
وفي 8 يوليو 2017، أعلنت داخلية الانقلاب اغتيال علي سامى فهيم، 27 عاما، والذي كان معتقلا قبلها بأسابيع واختفى قسريا ثم تمت تصفيته، وبعد بأيام وفي 18 يوليو من العام ذاته، أعلنت داخلية الانقلاب تصفية  عمادالدين سامي فهيم الفار 20 عاما، الطالب المقيم بقرية البصارطة، وشقيق علي سامي فهيم الفار الذي تمت تصفيته قبل شقيقه.
ونشر ناشطون حينها، برقيتان مرسلتان للنائب العام ووزير الداخلية بتاريخ 28 يونيو 2017، تفيدان باعتقال وإخفاء علي سامي فهيم الفار منذ اعتقاله في أبريل 2017، الذي قتلته الداخلية وزعمت أنه قتل وآخرين بصحراء دهشور بالجيزة.
وفي مارس 2016، أحرقت داخلية الانقلاب بيت المعتقل سامي فهيم الفار، وما زال نجله الثالث خالد سامي معتقلا بسجون الانقلاب إلى اليوم.

ردود فعل
وفي بيانات متلاحقة نفت جماعة الإخوان المسلمين في دمياط ابتعاد فعالياتها الثورية كل البعد عن مظاهر العنف، وأنها تلتزم السلمية مؤكدة زيف ادعاءات مليشيات العسكر؛ التي تعيث في الوطن فسادا وتكسيرا.
وقالت الجماعة في بيان لها  ردا على اقتحام داخلية الانقلاب قرية البصارطة  اليوم  إن "قوات الانقلاب تسعى في غيها، وتواصل مداهمة بيوت الشرفاء من أبناء قرية البصارطة بدمياط، وتعيث فسادا وتكسيرا، دون مراعاة لحرمة بيوت غاب أصحابها بين معتقل ومطارد وشهيد، بل ويقوم أشباه الرجال منهم بالتعدي على النساء وتهديدهن وترويع الأطفال".

وألحقت بيانها بالآية (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ).
وأكدت "جماعة الإخوان المسلمين بدمياط" أن مليشيات الانقلاب تستغل جريمة قتل الخفير النظامي بالبصارطة مبررا لحصار القرية واعتقال أبنائها وتكسير بيوت الشرفاء؛ هو أمر مفضوح، وذلك لعلم الجميع أن أبناء البصارطة بريئون من دماء الخفير.