تسببت التوقعات برفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بنسبة 75 نقطة أساس في تأثيرات سلبية على البورصة المصرية خلال تعاملات اليوم، كما دفعت المستثمرين الأجانب للهروب بأموالهم خوفا من تقلبات الأسواق الناشئة وعدم استقرارها ، بالإضافة إلى أن السوق يعاني من أداء سلبي بسبب الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه مصر في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي .
ومن المقرر أن يعقد البنك الفيدرالي الأمريكي، اجتماعاته اليوم الثلاثاء وغدا، لبحث سعر الفائدة من أجل احتواء التضخم المتزايد في الولايات المتحدة الأمريكية.
يتناول اجتماع الفيدرالي العديد من المسائل المالية والاقتصادية المؤثرة على سوق العمل العالمي، علاوة على مناقشة قضية ارتفاع أسعار الاستهلاك والركود العالمي وارتفاع التضخم، ومدى تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على الاقتصاد العالمي، وكذلك كيف يمكن حل المشكلات السابقة؟.
وقال جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي، إن "البنك بصدد إقرار 6 زيادات بأسعار الفائدة حتى منتصف عام 2023، في إطار حطة البنك لمواجهة التضخم".
ويؤكد خبراء أسواق المال أن قرارات الفيدرالي الأمريكي تنعكس بصورة مباشرة على قرارات سعر الفائدة في مصر في ظل تأثير ذلك على الدين العام وتكلفة الاقتراض وحجم الاستثمارات الأجنبية في سوق الدين العام خلال الفترة المقبلة.
وكشف الخبراء عن تخارج أكثر من 15 مليار دولار من مصر جراء الأزمة الراهنة، وقرارات رفع أسعار الفائدة على مستوى العالم، موضحين أن تلك القرارات تسببت في زيادة سعر الفائدة في مصر بنحو 3% خلال الاجتماعين الماضيين مع تحريك سعر الجنيه أمام الدولار بنحو 25%.
هبوط جماعي
كان أداء مؤشرات البورصة قد تباين لدى إغلاق جلسة تعاملات اليوم الثلاثاء بين الارتفاع والانخفاض وخسر رأس المال السوقي للأسهم المقيدة 1.3مليار جنيه، ووصل إلى مستوى 661.421مليار جنيه وتراجع مؤشر إيجي أكس 30 الذي يقيس أداء أنشط ثلاثين شركة بنسبة 0.34%، ليصل إلى مستوى9981 نقطة.
فيما شهد مؤشر إيجي إكس 70 الذي يقيس أداء الأسهم الصغيرة والمتوسطة صعودا بنسبة 0.92%، ليغلق عند مستوى1854نقطة وأغلق مؤشر إيجي إكس 100الأوسع نطاقا والذي يضم الشركات المكونة لمؤشري إيجي إكس 30 وإيجي إكس 70 على ارتفاع بنسبة0.62%، ليغلق عند مستوى 2742 نقطة.
واتجهت تعاملات المستثمرين المصريين والعرب للشراء، وبلغ صافي مشترياتهم 543 مليون جنيه مقابل عمليات بيعيه للمستثمرين الأجانب وسط تداولات بلغت 683 مليون جنيه.
وفي بداية تعاملات اليوم تراجعت مؤشرات البورصة المصرية مع ضغوط على الأسهم القيادية والتي تسببت في هبوط المؤشر الرئيسي بنسبة كبيرة حيث تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة "إيجي إكس 30" بنسبة 0.63% ليصل إلى مستوى 9951 نقطة، وهبط مؤشر "إيجي إكس 50" بنسبة 0.13% ليصل إلى مستوى 1764 نقطة، وانخفض مؤشر "إيجي إكس 30 محدد الأوزان" بنسبة 0.35% ليصل إلى مستوى 12292 نقطة، ونزل مؤشر "إيجي إكس 30 للعائد الكلي" بنسبة 0.86% ليصل إلى مستوى 4013 نقطة.
فيما ارتفع مؤشر الشركات المتوسطة والصغيرة "إيجي إكس 70 متساوي الأوزان" بنسبة 0.12% ليصل إلى مستوى 1839 نقطة، وصعد مؤشر "إيجي إكس 100 متساوي الأوزان"، بنسبة 0.01% ليصل إلى مستوى 2725 نقطة.
