“القرضاوي” انتقد وقوفه بمشهد الانقلاب وناشطون: شيخ الأزهر يضنّ بنعي فقيه العصر

- ‎فيتقارير

انتقد عدد غير قليل من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ضنّ شيخ الأزهر أحمد الطيب عن تقديمه ـ أو منصة من منصاته المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ـ  نعيا للعلامة الشيخ يوسف القرضاوي فقيه العصر أولا باعتباره عضوا سابقا في كل من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وعضو مجمع البحوث الإسلامية السابق أيضا ، عوضا عن كونه رمزا للوسطية الأزهرية عند أهل السنة والجماعة التي يفترض أن الأزهر ينتمي لنفس الطائفة.
وفسر بعضهم السبب الرئيسي لذلك بانتقاد الشيخ القرضاوي لمشيخة الأزهر بوقوفها في مشهد الانقلاب في 3 يوليو 2013 بينما فسره آخرون بالمال الذي استمال به شيطان العرب محمد بن زايد مريده شيخ الأزهر بعدما عينه رئيسا لما يمسى "مجلس حكماء المسلمين" إلى جوار آخرين من جماعة الثورة المضادة عربيا والتي تتخذ من "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" خصما لها بعد وضع الاتحاد على قوائم الإرهاب في أبوظبي والرياض.
 
الابن النجيب
واعتبر القيادي في جماعة الإخوان همام على يوسف أن الشيخ القرضاوي بمثابة الابن النجيب للأزهر الشريف متعجبا من عدم صدور نعي من المؤسسة العلمية لابنها إلى الآن وكتب على "فيسبوك"  "هل يعقل ألا يصدر حتى الآن  أي نعي من  هيئة كبار العلماء ،أو مشيخة الأزهر، أو من أي عالم مستقل يعيش في مصر  لأحد أبرز من  أنجبه الأزهر الشريف  في القرن  الماضي والحالي العلامة الدكتور القرضاوي؟  حقا إن هذا لشيء عجاب".
وأضاف "يعلم ربي أن سبب تعجبي هو ما وصلنا إليه من نكران للجميل، واضمحلال في التفكير وخلط للأوراق وجبن لا يصدق  ، فلتختلف مع القرضاوي وغيره كيفا شئت ، لكنك كمصري وكأزهري لابد وأن تفخر بالقرضاوي والغزالي والشعراوي والمراغي والباقوري والمنشاوي وغيرهم من الأعلام في كافة المجالات مهما كان انتماؤك ، وتقول بأعلى صوتك هؤلاء الأعلام هم أبناء مصر العظيمة".
وأوضح أن "هذا الوفاء والاعتراف بالفضل لأهل الفضل  لا دخل له بالسياسة يا سادة ، يكفيك  شيخنا الجليل ما أراه وأسمعه من شهادات علماء المسلمين في كل  الدنيا وإقرارهم بفضلك و علمك وجهادك ودفاعك عن هذا الدين ، بل يكفيك ما قدمته من علم ينتفع به ليكون لك بإذن الله زخرا بين يدي ربك الكريم".
وعبر عن "اطمئنانه لكون الشيخ القرضاوي وفد إلى ربه ليتم كرمه عليه ، نم يا سيدي قرير العين فقد أديت ووفيت فأنت الآن بين يدي مولاك الرحيم ".

أين "الطيب"؟!
وتعرض الشيخ القرضاوي إلى عدة اتهامات كيدية ملفقة من قبل العسكر ووضعه على قوائم إرهاب الانقلاب في مصر ودول الثورة المضادة ، ولعل عدم صدور بيان ينعاه من عمامة الأزهر "أحمد الطيب" دليل على وضعية شيوخ السلطان ، وكان الداعية والأكاديمي بجامعة الأزهر د.إسماعيل علي كتب مقالا بعنوان "هل أحمد الطيب في خلاف مع زعيم عصابة الانقلاب؟ استنكر أن يسكت أحمد الطيب، بل ويبارك الافتراء على العالم الكبير الدكتور يوسف القرضاوي ، ابن الأزهر البار، ويرضى بالحكم عليه بالإعدام من قبل قضاء السيسي بتهم رخيصة مفتريات، واتهامه  وهو أحد أعلام الوسطية في عصرنا  بالتطرف والإرهاب".
وأضاف للدكتور القرضاوي أن "الطيب" وسعه أن "يسكت بل ويرضى بسوق العلماء إلى محاكمات كيدية يوقّع عليهم فيها أشنع العقوبات الظالمة بتهم هزلية مثل قطع الطريق، ويُحكم عليهم بالإعدام والمؤبد ويهانون ويؤذون؛ مثل العالم الدكتور "عبد الرحمن البر" عميد كلية أصول الدين والدعوة، والدكتور "صلاح سلطان" أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وغيرهم ألوف من العلماء والدعاة وطلبة العلم".
وقال  "سيذهب أحمد الطيب غير مأسوف عليه ـ بعد أن أدى دوره الملعون مع عصابة الشر ، لا لأنه يختلف مع الانقلاب؛ بل لأن سياسة زعيم عصابة الانقلاب أن يتخلص من جميع شركائه، مثل "هشام جنينة" و "صدقي صبحي" وأعضاء المجلس العسكري الذين أطاح بهم، سيذهب "أحمد الطيب" محملا بدماء الأبرياء، ومظالم الملايين الذين عاون وظاهر الانقلاب على ظلمهم وقتلهم؛ فهو من أكبر أسباب نكبة الأزهر، والإسلام والمسلمين، في الوقت الحاضر".

