الانقلاب تجاهل الضوابط البيطرية.”.. الحمى القلاعية” تفتك بمواشي الفلاحين

- ‎فيتقارير

 

في ظل إهمال وتجاهل حكومة الانقلاب إجراءات السلامة العامة والضوابط الصحية انتشر مرض الحمى القلاعية بين الحيوانات في كل محافظات الجمهورية ، ما يمثل أكبر تهديدا للثروة الحيوانية بالتزامن مع الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي .

الخبراء والأطباء البيطريون حملوا وزارة الزراعة بحكومة الانقلاب مسئولية انتشار مرض الحمى القلاعية ونفوق الملايين من رؤوس الماشية ، مؤكدين أنها تقوم بحملات تحصينات على عترات معينة، وتكون الإصابة بنوع آخر من العترات، الأمر الذي يسبب زيادة الأمراض ويؤثر بالسلب على الجهاز المناعي للحيوان.

وأكدوا أن الشحنات المصابة جاءت من فنزويلا، ولم يتم اتخاذ أي إجراءات محجرية معها ، موضحين أن هذه الإجراءات تتضمن عزل الشحنات القادمة وإجراء الكشف الظاهري ثم أخذ عينات دم وإرسالها للمعاهد البحثية، ويسبق هذه الإجراءات سفر الأطباء البيطريين لفحص رءوس الماشية في بلد المنشأ للتأكد من خلوها من الأمراض الوبائية .

وطالب الأطباء البيطريون حكومة الانقلاب بتوفير التحصينات وتوزيعها على الوحدات البيطرية بكل محافظات الجمهورية ، مع توعية المربين بعزل الحالات المريضة وتطهير الحظائر وتهويتها باستمرار .

يشار إلى أن مرض «الحمى القلاعية» واحد من الأمراض الفيروسية الفتاكة التي تصيب الأبقار والماعز والأغنام، وتكمن خطورتها في أنها شديدة الانتشار، وتنتقل بسرعة كبيرة، خاصة في فصل الصيف، مع ارتفاع درجات الحرارة، وتعتبر أحد الأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية، وبدأت موجة انتشار جديدة لها بمحافظات شمال الصعيد «بني سويف والمنيا» ثم انتقلت لقلب الصعيد «سوهاج وقنا» .

 

الوحدات البيطرية

 

من جانبه قال فريد واصل، نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين  "الحمى القلاعية من الأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية، بسبب تجاهل التحصينات من جانب المُربين أو بسبب عدم توفيرها في الوحدات البيطرية،  مؤكدا أن هذا هو السبب في زيادة حالات الإصابة للحيوانات وتهديد الثروة الحيوانية، عن طريق العدوى خاصة في أسواق المواشي عند عمليات البيع والشراء".

وطالب «واصل» في تصريحات صحفية حكومة الانقلاب بضرورة الإسراع بتوفير التحصينات وتوزيعها على الوحدات البيطرية بكل محافظات الجمهورية مع توعية المربين بعزل الحالات المريضة وتطهير الحظائر وتهويتها باستمرار .

وأوضح أن الحمى القلاعية بدأ ظهورها منذ عام ٢٠٠٧ وهي تسبب أضرارا اقتصادية بالغة للمُربين فضلا عن التأثير بالسلب على أسعار اللحوم الحية ، مما يؤدي لارتفاعها في الأسواق، مؤكدا أن تكثيف حملات تحصين الماشية ضد الأمراض يعتبر هو حائط الصد الأول للوقاية منها . 

وشدد «واصل» على ضرورة أن ينقل العاملون في الوحدات البيطرية التحصينات بالطرق الصحية السليمة مثل تغيير إبر التحصينات، وتوفيرها للفلاحين في الوحدات البيطرية حتى يتمكنوا من تحصين أكبر قدر من الثروة الحيوانية.

 

مسئولية الزراعة

 

وقال الدكتور شعبان درويش، مدير مجازر السويس سابقا إن "الحمى القلاعية من الأمراض المستوردة التي تأتي من الشحنات الخارجية، وهو مرض فيروسي له ٧عترات مختلفة، محملا مسئولية انتشار المرض لوزارة الزراعة بحكومة الانقلاب لأنها تقوم بحملات تحصينات على عترات معينة، وتكون الإصابة بنوع آخر من العترات، الأمر الذي يسبب زيادة الأمراض ويؤثر بالسلب على الجهاز المناعي للحيوان، وتسمى بالحمى القلاعية وحمى الفم والقدم؛ لأنها تسبب التهابا في الفم واللسان وتقرحات في اللثة ، ما يمنع الحيوان من الأكل فيتناقص الوزن بشكل ملحوظ ومن ثم النفوق .

