في الوقت الذي تتزايد فيه أسعار كل شيء في مصر بصورة عشوائية، واستغلال المصانع والشركات للظروف الاقتصادية الراهنة، من نقص الدولار وانهيار قيمة العملة المحلية ونقص مستلزمات الإنتاج والمواد الخام، ولجوء بعض الوكلاء التجاريين لتخزين السلع وبيعها بعد تعطيش السوق، رفعت الشركات المنتجة للتبغ أسعار السجائر والدخان أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة.
وأمس، أعلنت الشركة الشرقية للدخان “إيسترن كومباني” زيادة أسعار بيع سجائرها بنحو جنيهين لأغلب الأنواع، اعتبارا من أمس الأحد.
وجاءت زيادة أسعار السجائر بعد الإعلان عن استيلاء الشركة المتحدة على رخصة صناعة الدخان.
وأعلنت شركة “فيليب موريس” لإنتاج السجائر في مصر، الأربعاء 31 أغسطس 2022 تغيير اسم المُصنِّع لمنتجاتها كافة من السجائر إلى “الشركة المتحدة للتبغ” التابعة مباشرة لجهاز المخابرات العامة، وذلك بعد حصول الأخيرة رسميا على رخصة لإنتاج السجائر التقليدية والإلكترونية في مصر.
و قالت “فيليب موريس” في بيان إن “الشركة الشرقية للدخان التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، ستستمر في تصنيع جميع منتجاتها من السجائر، إلى حين انتهاء مخزونها من مواد الإنتاج والخامات اللازمة لتصنيع هذه الأنواع، إيذانا ببدء الشركة المتحدة للتبغ بعملية التصنيع".
وستُصنع إيسترن كومباني السجائر لصالح المخابرات العامة، مقابل 25% من رأس المال.
وكشف إبراهيم إمبابي رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات في بيان أن “الشركة أخطرتهم بزيادة جنيهين لأغلب أنواع السجائر، تنفيذا لأحكام ضريبة القيمة المضافة وتعديلاته وفقا لنظام التأمين الصحي الشامل رقم 2 لسنة 2018”.
وزعم إمبابي أن الزيادة جاءت أقل بكثير من توقعات التجار بالسوق، مشيرا إلى أن غالبية التجار قاموا بتخزين السجائر انتظارا لهذه الزيادات التي جاءت أقل من توقعاتهم.
وتوقع إمبابي أن تشهد السوق المحلية بمصر زيادات جديدة في أسعار السجائر الأجنبية خلال الأشهر المقبلة.
وتستحوذ المخابرات العامة في مصر على عدد من الشركات والمؤسسات المالية الكبرى، كما تمتلك العديد من الشركات العاملة في السوق المصرية، مثل شركة النيل للمقاولات، وغيرها من شركات التسويق العقاري، بالإضافة إلى شركات مستحدثة جديدة مثل مصنع المستنسخات الأثرية بمدينة العبور.
وكانت أسعار الشاي والقهوة ومنتجاتها قد شهدت عدة ارتفاعات وبقية المشروبات في الفترة الأخيرة، ما يضع المزيد من الأعباء على المواطنين ، ويعكر مزاج المصريين، الذين باتوا محشورين في نفق اقتصادي من زيادات الأسعار وتفشي البطالة والتعطل عن العمل وانتشار الأمراض وغلاء الأدوية والمواصلات والنقل ، ما يدفع الكثير منهم نحو أتون المخدرات أو الانتحار.
ووسط موجات الغلاء يخرج بهاليل السيسي من الإعلاميين وأرباب السبوبة ليدافعوا عن شركات الجيش وينفون أن تكون الشركة المتحدة للتبغ تابعة للمخابرات العامة، ومؤكدين أنها شركة إماراتية ، تستحوذ على الاستثمارات والشركات المصرية، وهو في حد ذاته كارثة اقتصادية، إذ أن شركة إيسترن كومباني من الشركات التي تحقق أرباحا كبيرة وتتوسع في إنتاجها سنويا، فلماذا يجري التفريط فيها وبيعها للإماراتيين ؟ وهو ما ينطبق على كثير من الشركات الرابحة والأصول المصرية التي يجري التفريط فيها بصفة مستمرة في ظل ورطة السيسي الاقتصادية.