في ظل الفشل والانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه مصر في كافة المجالات في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي ، أعلنت البورصة المصرية عن فشل اكتتاب نادي غزل المحلة مشيرة إلى أن إجمالي الاكتتاب لم يتجاوز ٨.٨٢٢ مليون جنيه عن طريق شراء ٨.٦٤ مليون سهم، في حين كان المستهدف جمع ٩٨ مليون جنيه.
كان عدد من خبراء أسواق المال والاقتصاد قد انتقدوا طرح نادي غزل المحلة في السوق في هذا التوقيت، وقالوا إن "أسواق المال تعاني عالميا من الاضطرابات وتخارج رؤوس الأموال نتيجة تشديد السياسة النقدية، ومحليا تمر السوق المصري بحالة من الهشاشة وضعف قيم التداولات وسط تخارجات من قبل المستثمرين الأجانب".
وأكدوا أن حكومة الانقلاب كان عليها أن تضع حسابات هذه الأوضاع ، وبالتالي كان عليها عدم الإقدام على طرح نادي غزل المحلة في البورصة في هذا التوقيت .
شهر يونيو
يشار إلى أن البورصة المصرية سجلت تراجعا جماعيا لمؤشراتها، خلال تعاملات شهر يونيو 2022، حيث اختتمت جلسات الشهر اليوم الأربعاء ، نظرا لتعطيل عمل البورصة غدا بمناسبة انقلاب 30 يونيو، وفقد رأسمالها السوقي نحو 44 مليار جنيه.
وأغلق مؤشر إيجي إكس 30 عند 9.225 نقطة مسجلا انخفاضا بنحو 9.11.%، بينما سجل مؤشر EWI EGX70 هبوطا بنسبة 1.33%، مغلقا الفترة عند 1721 نقطة فيما سجل مؤشر EWI EGX100 انخفاضا بنحو 2.8%مغلقا الفترة عند 2.547 نقطة.
وبلغ إجمالي القيمة السوقية 621.9 مليار جنيه، مقارنة مع 665.9 مليار جنيه، الشهر السابق، بانخفاض قدره 44 مليار جنيه.
فيما بلغ إجمالي قيمة التداول خلال الأسبوع الحالي نحو 55.3 مليار في حين بلغت كمية التداول نحو 8.060 مليون ورقة منفذة على 631 ألف عملية.
وسجل الأجانب صافي بيع بقيمة 2.117 مليون جنيه، بينما سجل العرب صافي بيع بقيمة 71.2 مليون جنيه.
تراجع جماعي
وخلال تعاملات الأسبوع المنتهي سجلت البورصة المصرية تراجعا جماعيا لمؤشراتها ، وفقد رأسمالها السوقي نحو 13.4 مليار جنيه.
وأغلق مؤشر إيجي إكس 30 عند 9.225 نقطة مسجلا انخفاضا بنحو 2.27.%، بينما سجل مؤشر EWI EGX70 هبوطا بنسبة 3.24%، مغلقا الفترة عند 1.721 نقطة بينما سجل مؤشر EWI EGX100 انخفاضا بنحو 3.11 %مغلقا الفترة عند 2.547 نقطة.
وبلغ إجمالي القيمة السوقية 621.9 مليار جنيه، مقارنة مع 635.3 مليار جنيه، الأسبوع الماضي، بانخفاض قدره 13.4 مليار جنيه.
بلغ إجمالي قيمة التداول خلال الأسبوع الحالي نحو 18.5 مليار في حين بلغت كمية التداول نحو 1.294مليون ورقة منفذة على 112 ألف عملية.
سجل الأجانب صافي بيع بقيمة 487.7 مليون جنيه، بينما سجل العرب صافي بيع بقيمة 100.9مليون جنيه.
نادي غزل المحلة
حول اكتتاب نادي غزل المحلة كشفت مصادر بسوق المال، أن إجمالي اكتتاب نادي غزل المحلة بنهايته في جلسة اليوم الأربعاء، جمع ٨.٨٢٢ مليون جنيه عن طريق شراء ٨.٦٤ مليون سهم، لذلك يكون قد فشل الاكتتاب إذا كان المستهدف جمع ٩٨ مليون جنيه.
وقالت المصادر إن "وزارة قطاع الأعمال بحكومة الانقلاب كانت قد أعلنت فتح باب الاكتتاب العام لشركة غزل المحلة لكرة القدم أول شركة كرة قدم تطرح في البورصة المصرية عن طريق زيادة رأسمالها بقيمة ٩٨ مليون جنيه بسعر ١.٠٢ جنيه للسهم، وذلك اعتبارا من يوم الأحد ١٢ يونيو 2022 وحتى الأول من يوليو 2022، حيث تتولى شركة برايم كابيتال ترويج وتغطية الاكتتابات "مدير الطرح".
مستويات متدنية
وقالت حنان رمسيس خبيرة أسواق المال إن "معدلات تغطية الاكتتاب سجلت مستويات متدنية، مع عدم تحمس المستثمرين للمخاطرة بأموالهم في هذا التوقيت، كما أن الاستثمار الرياضي يعد حديث العهد بالبورصة ، لذلك لم ينجذب إليه المستثمرون خاصة وأن نادي غزل المحلة ليس من الأندية ذات الشعبية أو الجماهرية الكبيرة".
وأوضحت حنان رمسيس في تصريحات صحفية أن نادي غزل المحلة يعد أول نادٍ رياضي يتم قيده بالبورصة المصرية، وذلك بعد تعديل حكومة الانقلاب لقانون الرياضة في عام 2017 والذي ألزم النوادي بالتحول لشركات مساهمة يجوز طرحها في البورصة.
وأشارت إلى أنه يستحوذ على هيكل ملكية شركة نادي غزل المحلة كلا من شركة الاستثمار الخليجي بنسبة 40.7% وشركة مصر للتأمين 40.7%، ومستثمرون آخرون 18.6%.
وتابعت حنان رمسيس أن نشرة الطرح، أظهرت أنه من المتوقع أن تصل إيرادات النادي إلى 155 مليون جنيه في 2030، من إجمالي إيرادات 65 مليون جنيه في 2023 ، وأن يصل صافي الربح إلى 67 مليون جنيه وهذا لم يتحقق .
توقيت غير مناسب
وأكد الخبير الاقتصادي مدحت نافع أن فتح الاكتتاب العام في غزل المحلة جاء في توقيت غير مناسب، حيث يعاني السوق من ضعف السيولة.
وقال "نافع" في تصريحات صحفية إن "طرح الشركات بالبورصة مثل نادي غزل المحلة كان من المفترض أن يكون له تأثير إيجابي على تحقيق الإصلاح الإداري في النادي وانتعاش أرباحه، خاصة بعد إلزامه بقواعد القيد والإفصاح، وانتخاب مجلس الإدارة وفقا قواعد محددة، ومراجعة القوائم المالية لكن يبدو أن هذه التوقعات لم ولن تتحقق".
وأضاف ، ما أخشاه حاليا عدم وجود سيولة في البورصة المصرية بسبب الأوضاع الاقتصادية العالمية والحرب الروسية الأوكرانية التي دفعت المستثمرين لعدم المخاطرة بالاستثمار في البورصة، مؤكدا أن ضعف السيولة بالبورصة يجعلها ليست قادرة على استقبال طرح شركة نادي غزل المحلة ، بل أيضا طروحات الشركات الحكومية مثل فنكوش العاصمة الإدارية الجديدة.