رغم استضافة مؤتمر المناخ..حكومة الانقلاب ترتكب مجازر ضد الأشجار والبيئة

- ‎فيتقارير

 

رغم أن نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي يستعد لاستضافة مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ «cop27» بشرم الشيخ خلال شهر نوفمبر المقبل، ورغم تزايد الاهتمام العالمي بالتشجير وزيادة الرقعة الخضراء، لما للنباتات والأشجار من قدرات هائلة على الحد من الانبعاثات الملوثة لظاهرة الاحتباس الحراري، إلا أن الكثير من مناطق الجمهورية خاصة القاهرة والجيزة تشهد عمليات قطع موسعة للأشجار الموجودة بالطرق وتقليص مساحات الجزر الوسطى بزعم توسعة الطرق القائمة أو إنشاء محاور مرورية جديدة.

 تأتي هذه المجازر والتصرفات الإجرامية رغم إعلان ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بحكومة الانقلاب عن إطلاق مبادرة لتشجير الجمهورية  ، بالإضافة إلى إنشاء حديقة بكل محافظة، وهو ما يكشف عن تضارب واضح في سياسات الانقلاب تجاه البيئة الخضراء وجهل بقضايا ومحاور مؤتمر المناخ .

 

 

المعادي والعجوزة

 

في هذا السياق الإجرامي تشهد منطقة المعادي، بين الحين والآخر القطع العشوائي لأشجار يعود تاريخها لأكثر من 150 عاما في أماكن متفرقة، والتعدي على المساحات الأمر الذي أشعل حملات الرفض والإدانة لحملات التعدي على طابع المدينة الأخضر بين أهالي المعادي .

 

وعلى كورنيش النيل بمنطقة العجوزة قامت محليات الانقلاب بعمليات قطع أشجار الكافور المعمرة التي يتخطى عمرها 100 عام ويعود تاريخها لعهد الخديوي إسماعيل ، واعترض عدد كبير من سكان منطقة العجوزة والمارة بكورنيش النيل على قطع أشجار الكافور الضخمة، واصفين قطعها بالمجزرة للأشجار المعمرة .

 

السويس

 

لم تقتصر حملات القطع الجائر على القاهرة الكبرى ، لكنها امتدت إلى محافظات الجمهورية كالآتي:

 

في السويس تم تدمير الأشجار الكثيفة المعمرة من حديقة الخالدين أمام المحافظة، والتي ترعرعت منذ سنوات، وتركت الحديقة كما يقول أهالي السويس «قرعة» حيث تم التوسع في إزالة الأشجار من طريقي بور توفيق على الجانبين وخلع الأشجار من الكورنيش، فضلا عن خلع الأشجار في كل طرق السويس العامة بين القاهرة والسخنة والإسماعيلية وطريق النفق إلى سيناء.

 

الغربية

 

فوجئ مواطنو محافظة الغربية بإعلان المحافظة عن طرح أكثر من 1500 شجرة للبيع بعد قطعها من الطرق  بمناطق مختلفة وطرق رئيسية منها 895 شجرة كافور مختلفة الأقطار والارتفاع بنطاق مركز ومدينة طنطا على طريق محلة منوف.

كما تم قطع 77 شجرة متنوعة بنطاق حي أول طنطا، وعدد 591 شجرة بنطاق مركز ومدينة زفتى منها 541 شجرة بقرية سنباط و50 شجرة بقرية الغريب.

وتم عرض الأشجار للبيع بالمزاد العلني طبقا لأحكام القانون لسنة 2018 إلى جانب اشتراط دفع مبلغ مالي لتأمين دخول المزاد العلني الذي يعقد بقاعة المجلس المحلي لمحافظة الغربية بمدينة طنطا.

 

مذبحة أشجار

 

هذه المجازر ضد الأشجار وضد البيئة أثارت انتقادات ندى ثابت عضو مجلس نواب السيسي ودفعتها للتقدم بطلب إحاطة كشفت فيه أن الإسكندرية تعرضت لـ«مذبحة أشجار» بسبب عمليات قطع الأشجار الموسعة خاصة في منطقة سبورتينج والمنتزه، مؤكدة أن هناك كميات كبيرة جدا من الأشجار تمت  إزالتها من بينه‍ا أشجار معمرة.

وقالت ندى ثابت في تصريحات صحفية إن "عمليات قطع الأشجار أمر محزن في وقت تعتبر فيه مصر في عرض شجرة زيادة ، لما للأشجار من أهمية في حياة المصريين والهواء الذي يتنفسونه".

وأضافت ، حرام اللي بيحصل ده، وممكن نهتم بالشجر من خلال تقليمه ومراعاته بدلا من قطعه نهائيا، لكن المذابح التي تتعرض لها الأشجار والتي تصل لقطعها من جذورها تماما حرام يحصل .

وطالبت بتشجيع الزراعة والتوسع فيها وزيادة معدلات التشجير وتوسيع المساحات الخضراء لما لذلك من أهمية كبرى في مواجهة التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على مصر مشددة على ضرورة زيادة نسب التشجير في الميادين

 

تضارب وتخبط

 

وقالت الدكتورة سوسن العوضي، أخصائية البيئة والتغير المناخي، إنهم "يواجهون انتقادات لاذعة من قبل خبراء ونشطاء البيئة في الدول الخارجية ، حينما بتحدث نظام الانقلاب عن استضافة مؤتمر المناخ وجهود الحفاظ على البيئة ومواجهة آثار التغيرات المناخية".

وقالت سوسن العوضي، في تصريحات صحفية إن "الأشجار لها دور مهم جدا في التقليل من كميات الانبعاثات الكربونية الضارة في الهواء الناتجة من احتراق الوقود بالنسبة للمركبات ووسائل النقل المختلفة أو الناتجة عن تشغيل المصانع".

وأضافت، لما أسأل المسؤولين عن قطع الأشجار ، يقال إن "دي خطط دولة العسكر في التنمية والتخطيط للطرق وفي حاجات ليها علاقة بالكاميرات في الشوارع وهو مرتبط بشق أمني، لكن في النهاية لو هنقطع أشجار لازم يبقى في خطة واضحة لإعادة زراعتها في أماكن أخرى".

وانتقدت «سوسن العوضي» قطع الأشجار الأثرية التي تجاوزت أعمارها الخمسين عاما، وهو ما حدث في مصر الجديدة وهليوبوليس والتي تم قطع أشجار فيها تجاوزت أعمارها 100 عام ، لافتة إلى أن  نشطاء البيئة أطلقوا عدة مبادرات لوقف قطع الأشجار.

وتابعت أن الأشجار تساعد على خفض درجات الحرارة ، موضحة أن المدينة اللي بيكون فيها أشجار بيقل فيها الإحساس بحرارة الشمس بصورة واضحة مقارنة بالمدينة التي لا تحتوي على أشجار .

وقالت سوسن العوضي، إن "هناك حالة من الغموض، خاصة أن وزارة بيئة الانقلاب تقول ده مش تبعنا ده مع المحليات، والمحليات تقول مش عندنا وفي النهاية مش هتقدر توصل للمتهم الرئيسي في قطع الأشجار، وزيرة بيئة الانقلاب قالت إن "قطع الأشجار مش مسؤوليتها، طيب مسؤولية مين؟ وليه مفيش تنسيق وليه منرجعش لوزارة البيئة كونها المختصة بشئون البيئة ؟

وطالبت بتخصيص جهة موحدة، تكون مهمتها الحفاظ على المساحات الحضراء، ويتم اللجوء إليها قبل اتخاذ أي قرار.