صراع محاميي الانقلاب في قضية نيرة أشرف.. بين الدعاية وإشغال الرأي العام

- ‎فيتقارير

عندما قتلت نيرة أشرف، وهي طالبة تبلغ من العمر 22 عاما في مدينة المنصورة بدلتا النيل، في وضح النهار الشهر الماضي، تحرك نظام العدالة المصري على قدم وساق مع غضب الرأي العام.

واعترف قاتلها، وهو زميلها الطالب الجامعي محمد عادل، بجريمة القتل، وتبين أنه تعرض للرفض من قبل أشرف لمدة سبع سنوات قبل استهدافها في هجوم وحشي بسكين التقطته الكاميرا.

وأثارت القضية صدمة في جميع أنحاء مصر والعالم العربي، وتحولت إلى نقاش وطني ضخم حول ما إذا كانت السلطات تفعل ما يكفي لحماية النساء في الشوارع.

أحالت النيابة العامة عادل إلى محكمة جنايات المنصورة بعد يومين فقط من الجريمة، في أسرع إحالة على الإطلاق في البلاد، وعندما أدين عادل في 28 يونية، بدا أن الحادثة الدموية والمأساوية قد انتهت.

وبدلا من ذلك، تولى بعض المحامين الأكثر شهرة في مصر القضية، حتى إن فريد الديب، الذي اشتهر بالدفاع عن الرئيس الراحل حسني مبارك، خرج من التقاعد للدفاع عن عادل وتقديم استئناف.

إنها خطوة حيرت مصر، وتركت الناس يتساءلون لماذا يحيي المحامون قضية مؤلمة بشكل لا يصدق بدت مفتوحة ومغلقة بالنسبة للكثيرين ، يبدو وكأنه تمرين في الترويج الذاتي.

قال نجاد البرعي، المحامي البارز والمدافع عن حقوق الإنسان، لموقع ميدل إيست آي "هذه قضية كبيرة، وبعض المحامين يريدون الدعاية لأنفسهم".

من مبارك إلى القتل                                                     

في عام 2015، وقف الديب، أشهر محام جنائي في مصر، في قاعة محكمة على مشارف القاهرة لإطلاق دفاع قوي الإرادة عن حسني مبارك، الذي أجبر على ترك منصبه قبل أربع سنوات بعد ثلاثة عقود في السلطة.

ويواجه مبارك وأبناؤه أمام المحكمة قائمة طويلة من التهم، بما في ذلك الفساد والأمر بقتل المتظاهرين السلميين خلال الانتفاضة التي استمرت 18 يوما ضد نظامه في عام 2011.

من خلال تولي مثل هذه القضية، أظهر الديب أنه لا يهتم كثيرا بالمشاعر العامة أو تيار الرأي العام.

ونجح في إخراج الرئيس السابق وابنيه من السجن بأحكام مخففة فقط، بعد محاكمة استمرت ست سنوات تركت طعما مرا في أفواه عشرات الملايين من المصريين الذين كانوا يأملون في أن يدفع مبارك ثمن الآلام التي ألحقها بهم طوال تلك السنوات.

عندما أسدل الستار على القضية، وقف الديب فخورا خارج المحكمة، ممسكا بسيجاره الكوبي الشهير ، وأعلن لوسائل الإعلام أنه لا يهتم كثيرا بما يشعر به الناس ويهتم أكثر بإنفاذ القانون.

اليوم الديب أكبر سنا بكثير وأكثر ضعفا، ومع ذلك، من الواضح أن هذه الإرادة نفسها للإبحار ضد التيار لا تزال قائمة، على الرغم من أن سبب جاذبية قضية أشرف له غير واضح.

عادل ليس سياسيا أو رجل أعمال ثري، هذه ليست قضية بملايين الدولارات ، ويبدو أن المدعى عليه لديه القليل من المال وليس لديه أي علاقات سياسية.

وحكم على عادل بالإعدام في 6 يوليو بعد محاكمة راقبها الجمهور عن كثب في جميع أنحاء مصر والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعندما أدين قبل أسبوع، شن القاضي هجوما لاذعا على المتهم، وقرأ بيانا قويا كان له تأثير عاطفي على العديد من عشرات الملايين الذين أعقبوا الإجراءات.

لكن الأمر الذي أثار دهشة الجميع، ظهور الديب بعد خمس سنوات من التقاعد ليعلن أنه سيدافع عن عادل في استئناف.

وزعم أن هناك ثغرات في إجراءات المحاكمة، بما في ذلك خطاب القاضي اللاذع، الذي أدلى به قبل تلاوة الحكم.

ومن المعروف أن الديب يتقاضى ملايين الدولارات للدفاع عن عملائه، وعندما سأله الصحفيون عمن سيدفع له؟ قال المحامي إنه "سيتقاضى أجرا من بعض الأشخاص الذين اتصلوا به من اليونان، لكنه رفض الكشف عن هويتهم أو كيفية ارتباطهم بعادل".

تراكمت الألغاز أكثر بعد وقت قصير، عندما أعلن محام آخر مشهور جدا ومثير للجدل أنه سيتصرف نيابة عن أشرف.

وقال مرتضى منصور، وهو قاض سابق ونائب ورئيس أحد أكبر أندية كرة القدم في مصر، إنه سيفعل ذلك لإضافة بعض التوازن إلى القضية.

وقال محام شهير آخر، هو بهاء أبو شقة إنه "سينضم إلى منصور نيابة عن أشرف للدفاع عن القانون والعدالة".

قال منصور "قتلت نيرة أشرف مرتين، مرة على يد عادل والأخرى على يد المجتمع، الذي قام بالتشهير بها بعد وفاتها".

وفي المقابل رأى بعض النشطاء على السوشيال ميديا أن القضية بدأت تنزلق إلى مهزلة.

وقال أحد النشطاء على تويتر "أفضل مباراة في بلانيت وديربي نقابة المحامين، مرتضى منصور ضد فريد الديب".

وكتب آخر "مرتضى منصور ضد فريد الديب في نهائي لا يقل أهمية عن نهائي دوري أبطال أوروبا".

دوافع الديب الحقيقية في القضية غير واضحة للكثيرين والكثير من التكهنات في وسائل الإعلام المصرية، وعندما سئل عن سبب دفاع الديب عن عادل، قال منصور إنه "يشك في أن رقمه المقابل كان يبحث عن مكاسب مالية".

ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء القانونيين أن عائلة عادل اتصلت بالديب، وقال صلاح الطحاوي، أستاذ القانون في جامعة حلوان، لموقع ميدل إيست آي "لا أعتقد أنه يحتاج إلى دعاية".

وأضاف "يمكن للمحامي أيضا التطوع في قضية يعتقد فيها أن المدعى عليه تعرض لبعض الظلم".

لكن بالنسبة لنجاد البرعي، المدافع عن حقوق الإنسان، فإن سمعة هذه القضية تعني أن الدعاية ستتبع دائما ويجب أن تكون عاملا ، فالجميع متحمسون لهذه القضية لأنها تُتابع عن كثب من قبل أفراد الجمهور".

 

https://www.middleeasteye.net/news/egypt-nayera-ashraf-lawyers-flock-murder-case