خلص موقع (الشارع السياسي Political Street) على الشبكة إلى 8 استنتاجات من مداخلة السيسي المتلفزة التي امتدت لنحو ساعة مع الذراع الإعلامي يوسف الحسيني في التاسعة على القناة الأولى الرسمية في 25 أكتوبر الماضي.
وأضافت ورقة على الموقع بعنوان (قراءة في مضامين مداخلة السيسي مع يوسف الحسيني) أن كثيرين ومنهم أجهزة السيسي الأمنية، على يقين كامل أن السيسي في طريقه إلى السقوط وأن ذلك مسألة وقت ليس أكثر.
تماسك ظاهري
واعتبرت الورقة أن "حالة التماسك الظاهري التي حاول السيسي أن يتقمصها صباحا في المؤتمر الاقتصادي نسفتها مداخلة السيسي مساء مع يوسف الحسيني؛ حيث بدا مهزوزا ومهزوما، ويحاول بشتى الطرق أن يقنع المصريين بجدوى مشروعاته العبثية، لكن الناس تقيس مدى النجاح والفشل بمدى تحسين مستويات معيشة المواطنين".
وأضافت أن تحسن مستوى المعيشة "لم يحدث بل على العكس فقد سقط عشرات الملايين من المصريين تحت خط الفقر بفعل سياسات السيسي وتبينه شروط وإملاءات صندوق النقد الدولي وانحيازه على الدوام للنخبة الحكم والأثرياء".
حالة نفسية
ورأت الورقة أن السيسي في مداخلته مع يوسف الحسيني منفعلا وغاضبا، وهو ما ينطوي على حالة نفسية سيئة يعاني منها الجنرال طول مدة المداخلة من جهة وطريقة الحديث من جهة ثانية، والتدليس في الأرقام وحالة الإنكار التي تستحوذ على السيسي من جهة ثالثة، كلها مؤشرات تدل على أن الرجل يعاني من مرض عضال؛ فهو غير متزن نفسيا، ويعاني من كوابيس ومخاوف جمة.
وأوضحت أنه "يخشى عواقب الجرائم الوحشية التي اقترفتها يداه، ويخشى غضبة الشعب الجائع الذي يئن من الفقر والجوع والمرض، وخروجه للكلام نحو ثلاث ساعات كاملة في يوم واحد يدل على الخوف الشديد وحالة الهلع التي يمر بها السيسي؛ فهو هذه الفترة يتداعى تلقائيا بفعل الفشل في إدارة الدولة سياسيا واقتصاديا؛ وعجزه عن حماية أمنها القومي في ملفات المياه والاكتفاء الذاتي من الغذاء وحجم الديون التي جعلت مصر فعليا تحت حكم صندوق النقد الدولي؛ فكل تقارير المالية والاقتصاد تصل إلى الصندوق قبل أن تذهب إلى البرلمان أو باقي مؤسسات الدولة.
رسائل خاطئة
وسجلت الورقة 8 رسائل وملاحظات.
فأرجعت أولا، العصبية التي بدا عليها إلى أمرين مداخلة رئيسة حزب الدستور جميلة إسماعيل التي احتوت رسائل نقد للنظام وسياساته.
وأن الأمر الثاني هو مشاركة جمال مبارك في جنازة المحامي فريد الديب وهتاف العشرات من أنصاره له ومناداتهم له بلفظ الرئيس.
واستدعى السيسي في إطار غضبه تهديدات حول الذبح في الشوارع في معرض تحذيره من المظاهرات استدعاء لخطاب الحروب الأهلية والعنف، ورأت أنه خطاب لا يخدم مصر ولا شعبها ولا اقتصادها خلال هذه الفترة؛ إذ كيف سيشعر مستثمر أجنبي لو سمع ما قاله السيسي؟
وتساءلت عمن "يمكن أن يستثمر في بلد مضطرب مثل مصر رئيسها يخشى ثورة الجماهير ويواصل اعتقال الناس من الشوارع بخلاف عشرات الألوف في سجونه ومعتقلاته".
الخوف من الثورة
واعتبرت أن تصريح السيسي "هذا المسار يخوفني، أنا لست متضايقا أنا خائف، وأنا مش خائف على نفسي، ولكنني خائف على الناس، خايف على 100 مليون نسمة» أكدت أن السيسي أكثر من مرعوب، وأن جملة "خايف على الناس" لا يؤبه لها فمنذ اغتصب السلطة بانقلاب عسكري وهو يدوس على الناس ولا يبالي قتلا واعتقالا وإفقارا وتجويعا.
وأبانت أن تطرقه لموضوعات بعيدة عن الاقتصاد، والتركيز على تحقيق الاستقرار، أوضح مدى انشغاله بدعوات التظاهر فقال "مسار ثورة 2011 يخوفني".
و ترجمة الخوف بحسب الورقة كان نشر الكمائن خصوصا في وسط البلد وتفيش المارة والاطلاع على الهواتف واعتقال العشرات.
