بدا القزم السيسي في افتتاح قمة المناخ بشرم الشيخ، محاولا الظهور بمنظر السيد الذي يستقبل رؤوساء العالم في مملكته المحكومة بالحديد والنار، مكسرا قواعد الدبلوماسية والبروتوكولات، محاولا الظهور بأنه يجيد الحديث بالفرنسية تارة مع الرئيس الفرنسي ماكرون، رغم ضحالته اللغوية والمعرفية، وتارة بالحديث مع رئيس وزراء إثيوبيا فاشلا في توصيل أي معلومة، مستبدلا الأمر بالتصوير، وحينما أراد التقاط صور تذكارية وضع رئيس وزرائه ووزير خارجيته في مقدمة الصفوف، بالمخالفة للقواعد البروتوكولية، ومزحزحا رئيس فرنسا للصفوف الخلفية بالمخالفة للقواعد الدبلوماسية التي تضع الرؤوساء بالصفوف الأولى دائما.
وتجلت السخرية العالمية من السيسي، حينما تحدث عن أنه يطلب السماح من رؤساء العالم بالتدخل لحل أزمة الحرب الروسية الأوكرانية، وهو ما فشلت فيه كافة المنظمات والرؤساء والحكومات العالمية لنحو 8 أشهر، وعلى العزف المنفرد للبهلوان السيسي، خرج إعلام السيسي لينسج الأكاذيب ويلفق التقارير الإخبارية عن دور البطل، وسارعت فضائية القاهرة، التي أنتجتها المخابرات مهدرة مليارات الدولارات في ظل أزمة مصر الخانقة، لتنقل تقارير من روسيا عن أن الشارع الروسي ينتظر كلمات السيسي بشغف، وتسارعت التغطيات المشيدة بدور السيسي المخلص للبشرية من حروبها.
فيما شن مراقبون ونشطاء هجوما لاذعا عليه، مذكرينه بأزمة سد النهضة التي لا يجد لها السيسي حلا منذ عقدها بتوقيعه اتفاق المبادئ في 2015، وذهب أخرون لحل أزمة الاحتقان السياسي والأمني في مصر منذ انقلاب 2013، وسرد الكثيرون العديد من الأزمات التي تجاهلها السيسي وذهب ليحل أزمات العالم عابثا، كالإرهاب بسيناء والأزمة الاقتصادية وانهيار الاقتصاد المصري والفقر والبطالة والأزمات المجتمعية المصرية، فيما طالبه أخرون بحل أزمات دول الجوار التي تؤثر سلبا على مصر كالأزمة الليبية والقضية الفلسطينية وغيرها.
وفي سياق الانتقادات التي طالت السيسي في افتتاح كوب 27، كشفت مصادر مطلعة على المفاوضات الدائرة خلف الكواليس في قمة المناخ COP27 لصحيفة Haaretz الإسرائيلية، أن مصر، عوضا عن التركيز على خفض الانبعاثات أو الضغط على الدول الأخرى لتحقيق أهدافها المناخية، تناقش المبالغ المالية التي ستخصصها الحكومات الغربية للبلدان النامية التي تعاني آثار تغير المناخ.
وقال مصدر في المؤتمر إن “المسؤولين الأمريكيين نقلوا رسائل قاسية إلى المضيفين المصريين تؤكد أن القضية الأهم في هذا المؤتمر خفض الانبعاثات والضغط على الدول لتحقيق أهداف درجة الحرارة، انتقلت إلى هامش المناقشات”.
فيما أضاف مصدر آخر أنه في حالة عدم طرح الموضوع للنقاش، فيُتوقع أن يصدر الأمريكيون وثيقة رسمية عن هذا الموضوع، اليوم الثلاثاء 8 نوفمبر.
وقال أحد المصادر “قادة هذا المؤتمر لا يحاولون حتى الوصول إلى هدف الـ1.5 درجة مئوية، فهو ليس مطروحا على الطاولة”.
وكان عبد الفتاح السيسي قد شدد في خطابه على ضرورة منح الدول المتقدمة أموالا للدول النامية، وهي إحدى القضايا الرئيسية في مؤتمر هذا العام، ودعا السيسي في كلمته إلى إبرام اتفاقية تاريخية بين الاقتصادات المتقدمة والاقتصادات الناشئة تبذل فيها جميع الدول مزيدا من الجهد لخفض الانبعاثات هذا العقد، للوصول إلى هدف 1.5 درجة، وتقدم فيها الدول الغنية والمؤسسات المالية الدولية المعونة المالية والفنية اللازمة لمساعدة الاقتصادات الناشئة على تسريع انتقالها إلى الطاقات المتجددة.
وأكدت غاليت كوهين، وزيرة البيئة الإسرائيلية التي تمثل إسرائيل في المؤتمر، هذه التفاصيل قائلة إنه “يسود شعور بالغضب من المصريين ، لأنهم لا يفسحون مجالا للحديث عن تخفيف تغير المناخ، والخوف من أن يتكرر ما حدث في جلاسكو”.
والأحد، انطلقت أعمال قمة “كوب 27” بشرم الشيخ على المستوى الإجرائي، وانتُخب وزير الخارجية سامح شكري رئيساً للمؤتمر خَلَفا للبريطاني ألوك شارما.
ويأتي مؤتمر “كوب 27” في وقت يتعرض فيه قادة العالم لضغوط كبيرة لتعزيز تعهداتهم المناخية وضمان تقديم الدعم المالي للدول النامية التي تعتبر من أكبر ضحايا تغير المناخ.
ومن المتوقع أن يركز المندوبون في قمة المناخ في مصر على قضايا التمويل، غدا الأربعاء، كما دعا التقرير إلى مضاعفة المنح والقروض المنخفضة الفائدة من الدول المتقدمة، من 30 مليار دولار سنويا حاليا إلى 60 مليارا بحلول عام 2025.
وسبق للسيسي أن تسول الأموال من كل دول العالم وفي مناسبات دولية عديدة، طالبا دعمه بمئات المليارات لتنمية مصر، وعلى الرغم من حصوله على أكثر من 100 مليار دولار مساعدات من داعميه الخليجيين إلا أن الاقتصاد المصري ما زال منهارا ويتجرع المصريون الأزمات تلو الكوارث الاقتصادية.