سياسة التفتيت بدعم الأقليات والإعلام الموجه وتفعيل الجاسوسية والأعمال الاستخباراتية
ريهام رفعت
تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل سياسة ممنهجة ودائمة لتفتيت الدول من الداخل وتقسيمها وتفجيرها من داخلها بزرع الفتن والنزاعات والانقسامات بين مكونات المجتمع الواحد فيها، وأهم أدواتهما لتنفيذ هذه المخططات هو السفراء الذين تختارهم للدول خاصة ذات الثقل بالعالم العربي والإسلامي.
وانكشفت هذه الحقيقة مجددا بتعيين أمريكا "بيكروفت" وإسرائيل "كورن" سفيرين لهما في القاهرة، ما اعتبره خبراء لـ"الحرية والعدالة" تأكيدا لسياسة نشر الفوضى الخلاقة والإدارة بالأزمات، ودليل دعم الدولتين لقائد الانقلاب ومحاولة توطيد بقائه وتمهيد الطريق له.
فالسفيران لهما خبرة في تفكيك المجتمعات وجاءا ليكملا دور السفراء السابقين لهما، ومعلوم أنهم يلعبون دور المندوب السامي ويتمتعون بحرية حركة واسعة وكأنهم دولة داخل الدولة. ونود أن نشير إلى سيرة ذاتية مركز عن أهم سفراء الفتنة والتقسيم لمصر:
"حاييم كورن" ضابط إسرائيلي سابق
جاء "حاييم كورن" إلى القاهرة يوم 12 مايو 2014 السفير الإسرائيلي الجديد لدى مصر "حاييم كورن" قادما من تل أبيب لتسلم مهام منصبه الجديد، وعمل كورن سفيرا لإسرائيل في جنوب السودان، واتهمت جوبا بتوتير علاقتها مع الخرطوم، كما عمل قنصلا في الإسكندرية ونيبال وشيكاغو، فيما رفضت تركمانستان توليه منصب السفير لديها.
وتقلد حاييم مناصب مهمة في وزارة الخارجية الإسرائيلية بينها مدير دائرة الشرق الأوسط والتخطيط، كما كتب أطروحة الدكتوراه الخاصة به عن مدينة دارفور السودانية. وله خبرة كبيرة في التعامل مع الملف الإفريقي.
حاييم كورن هو ضابط سابق في لواء جولاني، وهو اللواء الذي احتل هضبة الجولان والضفة الغربية في حرب 1967 .تولى منصب رئيس قسم التخطيط الاستراتيجي بوزارة الخارجية، وهو القسم الأكثر أهمية في عملية رسم خريطة الأمن الخارجي.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية أن "حاييم كورن" تولى مهام سفير إسرائيل لدى القاهرة خلفا لـ "يعقوب أميتاي".
و”كورن” من مواليد يونيو 1953، متزوج وأب لثلاثة أبناء ويسكن في مدينة القدس. درس العلوم السياسية بالجامعة العبرية، تولى عدة مناصب دبلوماسية سابقة من بينها مدير دائرة الشرق الأوسط بالخارجية الإسرائيلية وكذلك مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي وثيقة الصلة بالدوائر الأمنية الإسرائيلية، يتحدث عددا من اللغات بينها العربية والإنجليزية والتركية والفارسية.
وهناك شكوك قوية حول "كورن" وعلاقاته بالأجهزة الأمنية والاستخباراتية أبرزها الموساد، وتسبب ذلك في رفض تركمانستان أغسطس عام 2010 الماضي تعينه سفيرا لتل أبيب لديها، موضحة أنه كان يعمل كدليل بكلية الأمن القومي، ما يؤكد علاقاته الوطيدة بالموساد وأنها لا تستبعد أن يكون عميلا للجهاز. وعام 2012 الماضي ومع تمسك تركمانستان برفض تعيين “كورن” سفيرا لإسرائيل لديها، قررت الحكومة الصهيونية تعينه سفيرا لها في جنوب السودان.
