تفتتح القناة الإخبارية الدولية (i24NEWS) ومقرها تل أبيب الثلاثاء مكتبين في الدار البيضاء وفي الرباط، وتم الإعلان عن هذه الخطوة أمس في حفل حضره مالك الشبكة الدولية باتريك دراهي والمدير التنفيذي فرانك ملول بالرباط، لتصبح أول وسيلة إعلام مقرها في الكيان الصهيوني تعمل في المملكة المغربية بمكتبين إضافة إلى لوس أنجلوس ودبي.
ويأتي افتتاح القناة الإخبارية الصهيونية -الموجودة فعليا على بث النايل سات- في الوقت الذي أوقفت فيه الشركة المتحدة للإعلام التابعة للمخابرات؛ مشروع قناة إخبارية جديدة وبرامج أخرى لأسباب تمويلية .
ونسبت "مدى مصر" لمصدر داخل شركة المتحدة للخدمات الإعلامية، المملوكة لجهاز المخابرات العامة، عن توقف العمل بمشروع قناة إخبارية أُعلن عنها في مايو 2021، وذلك لاعتبارات تمويلية، لكن نشطاء قالوا إن "فكرة القناة كان محكوما عليها بالفشل لأنه لا يوجد تمويل ولا سياسة تحريرية تخرج قناة إخبارية ناجحة".
في حين أن المناخ العام للإعلام الإخباري يميل إلى تقليل النفقات، ففي 28 مايو أعلنت مجموعة قنوات هيئة الإذاعة البريطانية BBC عن حدوث هيكلة جديدة فى قنواتها تشمل إغلاق قناة BBC Four البريطانية، وقناة الأطفال CBBC البريطانية، وإدماج قناتى BBC News مع BBC World لإنشاء قناة إخبارية واحدة.
قناة مخابرات
واعتبر مراقبون أنه لايستوي الإعلان عن حوار وطني والإعلام تديره مؤسسات غير معنية وجهات سيادية وقال وليد مجيب "واحد من الملفات اللي لازم تناقش بجدية في الحوار الوطني، هو ملف الإعلام، مفيش دولة بتنطلق نحو جمهورية جديدة إلا بإعلام حر ومستقل، وعنده حرية للحركة وللسؤال، وده مش هيحصل في ظل سيطرة "جهات بعينها" على أغلب وسائل الإعلام".
وأضاف عبر (@waleed_moughip)، "أيضا الدولة لازم تنسف ماسبيرو نسفا، وأي كلام عن تطويره هو كلام يؤخر ولا يقدم، تقريبا فيه قرابة ال30 قناة تابعة لماسبيرو لا يشاهدها أحد، الدولة محتاجة تعمل قناة إخبارية محترمة وعصرية لا تقل عن العربية وسكاي نيوز والجزيرة تقدم من خلالها رؤيتها وتعبر عن سياستها".
لاتمويل أوتحرير
وقال الصحفي فتحي أبو حطب إن "توقف مشروع القناة الإخبارية الجديدة التي سبق وأعلنت عنها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، من جانب واقعي يعني لا تمويل أو سياسة تحريرية تطلع قناة إخبارية ناجحة".
وقال إن "الشركة المتحدة فشلت ، وهو أمر طبيعي وامتداد لفشل سابق في كل المهام الإخبارية والصحفية المحلية، لم تصارح الشركة المتحدة المصريين بأسباب عدم إطلاق القناة الإخبارية التي تم تكليف محمود مسلم بتأسيسها منذ سنوات ، وكم تبلغ تكلفة فشل المشروع؟
وأضاف أن سمات هذه الشركة هو "عدم الجدية في وضع الأهداف والإصرار على تكليف أهل الثقة وتورط المتحدة المبكر في تسميم المناخ العام ونشر خطاب الكراهية والتخوين، كلها من أسباب العجز الإخباري الذي أصاب مؤسسات الشركة ، ولا يمكن علاجه إذا استمرت نفس الظروف والسياسات والشخصيات الفاشلة".
وعبر (@fmhatab) قال "نحن أمام حالة نادرة من البجاحة والرعونة، فامتلاك المخابرات الصريح للميديا لم يكن بهدف التوجيه والسيطرة فقط، ولكن لاستخدام الإعلام في التخويف والضغط ، أرشيف الإعلام الخاضع للمتحدة مليئ بتقارير الابتزاز وكيف تم توريط الضحايا في ملاحقات دمرت حياتهم وأعمالهم؟".
