ارتفعت أسعار خامات الأثاث الأخشاب والكونترات والأبلكاش بمعدلات بين 40% و60% منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ، ما أدى لتراجع حجم المبيعات بنسبة تقدر بـ50% واستغل بعض التجار إغلاق الاستيراد ورفعوا أسعار الخامات المخزنة لديهم بكميات ، وهو ما أدى لإغلاق 20% من الورش الصغيرة ، في حين أن تقديرات أخرى ترفع المعدل خلال السنة الأخيرة إلى 25% من الورش الصغيرة، فزادت إكسسوارات المقابض على سبيل المثال بنسبة 15% أما خشب الأرو ارتفع سعر المتر منه حتى وصل إلى 30 ألف جنيه.
ودمياط المحافظة الوحيدة في مصر التي لا تشكو من البطالة، ومعظم العاملين كانوا بين صناعة الأثاث والحلويات والأجبان، ومنذ إعلان عسكر الانقلاب "مدينة دمياط للأثاث" تحولت دمياط إلى إغلاق الورش وسرحت الصنايعية في الشارع بين عامل دليفري أو بمقهى أو سائق توكتوك.
ويؤكد الدمياطة على لسان أكثر من متابع أن مدينة الأثاث في دمياط الجديدة، خربت العمران وزادت أسعار الأثاث أضعافا، وفي كل يوم تقريبا نجد عاملا ينتحر ويترك وراءه أسرة.
وأُشيع وقت افتتاح مدينة الأثاث أنها تكلفت أكثر من 3 مليارات جنيه، ليظهر السيسي وهو يلقن أحد نواب دمياط درسا كجزء من اللقطة والتهليل لها، عن كيفية التخاطب دون فهم الكلام الذي يقوله.
وخلال سنوات الانقلاب زادت معدلات البطالة بحسب أرقام الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ، ففي 2018 سجلت محافظة دمياط 3% كأقل محافظات الجمهورية في معدل البطالة ، وفي 2019 افتتح السيسي مدينة الأثاث وعددا من المشروعات القومية بمحافظة دمياط ، فسجلت دمياط في 2021 نسبة 18.8% أعلى محافظات الجمهورية في معدل البطالة.
وقال إن "البطالة في دمياط تجاوزت معدل ٣٠% وشملت البطالة قطاعات البناء والأثاث وشباب الخريجين منذ أكثر من ٦سنوات ثم باقي القطاعات".
وأرجع آخرون السبب في وقف الحال، إلى أن أسعار الخامات زادت وانخفضت حركة البيع، ومدينه الأثاث لا تتماشى مع نظام الشغل في دمياط، فورش الدمايطة صغيرة وكل عامل يتخذ من بيته مكانا لورشته.
بلا جدوى
وتضم دمياط الجديدة مصانع أثاث عملاقة ، في حين أن حكومة السيسي زعيم اللاجدوى فتح استيراد الأثاث من الصين، وفي يوليو انخفض الاستيراد بسبب أزمة الدولار وعدم صدور اعتمادات الاستيراد، ولكن ذلك الإجراء القسري على غير رغبة حكومة السيسي جاء بعد أن أغلق الورش وسرّح العمال واضطر كثيرون منهم للهجرة ، أما حركة التصدير فكانت في أدنى مستوياتها بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.
ورأى بعض الدمياطة أن "نجاري دمياط يُعاقَبون على عدم انتقالهم إلى مدينة الأثاث المبالغ في أسعارها، وكشفوا أن دمياط المدينة وتوابعها مؤجرة في غالبها للسوريين، الذين استوطنوا العمل في الأثاث والموبيليا من الباطن، والدمياطي بات مجرد يافطة أما الحلويات الدمياطي، فبات اسمها حلويات شامية بلا ضرائب أو تراخيص طبقا لتوجيهات سيادية، حتى إن بعضهم اعتبر أن من أسباب قتل دمياط في الصناعة "الاحتلال السوري للأثاث المستورد، وغلاء أسعار الطاقة" بحسب ناشطين.
وأضاف مراقبون أن حكومة السيسي وبرلمان العسكر في خدمة الأجانب فقط ، فدمياط أصبحت ملكا للسوريين حرفيا ولن يعودوا إلى بلدهم، حيث استحوذوا على جميع مصانع الأثاث والمنسوجات وحتى الخامات".
بدون دراسات جدوى
وقال حساب (@Alzhraflower) "النظام اللي مالوش في دراسات الجدوي عمل مدينة الأثاث في دمياط بمليارات ودلوقتي هي مدينة للأشباح".
يقول أحمد المنياوي (@Ahmed0Elmenyawy) "كنت في دمياط سنة 2017 بعمل زيارة كنت بحاول افتح مشروعا جديدا في الأثاث ، صاحبي قال لي تعالى هوريك حاجة ، شوف صف الورش دا قافل ، قلت له ليه إيه حصل ؟ قال لي اللي شغال الآن بس شغال مع الجيش مباشر أو مقاول شغال مع الجيش ، انسى المشروع".
عاملون بصناعة الأثاث قالوا إن "مدينة الأثاث العالمية في دمياط ، كانت عبارة عن سرقة في المقاولات لصالح اللواءات فقط، كانت النتيجة ارتفاع معدلات البطالة وزيادة أسعار المنتج النهائي".
وكتب موسى عن لمحة عبر (@moussax7) "لما السيسي راح يفتتح مدينة الأثاث وقالوا ها تدخل مليارات لأهلها في دمياط ، الست الطيبة في الصورة قالت له في نهاية الشو بتاعه كل شيء حلو ياريس بس مش بيجيلنا شغل عاوزين بس شغل ، فقطعوا البث وقطعوا الجزء دا من حفلة النصب بتاعته".
وكتب كريم (@kemo8765) معلقا "2009 دمياط قلعة الأثاث في إفريقيا 2022 دمياط قالعة ملط".
وأكد أيمن الزاهد أنه منذ 2014 وإلى الآن أُغلقت آلاف الورش، وباتت المقاهي مأوى آلاف العمال ، وباتت مئات الحرف في طريقها للاندثار، أما النتيجة فكانت انهيار صناعة الأثاث في دمياط للأبد.
وأضاف أن الورشة الواحدة كانت تضم في الحد الأدنى 10 "معلمين" و5 "صنايعية" فأغلقت وأغلقت معها البيوت، أما الورش فتحولت لمحلات ملابس أو مقاهي أو بقالة أو بتبيع هواتف.
ما قبل 2014
وعبر "@Le_Miisanthrope" كتب الزاهد عن أوضاع ما قبل الانقلاب "محافظتي دمياط وتأثير الفشل ده علينا من 2014 دمياط فيها أكبر أسطول بحري في الشرق الأوسط دمياط كان فيها آلاف الورش وآلاف العمال المهرة في صناعة الأثاث ، دمياط قبل 2014 كانت نسبة البطالة فيها صفر ، دمياط كانت من أعلى المحافظات في مستوى المعيشة".
وتحدثت چيهان أحمد (@jeeahmad ) عن "الشوارع اللي كنا منعرفش نمشي فيها من الشغل المنصوب بره الورشة و أكوام النشارة و صوت الماكينات بتاعة قطع و دق الخشب ، و لاكنا نعرف نذاكر من ضوضاء الشغل ، دلوقتي تمشي في نفس الشوارع ترمي الإبرة ترن".