التباهي بالانقلاب
وحملت المداخلة تباهي السيسي بانقلابه العسكري، ويراه وما تلاه من مذابح وحشية قتل فيها آلاف المصريين بخلاف اعتقاله ظلما عشرات الآلاف من الأبرياء؛ لا يزال السيسي لا يرى في ذلك أي جريمة، بل يرى أن ما فعله بطولة تستحق الإشادة والتقدير، وأن الله اختاره لينقذ مصر.
وأوضحت الورقة أن تصريحات السيسي ضمن ذلك حملت الشعب المسئولية عن التخريب وأن ما يفعله السيسي هو عين الإصلاح حسبما يتصور هو ونظامه وأجهزته.
استمرار التدليس
ولكن من غير الجديد الذي استعرضته الورقة تلاعب وتدليس الفاجر بالأرقام؛ مسببة ذلك أن "السيسي فعليا أخد السيولة الموجودة بالبلد في هذا المشروع وغيره، وأقام بها عدة قصور ومباني معمارية بتكلفة عالية للغاية ثم يدعي أن هذه العاصمة تساوي حاليا نحو 7.5 تريليون جنيه وهو رقم يساوي كل الديون المحلية".
وأضافت أن "الأسعار هو الذي وضعها ولا يجد حاليا مشترين لها؛ لأن الناس قد أيقنوا بفشل المشروع؛ ومع الإطاحة بالسيسي فإن هذا المشروع سيموت تلقائيا وسيمثل عبئا باهظا للدولة المصرية من بعده".
وأكدت تعامله في مشروعاته بمنطق السماسرة وليس أبدا منطق الرؤساء والحكومات.
يضيق بالنقد
وألمحت الورقة أن السيسي في مداخلته أكد رفضه لأي انتقاد لسياساته ومشروعاته، وكرر دعوته لضرورة التقشف، مستدركة أنه رفض المقارنة مع تجارب مماثلة مثل ماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية، بدعوى تغير المسار والسياق استمرت فيه تلك الدول 30 عاما من العمل والحشد حتى أصبحت متقدمة، بحسب السيسي.
واعتبرت أن ترحيبه بجميع الأفكار، ومن يرى أن لديه القدرة على العمل يتفضل وسوف نساعده على إنجاز أي ملف، وبعدما ينتهي من عملية النجاح هصفق له" مزاعم متكررة.
إقرار بفشل التعليم
وتناولت الورقة اعتراف السيسي بشكل صريح ، أنه غير قادر على إصلاح منظومة التعليم، وأن راتب المعلمين لا يمكن أن يقنعهم بأن يعلموا الطلاب بشكل جيد، مستدركة أنه رغم ذلك يتهرب من المسئولية.
وأضافت أيضا أنه اعترف بفشل إدارة المنظومة الصحية والتوجه نحو خصخصة المستشفيات، في ملف الصحة.
واعتبرت تصريحاته في هذا الشأن "إقرار بالفشل من جهة وإصرار على خصخصة المستشفيات من جهة أخرى، وهو ما يجعل تكاليف العلاج تفوق قدرات الغالبية الساحقة من المصريين لأن الصحة والتعليم يتعامل معهما النظام باعتباره سلعا وليس ملفات حساسة من صميم الأمن القومي".
وأوضحت أن "السيسي يتعامل مع هذه الملفات بمنطلق المقاول وليس بمنطق المسئول عن شعب غالبيته فقراء".
التجاهل لملفات
واشارت الورقة إلى تجاهل السيسي في مداخلته عددا من الملفات الشائكة والحساسة؛ حيث تجنب أي ذكر لحجم الديون المتضخم تصل حاليا الديون الخارجية إلى أكثر من 180 مليار دولار من 43 مليارا فقط في منتصف 2013م، أما الديون المحلية فتزيد عن 6 مليارات جنيه ارتفاعا من 1.4 تريليونا فقط في منتصف 2013 ، كما لم يشر مطلقا إلى قرض صندوق النقد الجديد والذي يصل بديون مصر للصندوق إلى 23 مليار دولار، وهو القرض الرابع من نوعه خلال ست سنوات فقط، كما تجنب الحديث عن الغلاء الفاحش الذي طال كل شيء وتآكل قيمة الجنيه وسقوط عشرات الملايين من المصريين تحت خط الفقر، كما أهمل مشكلة سد النهضة التي تهدد الأمن القومي في الصميم.
كما تجاهل الأمن الغذائي ولم يعد مطلقا بتحقيق الاكتفاء الذاتي في ظل تفاقم مشاكل الغذاء عالميا. في الوقت الذي أشاد فيه بمشروعاته وأبزرها العاصمة الإدارية و40 مدينة جديدة مخصصة للأثرياء، وأن حل الأزمة الاقتصادية لن يتحقق إلا بزيادة الإنتاج.