وأوضح «درويش» في تصريحات صحفية أن العرض الثاني للمرض يتمثل في قلع الضلف أو الظافر نفسه وتحته طبقة من الأعصاب وهنا لا يستطيع الحيوان الوقوف، كما تتمثل أعراض الإصابة بالحمى القلاعية في ظهور تقرحات في فم الحيوان المصاب وتجعله غير قادر على الأكل، مصحوبة بالتهاب في حوافر الحيوان ما يفقده القدرة على التحرك، علاوة عن سيلان لعاب الحيوان بغزارة، وارتفاع درجة حرارة الحيوان لتتعدى ٤٠ درجة مئوية .

وأشار إلى أن هناك مجموعة من التدابير الواجب اتباعها عند تعرض الحيوانات للإصابة بمرض الحمى القلاعية ، تتمثل في عزل الحيوانات المصابة وعزل المواليد عن الأمهات المصابة لمنع التلامس وانتشار المرض مع استشارة الطبيب البيطري، مطالبا المُربي بتغيير ملابسه قبل دخول حظيرته وغسل يديه ونعله، وعدم سقي المواشي من الترع والمصارف العامة، وعزل أي مواشي جديدة على الحظيرة لفترة كافية للتأكد من خلوها من المرض بعيدة عن المواشي الموجودة من البداية مع ضرورة التحصين بطريقة آمنة .

وحذر «درويش» من أن المرض له تأثير على العجول من خلال فقدان الوزن بالكامل حتى يصل للامتناع عن الأكل والنفوق، أما الأبقار والجاموس فتقل كميات الألبان بشكل كبير، وأرجع سبب ذلك إلى دخول شحنات مصابة بالأمراض ، ما يعني أن اللجان التي خرجت لمعاينة رءوس الماشية لا علاقة لها بالطب البيطري .

وشدد على ضرورة إجراء حجر بيطري لمدة ٣٠ يوما حتى تظهر الأعراض، وفي حالة عدم ظهورها يتم التأكد من سلامتها، علاوة على أخذ عينات من الدم للتأكد من خلوها من الأمراض الوبائية عن طريق الفحص المعملي .

وكشف «درويش»  أن التحصين الخاطئ يعمل بشكل عكسي لمقاومة المرض ، مشيرا إلى أنه في الأعوام الماضية حدث نفوق لأكثر من ٣٠٪ من الثروة الحيوانية .

 

شحنات فنزويلا

 

وكشف الخبير البيطري الدكتور علي سعد أن مرض الحمى القلاعية انتشر في كل أنحاء الجمهورية وتعالت أصوات المربين من زيادة حالات النفوق للماشية، مؤكدا أن هناك عترة جديدة دخلت عبر الشحنات الواردة إلى مصر من رسائل رءوس حية، ولم يعلن عن نوع العترة الجديدة، وهل تم أخذ عينات منها وإرسالها إلى المعامل المختصة بمعهد المصل واللقاح حتى يتم إنتاج اللقاح المناسب أم لا ؟

وقال «سعد» في تصريحات صحفية  إن "الشحنات المصابة كانت قادمة من فنزويلا، وكان من المفترض تطبيق إجراءات محجرية تتمثل في عزل الشحنات القادمة وإجراء الكشف الظاهري ثم أخذ عينات الدم وإرسالها للمعاهد البحثية، ويسبق كل هذه الإجراءات سفر الأطباء البيطريين لفحص هذه الشحنات ورءوس الماشية من بلد المنشأ للتأكد أن هذه الرءوس خالية من الأمراض الوبائية".

وطالب بعدم الإفراج عن هذه الشحنات من العجول ورءوس الماشية من موانئ الإسكندرية أو بورسعيد، ونقلها للمحاجر في الصالحية أو الشرقية أو الإسماعلية للتأكد من سلامتها وعدم إصابتها بأي أمراض، محذرا من أن هذه المسافات الكبيرة التي تنقل عبرها الماشية وهي تحمل أمراضا تتسبب في نقل المرض عن طريق الهواء .

وتساءل «سعد» أين دور المعاهد البحثية؟ ولماذا لا تتخذ الإجراءات على نحو السرعة لعزل الشحنات المصابة والسرعة في البحث عن اللقاح المناسب؟ .