كتب – جميل نظمي:
في الوقت الذي تؤكد فيه كافة التقارير الدولية والإقليمية خسارة مصر الفادحة بمعركة سد النهضة ونشر الأقمار الصناعية تخزين مياه خلف بحيرة السد وتشغيل إثيوبيا لتربوني تووليد كهرباء من سد النهضة الذي أوشكت إثيوبيا على الانتهاء من 60% من إنشاءاته، رغما عن مصر، التي دخلت متاهة المفاوضات ومزيدا من المفاوضات لتفويت الوقت، وضياع حقوق الشعب المصري في المياه، يصر وزير الخارجية المصري على أن يكون صغيرا ودبلوماسية مصر التي ظهرت في الأوساط العالمية بالصغيرة التي لا ترقى دبلوماسيتها إلى تحديات المرحلة، لإرضاء غرور رئيس جاء بالانقلاب ووقع على اتفاق مبادئ أضاع على شعبه حقوقهم التاريخية الثابتة في المياه، ما يهدد بجفاف نهر النيل وتحوله لمجرد ترعة، خلال سنوات ملء السد.
ونجح سامح شكري وزير الخارجية المصري للمرة الثانية، اليوم في إبعاد "مايك" قناة "الجزيرة" من أمامه، خلال الاجتماع السداسي المنعقد في العاصمة السودانية "الخرطوم" بشأن سد النهضة، قائلاً: "ابعد ده من هنا"، ولم يلقه على الأرض كما فعل منذ أسبوعين في اجتماع مماثل. حيث وضع التليفزيون المصري "المايك" الخاص به قبيل افتتاح الجلسة الأولى أمام الوزير، ووضعت قناة الجزيرة "المايك" الخاص بها ضمن قنوات أخرى، أمام منصة وفد السودان الذي يلقي وزير خارجيتها الكلمة الافتتاحية، وعندما أنهى وزير الخارجية السوداني كلمته، نقل العاملون بالقنوات "الميكروفونات"، وعندما تم وضع "مايك" الجزيرة أمام شكري، قال: "ابعد ده من هنا".
وألقى شكري "مايك" الجزيرة على الأرض، عندما وضع أمامه أثناء إلقاء البيان الختامي لاجتماعات سد النهضة منذ أسبوعين بـ"الخرطوم"، قائلا: "شيلوا الميكروفون ده من قدامي".
ورغم الانتقادات الدبلوماسية والسياسية والإعلامية لتصرف سامح شكري قبل أسبوعين إلا أنه يبدو أنه تلقى استحسانًا من رئيسه السيسي فكرر نفس الفعلة، ولسان حاله: "فهنيئا لمصر برمي الميكرفوون ولتسعد إثيوبيا بمياه النيل"!!