أصول مصر في سوق النخاسة بالإمارات…إرضاء “للشيطان” بعد فيديو “جمال  مبارك” وطلبا للرز

- ‎فيبيانات وتصريحات

 

 

بعد حالة قلق كبيرة انتابت الدائرة الضيقة  القريبة من المنقلب السفاح السيسي، بعد ظهور ابني الرئيس المخلوع مبارك، جمال وعلاء ، في عزاء الشيخ خليفة بالإمارات وتجاوزهما الحظر المفروض على السفر ثم ظهور آخر لجمال مبارك، عبر تسجيل فيديو متحدثا باللغة الإنجليزية  من الإمارات، ومروجا لعائلة مبارك وبراءاتهم وحصولهم على أموال الفساد المتراكمة بالغرب.

وهو ما عدته دوائر السيسي ترويجا لترشح محتمل لجمال مبارك للرئاسة المصرية، التي تبدأ منافساتها العام المقبل بمصر، واحتمال تأييد الإمارات و دول أوربية لشخص جمال، وإنهاء دور السيسي  الذي تسبب في أزمات عدة للأنظمة المساندة له بعد فشله الاقتصادي والسياسي الذريع، في تأميم مصر وإحداث استقرار ما في البلاد المأزومة منذ العام 2013.

حيث ينظر الإماراتيون وصناع السياسة بالمنطقة العربية، إلى مصر بعد سنوات من قمع السيسي أكثر اقترابا من انتفاضة شعبية، يجري تسكينها بمسكنات عدة سياسية واقتصادية، إلا أنها لن تستمر تحت السيطرة لوقت طويل، وهو ما يقلق الأنظمة المستبدة بالمنطقة، إذ ما زالت موجة من الربيع العربي تتهدد المصالح الغربية والخليجية بالمنطقة.

الغضب الشعبي 

ولمداوة الغضب الإماراتي من أداء السيسي المخيب، وفق النظرة السيادية الإماراتية، سارع السيسي بالتعجيل بشحن حكومته ووزرائها ورئيس وزرائها إلى أبوظبي، عارضين مفاتنهم وما تمتلكه مصر من أجود وأعرق المشاريع بأبخس الأثمان لإرضاء شيطان العرب محمد بن زايد عن السيسي وطلبا للرز الإماراتي المسموم، والذي بات لا يستغني عنه السيسي ، حتى وإن تكلف بيع أنجح المشاريع الاستراتيجية والاقتصادية للإمارات، كما تم الشهر الماضي ببيع أصول الدولة المصرية في 5 مشاريع استراتيجية للإمارات مقابل 2 مليار دولار، وهي شركات الإسكندرية للشحن البحري والحاويات وأبو قير للأسمدة وموبكو للأسمدة وفوري للخدمات المالية والبنك التجاري الدولي وشركة الإسماعيلية للاستثمار الزراعي.

شركات ومستشفيات 

وسبق أن باع السيسي للإماراتيين مجموعة ضخمة من المستشفيات الخاصة والمعامل ومراكز الأشعة وشركات الأدوية وغيرها من  أجود الأراضي والموانئ والمشاريع الزراعية في غرب مصر وفي الصعيد وتوشكى.

وأمس، أكد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، حرص الحكومة خلال الفترة المقبلة على حضور أكبر عدد من الشركات الإماراتية في مختلف المجالات على أرض مصر، وقيام المستثمرين الموجودين بالفعل بالتوسع في عدة مجالات، لا سيما في ظل التداعيات التي تفرضها الأزمة العالمية الراهنة على المنطقة ككل.

جاء ذلك خلال لقاء  الانقلابي مدبولي بعدد من كبار المستثمرين الإماراتيين، في مقر إقامته بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، في مستهل زيارته إلى الإمارات، بهدف التعريف بالفرص الاستثمارية على أرض مصر، لجذب المزيد من رؤوس الأموال في الفترة المقبلة، حسب بيان صحفي، السبت.

والغريب أن يتم الترويج للاستثمار في مصر، عبر زيارة وزارية بهذا الحجم وعلى رأس الوزراء رئيس الوزراء، ما يكشف عن حجم الأزمة، سواء بين القيادات السياسية وعلى مستوى الاقتصاد المصري.

وكانت إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء تؤكد زيادة الاستثمارات الإماراتية لتصل إلى 448.6 مليون دولار خلال الربع الأول من العام المالي 2021/ 2022 مقابل 353.6 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2019/ 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 26.9%.

واتجهت مصر إلى بيع أصول مملوكة للدولة في العديد من المجالات من أجل توفير السيولة، وسط توقعات بإقبال مستثمرين من دول الخليج على شرائها.

 

كما دفعت الأزمة المالية الخانقة التي تواجه مصر حكومة الانقلاب إلى الاقتراض الشره داخليا وخارجيا ، وعلى وقع تأزم الاقتصاد خفضت مصر في مارس الماضي قيمة عملتها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا والذي دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية، مما وضع ضغوطا على العملة المحلية. وشهد الجنيه تراجعا إضافيا خلال الأسبوع الماضي، حين ارتفع سعر الدولار الأميركي إلى نحو 18.6 جنيها.

ووفق مراقبين فإن الأزمة الاقتصادية الخانقة على مصر، قد تدفع السفيه السيسي نحو تقجيم مزيد من التنازلات الاستراتيجية لإرضاء الممولين والداعمين لانقلابه العسكري، الذي بات مكلفا سياسا واقتصاديا ، وقبل أيام أعلن رئيس الوزراء عن وثيقة ملكية الدولة المصرية التي تضمنت تخارج الدولة المصرية  من قطاعات استراتيجية كبيرة، وبيع  سبعة موانيء مصرية للإماراتيين بعد دمجهم في شركة واحدة ، علاوة على فتح مجالات التعليم والصحة للاستثمار وتقديم سلسلة من أراضي الدولة ذات الأهمية للأجانب، من أجل تحقيق موارد دولارية للسيسي ونظامه الذي ورط مصر في أكبر سلسلة من الديون العالمية، وباتت مصر الدولة الثالثة عالميا في الاقتراض والديون، ما يضعها على حد الإفلاس وما يحمله من مزيد من الإفقار للمصريين،  والغلاء غير المسبوق ما يهدد بارتفاع أعداد الفقراء بمصر والمعوزين.

ومع ذلك الوضع سيتغاضى السيسي عن انتهاك سيادة مصر والتفريط في آثارها لمعرض اللوفر الإماراتي ، كما هو حادث الآن، وستقدم الأراضي والمطارات والموانئ والشركات الناجحة للإمارات، الذين سيتحكمون في طعام وشراب المصريين وملابسهم وتنقلاتهم وأرزاقهم، بل ستباع كل مصر في سوق النخاسة حتى يرضى شيطان العرب محمد بن زايد ، ليظل السيسي قابعا على رقاب المصريين.