من المحزن أن لا يتأخر شيخ الأزهر في نعي وعزاء ملكة بريطانيا الراحلة رغم اختلاف دينها وخلفيتها التاريخية كملكة عادت مملكتها الأزهر الشريف في حقبة الاستعمار ، حينما ناضل الأزهر ضد احتلال مصر لعقود من الزمان،
بينما  يخشى شيخ الأزهر حتى الآن أن ينعي علما من أعلام الأزهر pic.twitter.com/BN5fyysZaS

— محمد جمال هلال (@gamal_helal) September 26, 2022

 

أين المروءة؟!
وتساءل د. وصفي أبو زيد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن مروءة الصعايدة في العزاء وكتب عبر "فيسبوك"  
"ترقبت صفحة شيخ الأزهر أحمد الطيب لأرى عليها كلمة عزاء ورثاء منه في فقيد الأمة وفقيه العصر الإمام القرضاوي، فلم أجد حتى الآن، وقد نشر خبر الوفاة ظهر اليوم في صحف ومواقع مصرية، ونعاه أساتذة وعلماء كثيرون من الأزهر، وغير الأزهر بطبيعة الحال".
وعن معاملة ليست بالمثل من القرضاوي للطيب كشف أن العلامة الشيخ يوسف القرضاوي هو الذي استقدم أحمد الطيب ليدرس في كلية الشريعة بقطر، وأفاض عليه من فضله وأكرم مثواه، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ وأين أخلاق الصعايدة أولاد الأصول، أخلاق الشهامة الرجولة والوفاء؟
وكشف أيضا أن "الطيب" حين تولى الإفتاء كان لا يفتي فتوى إلا إذا رجع للقسم الشرعي في إسلام أونلاين في ذلك الوقت؛ ليسأل عن رأي الإمام فيها.
وعن تقول البعض أن "شيخ الأزهر له موازناته، ووضعه السياسي لا يسمح له بذلك" رد أبوزيد نافيا أن يكون ظهور شيخ الأزهر بالنعي سيكون ضمانته أنه "محمي من أهل الصعيد ولا يجرؤ السيسي ولا عصابته فعل شيء، على أن الأمر ليس معركة سيخوضها شيخ الأزهر، إنها كلمة عزاء يقدمها في فقد إمام من أئمة الأزهر، تربى فيه ونشأ على مشايخه".
وأبدى وصفي أبو زيد تعجبا من أنه "وسعت أعراف السماحة لدى الشيخ أحمد الطيب أن يعزي الملك تشارلز في وفاة والدته إليزابيث، ويكتب عزاء بالعربية والإنكليزية، لكن هذه السماحة لم تسع كلمة عزاء ورثاء في وفاة إمام من أئمة المسلمين، وفقيه من أبرز فقهاء العصر، وهو يعلم هذه الصفات عن الشيخ الإمام جيدا".
وفي رسالة لشيخ الأزهر في عهد الانقلاب "الطيب" ، قال أبو زيد "اطمئن يا فضيلة إمام الأزهر أحمد الطيب، فإن ذكر الإمام القرضاوي كامن في عقول أساتذة الأزهر ونفوسهم وفكرهم وتربيتهم العلمية، التي تشكلت وتفتحت عيونها على كتب القرضاوي وفكر القرضاوي وفقه القرضاوي، وإن الحسابات السياسية لا يجوز أن تكون على حساب الأخلاق والقيم، وأعراف أولاد الأصول،  وعلى كل حال فإن ما عند الله خير وأبقى
".

 

 

يُخطيء من يظن أن شيخ الأزهر يتخذ قراراته وتعازيه وتهانيه من رأسه، فعلياً الأزهر مؤسسة تابعة للأجهزة السيادية وليست مستقلة، ويسري عليها كل الاعتبارات الأمنية والدبلوماسية للنظام المصري، لذا غابت التعزية في وفاة الشيخ القرضاوي بأوامر عليا، لكنها وجبت ببيان رسمي في الملكة إليزابيث. pic.twitter.com/KZyb2JeYT4

— Bakr Khallaf | أبوبكر خلاف (@bakr_khallaf) September 27, 2022

سخرية وتأويلات
ونشر د. محمد الجوادي في "تويتر" على سبيل السخرية من الموقف نص تمناه أو توقعه أو نفاه فكتب "
الأزهر ينعي د. يوسف القرضاوي،  ‏ينعي الأزهر شيخا وجامعا وجامعة عضو هيئة كبار العلماء العلامة يوسف القرضاوي ، ويذكر الأزهر له أنه لم يترك عالما إلا وانتفع به في التدريس في كلية الشريعة بجامعة قطر و قد كانت أولى تجارب الإدارة  التي احتذاها الشيخ أحمد الطيب نفسه هي عمله تحت قيادة الشيخ في قطر ، الأزهر الشريف".
أما الباحث في التاريخ محمد إلهامي (@melhamy) فكتب "مع أني سيئ الظن بأحمد الطيب، إلا أني توقعت أن يصدر تعزية باردة باهتة يحفظ بها ماء وجهه، لا سيما والقرضاوي هو أشهر رمز أزهري في هذا الوقت، ثم لا سيما وهو قبل قليل قد عزى في إليزابيث ومن قبلها في الزنديق حسن حنفي".
ورجح عبدالرحمن أبو خليل (
@Abderra08202771) أن يكون "شيخ الأزهر وازن بين معصية الله ومعصية السيسي ،فوجد معصية الله تكفرها التوبة النصوح ، ومعصية السيسي لا يكفرها شيء إلا المشيخة ، وهذا  ما لا يطاق".