وأضاف "الثقة المفرطة أوقعت المسؤولين عن المنظومة الإعلامية في فخ الأرشيف، فالميديا لا تكتفي بتوثيق ما تم نشره، لكنها تفضح كل ما تم تجاهله ، لدرجة أن الباحث عن خبر أو قضية لن يجد سوى نفس البيان والصيغة الرسمية أو لن يعثر على أي تغطية".
حرية الرأي
وأشار إلى أنه من الأمور التي ستحبط مسيرة قناة إخبارية هو انحيازاتها السياسية ، حيث لن تجد رأيا واحدا في إعلام الأجهزة يدافع عن حق السجناء في محاكمات عادلة سواء إخوان أو غير إخوان، تحولت بديهيات العدالة والإنسانية إلى جريمة قد تعرضك لخسارة عملك، لم يكن خطاب التخوين مجرد محتوى، كان البيزنيس الموديل الذي اختارته الأجهزة لتحقيق مكاسبها ، لكنها تخسر كل شيء الآن، بحسب أبوحطب.
وأضاف أنه "اقتصاديا، لعب إعلام الأجهزة الدور الأخطر في تخريب الاقتصاد وهروب الاستثمارات، باستهدافه رجال الأعمال المصريين وتخوينهم والضغط عليهم إما للتنازل عن شركاتهم الخاصة أو لدفع الأموال، دون مراعاة لحقيقة أن مصر كلها تعيش من القطاع الخاص ماعدا ٦ مليون قطاع عام والعاملين بالخارج".
وعن مسيرة الفشل بخلاف الاقتصاد وحرية الرأي ، كما لم تسلم صحة المصريين من التوجيه المضلل لإعلام الأجهزة، فبينما كان المصريون يواجهون كورونا وجشع المستشفيات ونقص الأدوية والأكسجين، التزمت جميع وسائل الإعلام بنشر الأرقام الرسمية وتجاهلت الواقع، لم يدافع الإعلام عن كبار السن الذين عانوا أو ماتوا في صمت بسبب كورونا".
مشكلة رئيسية
وألمح أبو حطب -الذي سبق وكان صحفيا بالمصري اليوم- إلى أن المشكلة بدأت قبل المتحدة ، موضحا ويعلم الصحفيون أن تجربة مكتب إعلام الرئاسة هى بداية الفتنة، اختار أحمد شعبان وقتها أسوأ الصحفيين لتمثيل الصحف لدى الرئاسة ثم قام بتحويل بعضهم إلى مخبرين ضد زملائهم ومديريهم قبل أن تطمع الأجهزة وتؤسس المتحدة وكان قرارا خاطئا.
ولفت إلى أن مساوئ إعلام المخابرات غياب الشفافية وأبرزها المتعلقات المادية ، الموضوع فلوس إعلانات بمئات الملايين سنويا، فنحن أمام حالة نادرة من التعتيم ، لن تخبرك الشركة المتحدة بصافي إيراداتها من الإعلانات ولن تعرف تكلفة تشغيلها ومرتباتها.
وأضاف أيضا أن "المتحدة شركة لا يمكنها كشف أوراقها وهذه نقطة ضعفها والسبب المؤكد لنهايتها، سوف تفضح كشوف نقابة الإعلاميين سياسة المتحدة في التعيينات والمجاملات ودرجات القرابة والمصالح ، كشوف المرتبات وحدها يمكنها هدم الشركة في لحظة واحدة".
قناة إخبارية
وجاء الإعلان عن القناة الإخبارية الإقليمية في نفس المؤتمر الذي أعلنت فيه الشركة عن إعادة تشكيل مجلس إدارتها، برئاسة مساعد محافظ البنك المركزي الأسبق والرئيس التنفيذي السابق للبنك العربي الإفريقي، حسن عبد الله بدلا من تامر مرسي، الذي تمت إزاحته من رئاسة المجلس إلى عضويته، بعد توجيه اللوم له على الأموال المنفقة على عدد من الأعمال الدرامية دون تبرير للإنفاق أو تحقيق عائد مادي منها في دراما رمضان 2021.
وبحسب المؤتمر، كان من المخطط ظهور القناة في الربع الأول من عام 2022، لتعكس رؤية مصر الإقليمية والمحلية، واستهداف جمهور المصريين والعرب، والناطقين باللغة العربية في نطاق تغطية النايل سات، والعرب في أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا
لكن بحسب المصدر الذي تحدث لـ «مدى مصر» تلقت المتحدة أوامر من الجهات السيادية المشرفة على عملها، في مطلع مايو 2022 تطالب بوقف العمل بمشروع القناة رسميا قبل الانتهاء من الأعمال الإنشائية في الإستوديوهات والأبنية الداخلية داخل «مبنى 19» في مدينة الإنتاج الإعلامي، والذي كان من المقرر أن يكون مقرا للقناة.