أزمة الرقائق الإلكترونية ترفع أسعار السيارات في السوق المصري

- ‎فيتقارير

 

تواصل أسعار السيارات ارتفاعها في السوق المحلي ، بالإضافة إلى اختفاء السيارات الزيرو نتيجة توقف الاستيراد ، بسبب قرارات حكومة الانقلاب المتضاربة وأزمة الدولار.

كما عادت من جديد أزمة الرقائق الإلكترونية لقطاع صناعة السيارات بسبب الحرب الررسية الأوكرانية ، وهو ما أدى
إلى تخفيض إنتاج السيارات في المصانع العالمية والمحلية .

كان عدد من شركات السيارات قد أعلنت إغلاق مصانعها بشكل مؤقت بسبب عدم توافر الرقائق الإلكترونية وكذلك تخفيض الإنتاج، وآخرها كانت هوندا اليابانية، التي أعلنت أنها تخطط لخفض الإنتاج بنحو 50% على خطي إنتاج في أحد مصانعها في اليابان .

وحذر الخبراء من أن هذه الأزمة سوف تؤثر في قطاعات أخرى من الصناعة، مثل الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية ، إذا استمرت الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقالوا إن "شركات ومصانع سيارات عالمية أغلقت أبوابها في روسيا، منها تويوتا وفولكس فاجن وBMW وغيرها من الشركات الكبرى ، مشيرين إلى أن شركات السيارات أعلنت عن توقف تام لعملياتها داخل الحدود الروسية تنفيذا للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية على روسيا، بعد غزوها لأوكرانيا".

 

مصانع جديدة

 

من جانبه، قال حسين مصطفى رئيس رابطة مصنعي السيارات السابق إن "أزمة الرقائق الإلكترونية ستستمر لفترة طويلة، خصوصا بعد الحرب الروسية الأوكرانية، لافتا إلى أن أوكرانيا تصنع أكبر نسبة من غاز النيون المستخدم في صناعة الرقائق الإلكترونية، كما أن روسيا تستخرج وتصنع العديد من المعادن المستخدمة في صناعة السيارات والرقائق الإلكترونية".

وأضاف « مصطفى » في تصريحات صحفية أن المشكلة تتفاقم مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانبة متوقعا عدم حل هذه المشكلة قبل مرور عدة أشهر، لتتراجع حدة أزمة الرقائق الإلكترونية .

وأكد أنه لن يتم حل أزمة الرقائق الإلكترونية إلا من خلال افتتاح مصانع جديدة في دول أخرى بعيدة تماما عن الصراعات، وهذه الخطوة تحتاج إلى 20 مليار دولار تقريبا لافتتاح مصنع جديد.

وأوضح « مصطفى » أن الحل الثاني هو توسيع خطوط إنتاجية في المصانع الموجودة حاليا، لزيادة إنتاج المصانع، متوقعا أن تنخفض حدة هذه الأزمة في النصف الثاني من العام المقبل 2023.

وكشف أن أزمة الرقائق الإلكترونية أثرت بشكل كبير على سوق السيارات المصرية، حيث كانت سببا رئيسيا في عدم توافر السيارات في السوق، وانخفاض المعروض من السيارات، مما تسبب في زيادة أسعار السيارات الجديدة، وارتفاع «الأوفر برايس» بالرغم من قرارات حماية المستهلك الأخيرة التي جاءت ضد حماية المستهلك من الأساس .

 

خسائر فادحة

 

وقال «مصطفى» إن "الأزمات المتتالية منذ جائحة كورونا في 2020 وأزمة الرقائق الإلكترونية في 2021، وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية حتى الآن، أثرت بشكل سلبي على قطاع السيارات عالميا وليس في مصر فقط ، مؤكدا أن هناك انخفاضا في المعروض من السيارات في السوق المصري؛ نتيجة ما نواجه من أزمات عالمية" .

وحذر من عاقبة القرارات الأخيرة التي أصدرها جهاز حماية المستهلك والتي ستؤدي إلى توقف سوق السيارات، والخاصة بإجبار الشركات على تسليم السيارات بسعر الحجز الذي تم منذ عدة شهور وهذا غير عادل؛ لأن خلال تلك الشهور ارتفعت تكلفة تدبير السيارات مع تطبيق قرار فتح الاعتمادات المستندية، وارتفاع سعر الدولار وتكاليف الشحن وارتفاعات أخرى من الشركة الأم .

وأشار «مصطفى»، إلى أن قرار تحديد سعر بيع السيارة للمستهلك من الوكيل بدلا من الموزع والتجار، يتنافى مع قواعد حرية التجارة، مؤكدا أن السيارة ليست من السلع الأساسية التي تراقب دولة العسكر تسعيرها .

وأوضح أن الأسباب التي تم ذكرها أدت إلى ندرة السيارات في السوق المصري، وليس قلتها، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السيارات إلى أسقف غير مسبوقة من قبل ، معربا عن أسفه لن قرارات الاتقلاب غير مدروسة وستؤثر سلبا على السوق، وليست في صالح المستهلك

وأكد أنه سيحدث إلغاء في التوريدات والتوكيلات، بجانب توقف المستوردين عن الاستيراد، والتجار عن البيع؛ لأن القطاع لن يستطيع العمل في ظل هذه الخسائر الفادحة .

 

مستلزمات الإنتاج

 

وقال المهندس خالد سعد، أمين عام رابطة مصنعي السيارات، إن "سوق السيارات خلال الفترة الحالية، لا يزال يواجه أزمات تتعلق بتوفير مستلزمات الإنتاج الخاصة بالصناعة، لافتا إلى أن قرار العودة إلى مستندات التحصيل لم ينفذ حتى الآن".

وأضاف «سعد» في تصريحات صحفية أنه حتى الآن لم يتم يفتح التحويلات النقدية للسيارات المجمعة محليا من جانب البنوك .

وأشار إلى أن الأزمات الخاصة بالسيارات، ظهرت بسبب مشكلات عالمية لذلك تحتاج المصانع، وقتا ومجهودا أكبر لعودة الإنتاج إلى المعدل الطبيعي .

ونصح «سعد»  العملاء، بالحفاظ على السيارات القديمة حتى تنتهي الأزمة، قائلا على المواطن التعاون أيضا مع الشركات والمصانع حتى يتم انتظام دورة العمل وتحسين الاقتصاد .

وأكد أن سوق السيارات المستعملة بدأ في النشاط خلال الأيام القليلة الماضية، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات الزيرو بشكل كبير ومتتال ، بالإضاقة إلى نقص المعروض منه بسبب صعوبات الاستيراد.

 

تخبط

 

وقال عفت عبد العاطي رئيس شعبة تجار ووكلاء وموزعي السيارات بالغرفة التجارية للقاهرة، أن السوق يشهد حالة من عدم الاستقرار والتخبط بسبب وقف العمليات الاستيرادية.

وأضاف «عبد العاطي» في تصريحات صحفية أن هناك انخفاضا في مبيعات السيارات بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى عدم توافر بعض الموديلات وهو الأمر الذي أدى إلى إلغاء الحجوزات ووقفها مؤقتا حتى تعود الأمور إلى طبيعتها .

وأشار إلى أن سوق السيارات يشهد ارتفاعا في الأسعار بشكل شهري، متوقعا استمرار ارتفاع الأسعار بشكل «كبير»، الفترة المقبلة.