تتكالب المصائب والكوارث على الشعب المصري حتى تحولت الحياة إلى جحيم ، حيث لم تستنزف أموالهم وممتلكاتهم فقط؛ بل فقدوا أنفسهم وسقط أبناؤهم في مستنقع الإدمان، لأن عصابة العسكر تتاجر في المخدرات وتجلب كل أنوعها لتغييب الشعب المصري عن واقعه ، ما أدى إلى زيادة حجم تجارة المخدرات في مصر، والتي بلغت طبقا لمركز بصيرة حوالي 400 مليار جنيه سنويا.
وهكذا يضيع الشباب بل حتى الأطفال في المدارس بسبب الإدمان من أجل هدف العسكر وهو إبقاء السيسي على الكرسي ومواصلة النهب والسرقة والفساد.
الأسرة والمدرسة
حول هذه الكارثة قالت داليا الحزاوي مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، إن "النجاة من السقوط في فخ الإدمان تتطلب من كل أم وكل أب التحدث الدائم مع أطفالهم، لمعرفة كل صغيرة وكبيرة عنهم، وتوجيههم الدائم لما فيه مصلحتهم".
وأضافت داليا الحزاوي في تصريحات صحفية ، نصيحتي لكل أب وأم كن مستمعا جيدا لطفلك عندما يتحدث حول ضغوطه النفسية وكن داعما لجهوده التي يبذلها، وحسن علاقتك بأطفالك، فسيعمل الرابط القوي والمستقر بينك وبين طفلك على تقليل خطر استخدام طفلك للمخدرات أو تعاطيها.
وأشارت إلى أن المدارس عليها دور كبير في توعية الطلاب بمخاطر التدخين والإدمان من خلال ندوات التوعية وتصحيح المعلومات المغلوطة حولهما وتعريف الطلاب بمخاطرها سواء على النفس أو المجتمع، مطالبة بالتعاون بين البيت والمدرسة لحماية الطلاب من الوقوع فريسة للمخدرات والتدخين، وذلك من منطلق مبدأ الوقاية خير من العلاج
واقترحت داليا الحزاوي ، تنظيم ندوات لأولياء الأمور عن كيفية اكتشاف حالات إدمان المخدرات أو التدخين لأن الاكتشاف المبكر يسهم بشكل كبير في العلاج.
ضحية الإهمال
وحذرت الدكتورة نشوى شرف استشاري علاج السموم، بالمركز القويى لعلاج السموم، من أصدقاء السوء الذين يتسببون في انتشار إدمان المخدرات بين الشباب والأجيال الجديدة.
وقالت نشوى شرف في تصريحات صحفية "الأشخاص الذين وصلوا لمرحلة إدمان المخدرات ليسوا مجرمين إنما هم ضحية الإهمال ويجب التعامل معهم بطريقة حسنة حتى يمكن توجيه النصائح لهم وتقبلها لتطبيقها".
وأضافت ، يأتي شباب صغير لمراكز السموم في غيبوبة تامة ويكون بين الحياة والموت وجميع الأطباء تحاول إنعاشه للعودة من جديد للحياة بكل ما يمتلكون من خبرة طبية وجهد ثم يرجع الشاب مرة أخرى للإدمان دون أن يعلم مدى المجهود الضخم والتكاليف المالية لإنقاذه من غيبوبة تعاطي المخدرات .
وأكدت نشوى شرف أن تعاطي المخدرات ليس مرضا بل هو عرض، ويتوقف العلاج على قابلية الشخص المدمن لنصائح الطبيب المعالج والابتعاد عمن يتعاطون المواد المخدرة ويلعبون دور الصديق الناصح .
وحذرت من أن مشكلات الحياة ليست مبررا للإقبال على تعاطي المخدرات، ورفقاء سوء شياطين لا تنتهي كوارثهم إلا بالابتعاد عنهم بسبب دفعهم للشباب إلى الإدمان بدعاوى وهمية أنه سيتخلص من التحديات التي تواجهه على مدار اليوم.
دائرة مغلقة
وأكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن إدمان المخدرات أزمة يقع فيها الشباب وتحاصرهم في دائرة مغلقة تنهي حياتهم ومستقبلهم إلى الأبد
وقال فرويز في تصريحات صحفية "على المدمن أن يعرف جيدا أن محاولة العلاج جزء من العلاج فلا يظن أن كثرة محاولاته بالتوقف عن الإدمان أنه لا يستطيع الشفاء".
وأشار إلى أن ضغوط الحياة ومشكلات العمل التي نعيشها لا تعطي الحق للشباب أن يتجه إلى إدمان المخدرات.
أدوية وأعشاب
وقال الدكتور سعيد متولي أخصائي التغذية, إن "التغذية الطبيعية مع تناول أدوية الإدمان الموصوفة من الطبيب المختص تخلصان الجسم من نتائج وأعراض الإدمان مثل التعب والخمول والاكتئاب والتشنجات".
وأضاف متولي في تصريحات صحفية ، الكحوليات والنيكوتين والخمور وجميع أنواع المخدرات القديمة والمستحدثة تتلف جميع أعضاء الجسم، ويجب أن نقي أنفسنا من المخدرات بصفة عامة، بالإضافة إلى الامتناع عن التدخين لأنه يزيد من ميل جسم الإنسان للإدمان بصورة كبيرة .
وشدد على أن التغذية مهمة جدا إذا كانت مشروبات طبيعية أو أعشابا منقوعة لأنها تخلص الجسم من آثار الإدمان وترفع كفاءة جميع أعضاء الجسم مرة أخرى لأدائها الوظيفي خاصة الجهاز العصبي والجهاز الهضمي والجهاز الدوري، لامتلاكها العديد من عناصر الأملاح المعدنية التي تحسن وظائف الجسم، خاصة عناصر الماغنسيوم والسيلينيوم والفسفور والزنك المتوفر في أغلب الأطعمة.
وتابع متولى، لو تم نقع مكونات عشبية بمعيار ثابت لمدة ساعتين أو أكثر للحبة السودة والمرجة والشمر والحلبة وحب العروس، وتناولها المريض تساعد بنسبة تتخطى الـ70% من تسهيل الجسم التخلص من العناصر المسببة لتلف العديد من خلايا الجسم .
وأكد أن هناك أصنافا تستخدم منفردة مثل عشب الجنسنج وهو رائع جدا في تقليل الشعور بالاكتئاب ويساعد على تقوية المناعة.