واصلت وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب فشلها في منع تسريب الامتحانات ومواجهة الغش الجماعي في اللجان ، ما يؤكد عدم اهتمام عصابة العسكر بالتعليم وتجاهلها إعداد الأجيال للمستقبل ، ما ينذر بمزيد من الكوارث للشعب المصري في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي .
الأخطر أن هذه الكوارث ستمتد لعشرات السنين في المستقبل ، ما يصعّب من أي عملية تغيير أو إصلاح للنهوض بهذا الشعب المطحون ، لأن عصابة العسكر ينطبق عليها المثل الشعبي " لا هترحم ولا هتخلي رحمة ربنا تنزل".
كانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت اليوم امتحان اللغة الإنجليزية للصف الثاني الثانوي بمجرد بدء الامتحان ، كما تداولت جروبات الغش أسئلة امتحانات الجبر والإحصاء الشهادة الإعدادية والثانوية العامة ، ولوحظ معرفة طلاب الإعدادية معظم أسئلة مادة الجبر والإحصاء قبل دخول اللجان بساعتين.
المراكز الفرعية
في هذا السياق اعترف أشرف سلومة مدير مديرية تعليم الانقلاب بالجيزة بتسريب امتحان الجبر للشهادة الإعدادية ، زاعما أنه حدث خطأ من أحد المراكز الفرعية لإحدى الإدارات وتم فتح المظروف قبل الميعاد المحدد ، ما أدى إلى ظهور صورة الامتحان على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال سلومة في تصريحات صحفية إنه "تم اتخاذ عدة إجراءات؛ منها فحص عينة عشوائية لبيان مدى الإخلال بمبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب نتيجة الخطا، وإحالة الموضوع للشئون القانونية لتجاوزالتعليمات الخاصة بأعمال الامتحانات".
مهزلة
في المقابل أكد الخبير التربوي الدكتور مجدي حمزة، أن تسريب مادة الجبر للشهادة الإعدادية من الواضح أنه أمر متعمد ، ويقف وراءه بعض القائمين على الامتحانات، مشيرا إلى أن تسريب الامتحانات آفة موجودة منذ عشرات السنين للشهادة الإعدادية والثانوية العامة ، لكنه لم يصل إلى هذه الدرجة الخطيرة التي وصلنا إليها هذا العام.
وقال حمزة في تصريحات صحفية "من الواضح أن المقصود من تسريب الامتحانات هو إضعاف موقف وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب وإظهار فشلها في إدارة المنظومة التعليمية بصفة عامة والسيطرة على أعمال الامتحانات بصفة خاصة ، مشددا على ضرورة أن تضع تعليم الانقلاب حدا لمنع تسريب الامتحانات، لأنه يساعد الطالب الفاشل ويجعله يتساوى مع الطالب المتفوق ، لأنه من المفترض أن الوزارة هي المنوط بها حماية مصلحة الطلاب".
وطالب بمعاقبة من قام بالتسريب عقابا شديدا، خاصة أننا على وشك الدخول إلى امتحانات الثانوية العامة، مشيرا إلى أن التسريب يسبب اليأس والإحباط لبعض الطلاب، لأن الطالب المتفوق يتساءل لماذا سيذاكر إذا كانت الامتحانات يتم تسريبها ، وبالتالي يتساوى جميع الطلاب في النتيجة النهائية؟
وحذر حمزة، وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب من أن تسريب الامتحانات، يعرض المستوى التعليمي للطلاب للخطر، لأنه يجعلهم ينتقلون إلى المراحل الدراسية القادمة وهم ضعاف المستوى، موضحا أنه تم التسريب أيضا في القليوبية لأن من وضع امتحان اللغة العربية والعلوم كأنه يريد أن يتحدى الطلاب، حيث تضمنت الامتحانات أسئلة يعجز الطلاب عن حلها، ولذلك تم تسريبها وهو ما يشير أيضا إلى أن التسريب متعمد.
وأشار إلى أنه بعد الاطلاع على عينة عشوائية من الامتحانات، اضطر وزير تعليم الانقلاب لإصدار قرار بتوزيع درجة الأسئلة الصعبة على الامتحان ككل ، مشددا على ضرورة مواجهة تسريب الامتحانات وكذلك الامتحانات الإلكترونية قبل اللجان، من خلال تكثيف الرقابة على الامتحانات ومسارها حتى وصولها للطلاب دون تسريب.
واعتبر حمزة تسريب الامتحانات آفة كبيرة في التعليم في الوقت الراهن، مشددا على ضرورة وقف هذه المهزلة قبل بدء ماراثون الثانوية العامة ، حفاظا على مستقبل أولادنا ولإصلاح حال التعليم في مصر.
تدمير
وكشف الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس، أن مشكلة التعليم في الوقت الراهن هو عدم الاعتراف به كقضية أمن قومي من جانب عصابة العسكر، موضحا أن المدارس هي أساس التعليم والتربية، والمنظومة التعليمية هدفها الأساسي هو إعداد الطلاب ليكونوا مواطنين صالحين .
وقال عبدالحميد في تصريحات صحفية "نحن لا نريد تلميذا متفوقا فقط، ولكن نريد مواطنا يستطيع أن يقوم بأدواره الاجتماعية والاقتصادية، مما يترتب عليه أمورا مختلفة عكس ما يحدث اليوم، مؤكدا أن إعداد المواطن يتفاعل مع المحيط الذي يعيش فيه ، وبالتالي لابد أن يعامل الطالب بشكل إنساني وراقي حتى يستطيع إدارة ذاته ، وهذا هو هدف التعليم السليم.
وأكد أن وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب تركز على تطوير الامتحانات دون تطوير المنظومة التعليمية، رغم أنها لابد أن تسير بنفس الطريقة والأسلوب، وبالتالي لا بد من تغيير هذه الطريقة بإعداد مواطن قادر على تحمل مسئوليته وإدارة ذاته وقادر على الاختيار، ويكون فردا صالحا في المجتمع يستطيع تقديم يد العون في التطوير والبناء .
وأوضح عبد الحميد أن التعليم أكبر من حكاية معلومات، فهو يعطي قيما ومهارات ومعلومات وإلمام باتجاهات موجبة، مؤكدا أننا نعاني حاليا من فهم خاطئ للمنظومة التعليمية في مصر، بل يتم تدمير المنظومة وتضييع الأجيال الجديدة، ويعد تسريبات الامتحانات جزءا من هذا التدمير.