إثيوبيا تعلن إنهاء 85% من إنشاءات سد النهضة والسيسي مشغول بخدمة الحلف الصهيوني الأمريكي

- ‎فيتقارير

أعلنت أثيوبيا عن الانتهاء من نحو 85% من أعمال سد النهضة ، مشيرة إلى أن نجاح الملء الثالث يمثل الخطوة قبل الآخيرة لإتمام السد ثم تشغيله بكامل طاقته.

يأتي ذلك في الوقت الذي يلتزم فيه عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب الصمت، وكأن الموضوع لا يخصه ولا يمس الأمن القومي المصري ، بل حاول السيسي التغطية على الإعلان الإثيوبي باستقبال محمد بن زايد رئيس الإمارات والملك عبدالله ملك الأردن ومصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق ، لمواصلة مؤامراته ضد مصر وضد العرب والمسلمين لصالح الحلف الصهيوني الأمريكي .

في المقابل حذر خبراء المياه من أن هناك تأثيرات سلبية متوقعة من إتمام الملء الثالث لسد النهضة على مصر والسودان نتيجة تقلص كميات المياه الواردة من النيل الأزرق، وعدم إعلان أديس أبابا عن تدفقات المياه الفعلية منذ الملء الأول أو إعلان كميات المياه المخزنة فقط في الملء الثالث الأخير.

كان  "بلاشو كاسا"  نائب مدير مشروع سد النهضة، في ولاية بني شنقول قد كشف أن عمليات البناء في السد تجاوزت نسبة إنجازها 85 في المئة.

وقال كاسا في تصريحات صحفية إن  "السد بمرافقه كافة سيكون مكتملا في غضون عامين ونصف ، زاعما أنه لن يتسبب في أية أضرار لمصر والسودان".

 

أمن قومي

واتهمت مصادر مطلعة على ملف المياه، إثيوبيا بالكذب والتلاعب في قضية أمن قومي بالنسبة لدول حوض النيل خاصة دولتي المصب ، مشيرة إلى أن أديس أبابا لو كانت صادقة في مسألة عدم وقوع ضرر على مصر والسودان فعليها أن تعلن عن تدففات المياه منذ الملء الأول في عام 2020 وحتى الملء الثالث العام الحالي.

وكشفت المصادر أن مناسيب بحيرة السد العالي ارتفعت بسبب سياسة ترشيد استهلاك المياه واستقبال كميات من المياه خلال فيضانات النيل الأبيض.

وأشارت إلى أنه بمقارنة مناسيب بحيرة السد العالي من نهاية يوليو 2018 سنجد أن المنسوب أقل من 175 مترا فوق مستوى سطح البحر، ولكن مع نهاية يوليو 2019  وبدء الإجراء السابق لملء السد الأثيوبي في فيضان 2020  كان المنسوب  في حدود 178 إلى 179 مترا.

 

خيانة عظمى

من جانبه قال الدكتور السيد أبو الخير خبير القانون الدولي إنه  "باكتمال الملء الثالث أصبح السد الإثيوبي حقيقة واقعية، ومن المستحيل التعامل معه عسكريا لخطورة ذلك على مصر والسودان".

وطالب أبو الخير في تصريحات صحفية بمحاكمة نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي بتهمة الخيانة العظمى، مؤكدا أن السيسي تواطأ مع إثيوبيا على بناء السد والإضرار الجسيم بالأمن القومي المصري".

وأكد أن مصر والسودان فقدتا كل أساليب وآليات التفاوض، وحرقنا كل أوراق الضغط على إثيوبيا عمدا وفرطتا عن عمد بكافة آليات الضغط، ولم يبق أمام الدولتين إلا الخضوع لكافة الشروط والأوامر الإثيوبية دون قيد أو شرط .

وأعرب أبوالخير عن اعتقاده بأن هذا الأمر مخطط متفق عليه بين أنظمة الانقلاب في مصر والسودان والنظام الإثيوبي من قبل، مؤكدا أنه ما كان الانقلاب العسكري في مصر منتصف 2013 والانقلاب العسكري في السودان في أبريل 2019 إلا تمهيدا لتنفيذ تلك الكارثة .