سعر الدولار
في سياق متصل حققت أسعار الدولار في البنوك المصرية زيادات جديدة في ختام تعاملات اليوم الثلاثاء لتواصل العملة الأمريكية مكاسبها أمام الجنيه منذ بداية الأسبوع الجاري .
كان سعر الدولار قد ارتفع مقابل الجنيه في ختام تعاملات أمس بقيمة 2 قرش وزاد سعر "الدولار" في متوسط تعاملات البنك المركزي بقيمة 3 قروش؛ ليصل إلى 18.69 جنيه للشراء و18.79 جنيها.
وعلى إثر قيام البنك المركزي برفع أسعار الدولار، ارتفع سعر صرفه في بنوك الأهلي ومصر والقاهرة ليصل إلى 18.70 جنيها للشراء، و18.76 جنيها للبيع، مقارنة بـ 18.67 جنيها للشراء و18.73 جنيها للبيع في بداية التعاملات.
كما ارتفع سعر الدولار في البنك التجاري الدولي من 18.69 جنيها للشراء و18.75 جنيها للبيع إلى 18.72 جنيها للشراء و18.78 جنيها للبيع.
وعلى صعيد باقي البنوك ارتفع سعر الدولار في البنك الأهلي اليوناني إلى 18.67 جنيها للشراء و18.73 جنيها للبيع، كما ارتفع سعر الدولار في البنك العربي الأفريقي إلى 18.68 للشراء و18.78 جنيها للبيع وهي نفس الأسعار المسجلة في بنك قناة السويس وبنك إتش إس بي سي، كما ارتفع في بنك التعمير والإسكان إلى 18.72 جنيها للشراء و18.78 جنيها للبيع.
يشار إلى أن الاحتياطي النقدي للبلاد من العملات الأجنبية كان قد تراجع بقيمة 1.6 مليار جنيه ليصل إلى 35 مليار دولار نهاية شهر مايو الماضي.
وزعم المركزي أنه قام بسداد التزامات وديون خارجية على مصر بقيمة 24 مليار دولار منذ بداية العام الجاري، وتتضمن هذه الالتزامات سداد 10 مليارات دولار من الديون الخارجية إضافة إلى 14 مليار دولار أخرى للصناديق الأجنبية وفق تعبيره
المؤسسات الأجنبية
من جانبها قالت حنان رمسيس خبيرة أسواق المال، إن "تعاملات المؤسسات الأجنبية اتجهت نحو البيع في جلسة اليوم؛ وسط سعيها للتخارج من البورصة مع توقعات رفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة، مشيرة إلى أنه من الأفضل بالنسبة لهم وضع استثماراتهم بالبنوك الأمريكية بدلا من المخاطرة بها بالأسواق المالية في الوقت الحالي".
وكشفت “حنان رمسيس” في تصريحات صحفية أن ما أثر سلبا على السوق اليوم أيضا عدم وجود محفزات بالإضافة إلى ضعف السيولة بالسوق موضحة أن إجمالي قيم التداول في البورصة على الأسهم بلغ اليوم نحو 683 مليون جنيه بالتداول على 413.9 مليون سهم خلال تنفيذ 34 ألف عملية.
أسباب داخلية
وأكد هشام حسن خبير أسواق المال، إن "قرار الفيدرالي الأمريكي ليس له تأثير على البورصة المصرية، مشيرا إلى أن التراجعات التي تشهدها البورصة نتيجة لأسباب داخلية وليست نتيجة للأحداث العالمية".
وقال " حسن" في تصريحات صحفية إن "البورصة كانت تشهد تخارجات الأجانب من السوق من قبل قرارات الفيدرالي، مطالبا بخلق مزيد من المحفزات للمساعدة على قيد شركات جديدة تجذب إليها السيولة وترفع أحجام التداول".
وأشار إلى أن تعاملات المستثمرين الأجانب في جلسة اليوم حققت صافي بيع بقيمة 543 مليون جنيه، بينما مالت تعاملات المصريين والعرب للشراء بصافي 519 مليون جنيه و23.6 مليون جنيه على الترتيب.
