مع ارتفاع الأسعار وعجز الغلابة عن الشراء…تدوير زيوت الطعام سلاح انقلابي جديد لقتل المصريين

- ‎فيتقارير

 

مع ارتفاع الأسعار بصورة جنونية في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي وعجز المصريين الغلابة  والذين يزيد عددهم على 60 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر  عن شراء احتياجاتهم الضرورية اليومية ، لجأ بعض المستغلين من عصابة الانقلاب إلى حيلة شيطانية تتمثل في إعادة تدوير زيوت الطعام المستعملة وبيعها مرة أخرى للمواطنين رغم أن هذه الزيوت تتسبب في كوارث صحية .

في هذا السياق حذر الخبراء من أن تكرير الزيت المستعمل وإعادة استخدامه في الطعام مرة أخرى يمثل كارثة صحية، لأن الزيت المستعمل يفقد خواصه أثناء الاستعمال والحرارة.

واتهموا من يقوم بهذه الممارسات بأنهم فقدوا ضمائرهم ولا يهمهم إلا تحقيق الربح السريع مستغلين أزمة ارتفاع أسعار الزيوت ليقوموا بتنقية مخلفات الزيت وإعادة بيعها للمواطنين رغم ما تحمله تلك الزيوت من مسببات مرضية خطيرة.

 

مصانع "بير السلم"

 

من جانبه كشف الدكتور حمدي عرفة أستاذ الإدارة المحلية، أن الباعة الجائلين يقومون بشراء زيوت الطعام المستعملة؛ بهدف إعادة تدويرها وطرحها مرة أخرى بالأسواق بشكل غير سليم وغير صحي، محذرا من أن هناك أضرارا صحية مترتبة على إعادة استخدام الزيوت المشتراه من المواطنين من قبل الباعة الجائلين.

وأكد عرفة في تصريحات صحفية أن هناك بعض المصانع المجهولة المعروفة بمصانع "بير السلم" تقوم بإعادة تدوير تلك الزيوت مرة أخرى، باستخدام مادة تسمى "تراب تبييض الزيوت" أو "الأسمنت الهندي"، تلك المادة التي تؤدي إلى تبييض لون الزيت المستعمل وإعادته إلى لونه الطبيعي مرة أخرى وتحسن من خواصه الظاهرية، لافتا إلى أن سعر الكيلو يبدأ من ١٠ جنيهات حتى ١٥ جنيها طبقا للمنطقة التي يباع فيها.

وحذر من أن الزيوت والأطعمة التي يتم طهيها وإعادة تصنيعها تشتمل على بؤرة من السموم والمواد المسرطنة، التي تهدد صحة وسلامة المواطنين ، مؤكدا أن الزيوت المُعاد تدويرها تؤدي إلى ترسبات شديدة الضرر على الكلى وعند استخدامها لفترات متوسطة أو طويلة تسبب العديد من أمراض القلب والشرايين وتؤثر سلبا على إضعاف كفاءة الجهاز المناعي للشخص.

وطالب عرفة بضرورة التوعية الإعلامية لربات المنازل بشأن خطورة شراء الزيوت من مصادر مجهولة أو من قبل مواقع التواصل الاجتماعي وذلك لتأمين وحماية صحة الأفراد ، مشيرا إلى أن إعادة شراء الزيوت ينطبق عليه قانون الباعة الجائلين رقم ١٠٥ لعام ٢٠١٢  الذي يفضي بالحبس شهر و٥٠٠ جنيه غرامة أول مرة، ثم ٦ شهور و٥٠٠٠ جنيه.

 

الأسواق العشوائية

 

وأعرب عن استيائه بسبب إهمال حكومة الانقلاب ملف الباعة الجائلين والأسواق العشوائية من قبل بعض رؤساء الأحياء والمراكز والمدن والقرى فيما يتعلق بظاهرة انتشار شراء وإعادة تدوير الزيوت المنزلية، مؤكدا أن ٩٦٪ من الباعة الجائلين لا يحملون تراخيص ويحتلون الأرصفة والطرقات ، والحل يكمن في تطبيق قانون الباعة الجائلين.