 

إسرائيل

وقال الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ بجامعة حلوان  إن  "اكتمال الملء الثالث سيؤدي إلى نقص كمية مياه النيل الواردة إلى مصر، وبالتالي التأثير على زراعة الغلات التي تحتاج إلى مياه كثيرة مثل الأرز".

وكشف الدسوقي في تصريحات صحفية أنه رغم أن نظام السيسي والسودان رفعا مذكرة لمجلس الأمن ضد إثيوبيا لتجاوزها اتفاقيات تقسيم المياه دوليا إلا أن الإشكالية أن إسرائيل وراء تشجيع إثيوبيا، لأن الهدف البعيد يتمثل في توصيل مياه نهر النيل لإسرائيل، وهو ما كانت تطلبه من الرئيس أنور السادات بعد اتفاقية السلام، تحت اسم "ترعة السلام" لكن الظروف لم تسمح للسادات بذلك.

 

عجز انقلابي

ودعا عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى تشكيل لجنة من الخبراء لتقييم موقف حكومة الانقلاب من سد النهضة وتقديم توصيات لها، مع انتهاء الملء الثالث وتلاعب آبي أحمد رئيس الوزراء الأثيوبي المتواصل والعجز الانقلابي في مواجهة هذا التلاعب.

وقال الأشعل في تصريحات صحفية إن  "إعلان المبادئ بالخرطوم عام 2015، كان مجرد خطوط عريضة تحكم المفاوضين للخروج بمعاهدة ملزمة مثل اتفاق أوسلو الذي لا يعد معاهدة دولية مثل كامب ديفيد ووادي عربة".

وأكد أن الأساس هنا ليس قضية السد والمياه وحدها؛ ولكن الاستهانة بمصر، معربا عن أسفه لأن مصر في زمن الانقلاب في أضعف أحوالها، وآبي أحمد أكمل الملء الثالث بسهولة وأمان وزعم أن السد لصالح مصر والسودان .

وأرجع  الأشعل العجز الانقلابي بملف سد النهضة إلى أحد سببين ، إما عدم إدراك مخاطر السد، أو عدم القدرة على إدارة ملف السد، رغم أن مصر تزخر بالكفاءات.

وحذر من أننا في معركة، ومصر معرضة بسبب سد النهضة لهلاك أكبر من عدوان إسرائيل عليها .

 

جفاف ممتد

وقال الدكتور علاء عبدالله الصادق أستاذ تخطيط وإدارة الموارد المائية بالجامعات العربية أن حجم بحيرة سد النهضة يبلغ 74 مليار متر مكعب مقسومة إلى سعة ميتة وهي تلك المياه تحت مستوى فتحات تصريف المياه في السد، وسعة حية هي تلك المياه التي يتم تصريفها من السد.

وأوضح الصادق في تصريحات صحفية أن السعة الميتة هي بالنسبة لمصر والسودان مياه معدومة ستبقى دائما محجوزة خلف السد ولن تصل لدول المصب، لذلك المدة التي سيستغرقها ملء بحيرة السد كانت أحد أهم محاور التفاوض، لافتا إلى أن تأثير الملء يعتبر تأثيرا وقتيا يمكن حدوثه نتيجة لعدد من الفيضانات المنخفضة، ويمكن للسد العالي معالجة تأثيره مع تأثير تشبع قاع وجوانب بحيرة سد النهضة الأثيوبي بالمياه.

وكشف أن المشكلة الأساسية ستكون في حالة حدوث جفاف ممتد لعدة سنوات كما هي عادة نهر النيل أو ما يسمى بالسنوات السبع العجاف، وسبق أن حدثت أخر موجة منه في ثمانينات القرن العشرين ، حيث توالت الفيضانات المنخفضة من الهضبة الأثيوبية لمدة ثماني سنوات قضت بالكامل على كل المخزون في بحيرة السد العالي حتى وصل إلى منسوب 149 مترا فوق سطح البحر من منسوب 179 مترا فوق سطح البحر.