في 24 أكتوبر عام 2013 أي بعد الانقلاب بأربعة أشهر قررت لجنة تعين الدبلوماسيين بوزارة الخارجية الإسرائيلية، تعين "حاييم كورن" سفيرا لتل أبيب لدى القاهرة.
"آنا باترسون" السفيرة الأمريكية السابقة بباكستان
كان قد أصدر "اتحاد شباب الثورة" بعد شهور قليلة من الثورة في 2011، بيانا شديد اللهجة ضد تعيين آنا باترسون سفيرة أمريكية خلفًا لمارجريت سكوبي, متهمين الإدارة الأمريكية بتدبير مؤامرة لإجهاض الثورة وتعطيل العملية الديمقراطية, محذرين من أي استهداف أمريكي للثورة والمشروع الوطني, ومطالبين جميع القوي الوطنية والمشير طنطاوي والمجلس العسكري برفض اعتماد أوراق آنا باترسون وقطع الطريق على كل المحاولات للمساس بأمن واستقرار مصر وثورتها, ومنوهين إلى أن الـ300 مليون دولار التي رصدتها أمريكا تحت مسمى دعم الديمقراطية في مصر، مخصصة لإجهاض الثورة ليس إلا.
ووفقا لما نشره موقع ويكيبيديا باللغة الانجليزية، فإن آنا باترسون وودز من مواليد فورت سميث أركنساس 1949, حصلت على درجة بكالوريوس من كلية الآداب جامعة ويلسلي وحضرت الدراسات العليا في جامعة كارولينا الشمالية في تشابل هيل لمدة عام, متزوجة من ديفيد باترسون -ضابط متقاعد في السلك الدبلوماسي- ولديهما طفلان.. وعملت "باترسون" كدبلوماسي أمريكي وموظف السلك الخارجي منذ عام 1973, وشغلت منصب كبير موظفي وزارة الخارجية الأمريكية والمستشار الاقتصادي للمملكة العربية السعودية منذ عام 1984 وحتى عام 1988 ثم بوصفها المستشار السياسي في بعثة الولايات المتحدة لدي الأمم المتحدة في جنيف في الفترة من 1988 إلى
1991.
وعينت في عهد الرئيس جورج دبليو بوش "باترسون" سفير الولايات المتحدة لدي باكستان من يوليو 2007 وحتى أكتوبر 2010, وانتهى مشوارها بتعيينها سفيرة أمريكية لمصر.
"روبرت بيكروفت"..السفير الأمريكي السابق بالعراق
عينت سلطة الانقلاب السفير الأمريكي الجديد بالقاهرة "روبرت بيكروفت"، وذلك بعد غياب وجود سفير للولايات المتحدة بمصر على مدار 8 الأشهر الماضية.
وشغل "بيكروفت" منصب سفير "واشنطن" في الأردن في الفترة ما بين أغسطس 2008 وحتى يونيو 2011، ثم انضم إلى السفارة الأمريكية في بغداد، وشغل نائب رئيس البعثة في 14 يوليو، 2011، وأصبح القائم بالأعمال بعد رحيل السفير، جيمس جيفري، في 1 يونيو 2012.
وأعلن المكتب الصحفي في البيت الأبيض في 11 سبتمبر 2012 أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد رشح "بيكروفت" في مجلس الشيوخ الأمريكي خلفا للسفير جيفري كسفير الولايات المتحدة إلى العراق في أعقاب انسحاب ترشيح بريت ماكجورك، وقد أكد عليه من قبل مجلس الشيوخ في 22 سبتمبر، وتولى منصبه في 9 أكتوبر 2012.
وكانت قد ترددت أنباء بترشيح روبرت فورد، سفير أمريكا في سوريا إلى نفس المنصب؛ إلا أن هذا الاقتراح أثار غضب وحالة جدل، وعلمت واشنطن أن هذا الاختيار سيضر أكثر مما يفيد، لذا لم ترشحه، ولم تظهر أسماء أخرى وقتها.