وأضاف عرفة، أن إجمالي عدد الأسواق العشوائية يتخطى ٣٤٢٥ سوقا عشوائية تم إهمالها عبر العقود الماضية ولابد من وضع عدد من البرامج والمشروعات لتنفيذ خطة تطوير الأسواق العشوائية وتطوير المواقع وجمع المخلفات وتحسين المنتجات وإنشاء نقابة للباعة بالأسواق.

وأكد أن ملف الباعة الجائلين يعد اقتصادا موازيا يساعد على حركة التجارة الداخلية، لكن يحتاج إلى تنظيم؛ حيث يبلغ متوسط مبيعاتهم 350 جنيها يوميا للفرد بمعدل مليار و٥٠٠ جنيه شهريا، مشيرا إلى أن عدد الباعة الجائلين يبلغ 5 ملايين ألف بائع جائل في 27 محافظة.

وشدد عرفة على ضرورة أن يقوم مجلس محافظي الانقلاب بتفعيل قانون الباعة الجائلين رقم 105 لعام ٢٠١٢ والذي يقضي بعدم بيع أي سلعة إلا بعد الحصول على رخصة من الحي المختص وأن من يخالف ذلك يطبق عليه غرامه ٥٠٠ جنيه وحبس شهر في أول مرة  و٥٠٠٠ جنيه وحبس ٦ شهور في المرة الثانية، مؤكدا أن عدم تطبيق قانون الباعة الجائلين من قبل بعض الأحياء والمدن سبب أزمة في ربوع البلاد من حيث تشويه المنظر الحضاري وسرقة التيار الكهربائي فضلا عن التكدس المروري وإعاقة المارة في مختلف الميادين والشوارع.

 

ارتفاع الاسعار

 

وأرجع محمد رستم أمين عام الشعبة العامة للمستوردين، أسباب ظاهرة تدوير زيوت الطعام إلى ارتفاع أسعار الزيوت، مؤكدا أن الأزمة الاقتصادية التي تضرب العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وراء تحريك أسعار كل السلع خاصة السلع الغذائية، وبالتالي يلجأ بعض المواطنين إلى سلع مضروبة قد تهدد حالتهم الصحية.

وقال "رستم" في تصريحات صحفية  "العالم يستورد أكثر من 60% من أوكرانيا وبسبب الحرب الروسية تأثرت صادراتها لدول العالم ، مما أدى إلى رفع الأسعار مؤكدا أن المعروض من الزيوت عالميا تراجع نتيجة الحالة الاقتصادية في العالم وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير".

وطالب حكومة الانقلاب بمواجهة أزمة تدوير زيوت الطعام حفاظا على سلامة المواطنين خاصة في ظل خطورة الزيوت التي يتم تدويرها على الصحة العامة .

 

الزيت الحر

 

وكشف محمد شحاتة نائب رئيس شعبة البقالة بغرفة كفر الشيخ أن أسعار الزيت الحر تواصل ارتفاعها في السوق المحلي، حيث نستورد 90% منه من الخارج، لافتا إلى أنه منذ تطبيق الأسعار الجديدة للزيت التمويني اعتبارا من 1 يونيو، هناك تأخر في استلام الحصص التموينية يصل لقرابة 3 أيام.

وأكد شحاتة في تصريحات صحفية أن أسعار الزيوت ارتفعت 4 جنيهات في الزيت التمويني للعبوة 800 جرام مع نقص 200 جرام منها، مشيرا إلى أن هناك توقعات بمزيد من الارتفاع في الأسعار في التعاقدات الجديدة على الزيت الحر عقب ارتفاع أسعار الزيت التمويني.

وحذر المواطنين من الزيوت المضروبة أو تلك التي يتم إعادة تدويرها لخطورتها على الصحة العامة وتسببها في الكثير من الأمراض وعلى رأسها السرطان والفشل الكلوي وأمراض القلب وغيرها ، مطالبا حكومة الانقلاب بالضرب بيد من حديد على الذين يقومون بإعادة تدوير الزيوت المستعملة.