مع تراجع القدرة الشرائية ..ذهب عيار 14 يفضح كوارث الانقلاب في حق المصريين

- ‎فيتقارير

 

مع تراجع القدرة الشرائية وتزايد معدلات الفقر بسبب تراجع الدخول وتوقف العمل في كثير من الشركات والمصانع في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي وفي محاولة للتغلب على حالة الركود والكساد التي يعاني منها السوق ، قررت شعبة المجوهرات والمعادن الثمينة باتحاد الغرف التجارية طرح عيار 14، مع ارتفاع أسعار الذهب في مصر؛ ليكسر حاجز الألف جنيه لجرام عيار «21» الأكثر انتشارا.

هذه الخطوة أثارت جدلا واسعا بين المواطنين خلال الأيام القليلة الماضية، لا سيما أن عيار «21» يمثل عادات وتقاليد شريحة كبيرة من الشعب المصري، سواء كشكل أو مخزون للقيمة ، لكن الأهم أن هذا الطرح يكشف الأوضاع الاقتصادية المأساوية التي تسبب فيها نظام الانقلاب للمصريين والتي جعلتهم عاجزين عن شراء احتياجاتهم وما ترتب على ذلك من عزوف الشباب عن الزواج .

 

مشغولات ذهبية

 

من جانبه قال هاني ميلاد رئيس الشعبة العامة للذهب بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن "الشعبة تناقش طرح إنتاج مشغولات ذهبية من عيار «14» كحد أدنى لعيار الذهب في المشغول، وذلك بما يتوافق مع ذوق المستهلك المصري".

وأضاف «ميلاد» في تصريحات صحفية أن هذا الاقتراح جاء بعد تذبذب أسعار الذهب بمعدل سريع بين الارتفاع والتراجع على مدار اليوم الواحد.

وأرجع تباين الأسعار إلى العرض والطلب في الأسواق المحلية، مشيرا إلى أن النمط الشرائي السائد في الأسواق هو للاستثمار في الذهب وليس للتزين، ويعتبر هذا النمط منطقيا نسبيا في ظل ارتباك الأسواق العالمية وضبابية اتجاهاتها وموجات التضخم العالمي التي نتجت عن العقوبات الاقتصادية على السوق الروسية.

وأوضح «ميلاد» أن شراء الذهب كنمط استثماري أو كمخزن للقيمة هو استثمار طويل الأمد وأن تغيير النمط الشرائي للمستهلك للتوجه لشراء مشغولات ذهبية وحلي لا تفقد من قيمتها مع الاستهلاك أفضل من شراء السبائك الخام كما سيشكل ذلك استفادة إضافية للمستهلك باستغلال تلك المشغولات الذهبية كحلي لحين اتخاذ قرار البيع طبقا لنظام الاستثمار المناسب له، كما سيسهم ذلك في خلق حالة من الاستقرار في أسعار الذهب محليا ويعزز من إمكانيات ودور مصانع المشغولات الذهبية.

 

شكل النحاس

 

وأكد أن الأعيرة أقل من 14 تعتبر أقرب في الشكل للنحاس منها إلى الذهب، مشددا على ضرورة أن يتم طرح تلك النوعية من المنتجات للحوار المجتمعي ومتابعة مدى إقبال المستهلك المصري عليها قبل البدء الفعلي في الإنتاج.

وأوضح «ميلاد»، أن ذلك القرار من شأنه تخفيف الأعباء على الشباب المقبلين على الزواج كما سيقلل من الطلب المتزايد على الخام محققا استقرارا كبيرا في الأسعار.

وكشف أنه بالرغم من رفع الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة والذي كان من المتوقع أن يتسبب في انخفاض أسعار الذهب العالمية ، إلا أن تلك الإجراءات لم ينتج عنها الانخفاض المتوقع لأسعار المعدن النفيس في الاسواق العالمية.

 

عيار قانوني

 

في المقابل قال نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، إنه "تم طرح عيار 14 منذ عامين تقريبا ولكنه لم يلاقي اهتماما عند المواطنين؛ لأن ثقافة الشعب المصري خاصة بالوجه القبلي والبحري والمحافظات لا يعترفون إلا بعيار 21.

وأضاف «نجيب» في تصريحات صحفية أن المصريين لا يعترفون بعيار 14 ويطلقون عليه «نحاس» ولكنه ذهب معترف به من قبل مصلحة الدمغة والموازين وعيار قانوني ويتم الأخذ به في البلاد الأجنبية مثل أمريكا.

وأوضح أنه بسبب الإقبال على عيار 21 لجأ تجار الذهب إلى تخفيف الأوزان وتصميم أشكال متقاربة لعيار 18، حيث إن هناك 90% من أشكال عيار 18 موجودة بها في عيار 21، وهو ما أدى إلى رفع سعر مصنعيته .

وأشار «نجيب»، إلى أن عيار 18 مصنعيته أعلى من مصنعية 21، ولكن مصنعية 14 أعلى من 18، وهو ما يجعل سعره مقاربا لسعر عيار 18.

وكشف أنه من عيوب عيار  14 أيضا فقدان سعر المصنيعة عند البيع، أما بالنسبة لأهم مميزاته، فتتمثل في انخفاض سعره كما يتميز بشكل جمالي عن عيار 21 و18.

 

محل دارسة

 

وقال عمرو المغربي عضو مجلس إدارة شعبة الذهب بالغرف التجارية، إن "طرح عيار 14 لا يزال محل دارسة واستطلاع رأي أمام المواطنين، موضحا أن هناك تعليمات لمحلات الصاغة بعرض الفكرة على المستهلك وفي حالة الترحيب من نسبة كبيرة من المستهلكين ستبدأ المصانع بطرحه".

وأضاف «المغربي» في تصريحات صحفية، أن مصر تمتلك مصانع ذهب تنتج عيار 21 فقط، ومصانع تنتج عيار 18 فقط، ويوجد مصانع تنتج عيار 21 و18، موضحا أنه مع طرح عيار 14 سيتم إنشاء مصانع مخصصة لها، أو دمجها مع باقي المصانع.

وأشار إلى أن أهم ما يميز عيار 14، هو سعره المنخفض عن 21 و18، ومصنعيته القريبة من مصنعية عيار 18، ليتميز بشكل يناسب جميع الأذواق.

وأكد «المغربي»، أن من أكبر التحديات التي تواجه طرح عيار 14 هو إقبال المصريين عليه، قائلا "لا يوجد عيار 14 في السوق بنسبة 99%، وكان قديما عندما بدأنا في طرح عيار 18، كان شريحة من المستهلكين لم يقتنعوا به ولكن في نفس الوقت اقتنعت به شريحه كبيرة من المواطنين، ونفس الأمر سيواجهه عيار 14".

وتابع، الفرق بين عيار 21 و18 و14، هو أن عيار 21 نكون نسبة الذهب فيه 850 من 1000 والباقي معادن أخرى، أما بالنسبة لعيار 18، تكون فيه نسبة الذهب 750 من 1000 والباقي معادن أخرى، وعيار 14 تكون فيه نسبة الذهب 585 من 1000 والباقي معادن آخرى .

وأوضح «المغربي» أنه بالنسبة للون، فعيار 21 يكون لونه أصفر فاتحا وعيار 18 يكون «أهدأ» من 21 وكذلك بالنسبة لعيار 14.

وحول مصنعية عيار 14 عند البيع، أكد أن الأمر سيكون فيه خسارة طفيفة مثل ما يحدث في عيار 18، وكما أنه يحاسب بسعر الجرام المعلن عليه عيار 14.