استشهد المعتقل السياسي حمدي سعيد فتوح حسين، عن عمر ناهز 38 عاما داخل محبسه بسجن بدر 3 ليكون الحالة الثانية التى يكشف عنها خلال 24 ساعة والخامسة داخل نفس السجن والسادسة خلال شهر نوفمبر الجاري.
الشهيد من أبناء "كفر البطيخ" بمحافظة دمياط، وكان يعمل "ستورجي" وهو متزوج ولديه طفلين حرما منه منذ أن تم اعتقاله في 9 يوليو 2014 وايداعه سجن العقرب لمدة 8 سنوات قبل أن يتم ترحيله لسجن بدر فى أغسطس الماضي.
واستشهد في محبسه يوم الجمعة 25 نوفمبر 2022 في سجن بدر 3 نتيجة سوء ظروف الاحتجاز والإهمال الطبي المتعمد، ولم يتم إبلاغ أسرته إلا الثلاثاء 29 نوفمبر ضمن مسلسل الانتهاكات والجرائم التي لا تسقط بالتقادم.
كانت منظمات حقوقية رصدت الاثنين استشهاد المعتقل حسن دياب حسن عطية، من أبناء قرية "سندوة" بمركز الخانكة محافظة القليوبية داخل سجن بدر 3، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد في ظل ظروف الاحتجاز التي تفتقر لأدنى معايير سلامة وصحة الإنسان.
وذكرت أن الضحية تم نقله منذ أسابيع من سجن المنيا إلى سجن بدر 3 حيث فاضت روحه إلى بارئها بعد اعتقال 7 سنوات تعرض خلالها لسلسلة من الانتهاكات والجرائم التي لا تسقط بالتقادم.
وسبقهما استشهاد 4 آخرين داخل السجون ليرتفع عدد الشهداء إلى 6 خلال نوفمبر الجارى وهم :
علاء محمد السلمي، بدر 3.
شعبان محمد سيد الخولي، سجن القناطر.
مجدي عبده الشبراوي، بدر 3.
أحمد محمود إبراهيم، وادي النطرون 440.
ففي 16 فبراير الجاري استشهد المهندس أحمد محمود إبراهيم الأمين العام لحزب "الحرية والعدالة" بمحافظة السويس، داخل مستشفى السادات التي نقل إليها بعد تدهور حالته الصحية نتيجة الإهمال الطبي الذي تعرض له في سجن وادي النطرون 440.
وكان قد أصيب داخل محبسه بالفشل الكلوي وكان يعاني من مرض بالقلب وأنيميا البحر المتوسط ، ولم يحصل على حقه في الرعاية الطبية اللازمة لحالته، وهو ما يعد جريمة قتل بالبطيء بمنعه من تلقي العلاج المناسب في وقته.
وقبل ارتقاء الشهيد بيوم ارتقى المعتقل مجدي الشبراوي، صاحب مكتبة زهرة المدائن بالمنصورة، داخل سجن بدر3 سيئ السمعة، بسبب الإهمال الطبي المتعمد الذي تعرض له وسوء ظروف الاحتجاز.
وكان "الشبراوي" قد أصيب بالتهاب مزمن عقب اعتقاله في ٤ يناير ٢٠٢٠ ، وتم نقله من سجن العقرب إلى سجن بدر3 ، وتمنع عنه سلطات الانقلاب الزيارة وحقوقه الأساسية منذ اعتقاله وحتى صعدت روحه إلى بارئها وهي تشكو إلى الله ظلم النظام الانقلابي.
وفي 15 نوفمبر استشهد المعتقل شعبان محمد سيد شبكة، مدرس يبلغ من العمر 56 عاما، من محافظة المنيا، داخل مستشفى السادات الذي نقل إليه قبل يومين بعد تدهور حالته الصحية بشكل بالغ داخل محبسه بسجن القناطر؛ إثر معاناته من ارتفاع ضغط الدم الذي لازمه على مدار أسبوع.
وفي مطلع نوفمبر الجاري استشهد المعتقل علاء محمد السلمي داخل محبسه بسجن بدر 3 نتيجة للإهمال الطبي المتعمد وسوء ظروف الاحتجاز ضمن مسلسل جرائم القتل البطيء التي لا تسقط بالتقادم.
والشهيد من أبناء حي القباري بمحافظة الإسكندرية ويبلغ من العمر 47 عاما، وهو حاصل على ليسانس حقوق ويقبع في سجون العسكر منذ أن تم اعتقاله في أغسطس 2014، وظل محبوسا في سجن العقرب لسنوات دون زيارة ثم نقل منذ شهور إلى سجن بدر حيث توفي.
وأبلغت أسرة الضحية بعد مرور 3 أيام على وفاته ضمن مسلسل جرائم وانتهاكات نظام الانقلاب.
سجن "بدر" الوجه الجديد لسجن العقرب
وفي سياق متصل أكدت منظمة "نحن نسجل" الحقوقية أن تغيير الأسماء لا يغير الواقع بسجن “بدر 3” الذي أصبح الوجه الجديد لـسجن العقرب شديد الحراسة 1 بطرة صاحب السمعة السيئة منذ سنوات .
وكذبت المنظمة ادعاء داخلية الانقلاب التي غيرت مؤخرا اسم مصلحة السجون إلى قطاع الحماية المجتمعية، زاعمة أن إنشاء سجون جديدة ونقل السجناء إليها يأتي ضمن استراتيجية جديدة للاهتمام بالفرد وحقوق الإنسان.
ووثقت المنظمة شهادات تؤكد أن الواقع لم يتغير داخل مراكز الاحتجاز الجديدة ومنها سجن بدر 3 ، حيث تنتهج إدارة السجن استراتيجية تعتمد على التدمير النفسي والمعنوي للمعتقلين وأسرهم.
وذكرت أن المحتجزين داخل سجن “بدر 3” يتعرضون للتعذيب والضغط النفسي والمعنوي عبر وضعهم في زنازين شديدة الإضاءة طوال اليوم ، مما يؤثر على سلامتهم العقلية، مع وضع أدوات مراقبة بصرية وصوتية تعمل طوال الوقت ، مما يجعل السجين في حالة من عدم الأمان النفسي طوال الوقت.
كما تمنع إدارة السجن حق التريض وتمنع السجناء وأسرهم من حق الزيارة، مع التحكم في كمية الأطعمة والملابس التي يسمح بدخولها بنسب قليلة.
وكان سجن بدر قد سجل أول حالة وفاة بداخله خلال شهر أكتوبر الماضي بوفاة السيد محمد عبد الحميد الصيفي 61 عاما، بعد خمسة أيام من اعتقاله ثم نقله للسجن ، وهذا نتيجة عدم توفير الرعاية الطبية اللازمة لمرض السرطان المصاب به.
ومؤخرا دخل عدد من المعتقلين بسجن “بدر 3” في إضراب عن الطعام ، رفضا لما يحدث من انتهاكات بحقهم مع استمرار منع الزيارة ورفضوا استلام “التعيين الميري”.
وأكدت منظمة العفو الدولية أن سلطات النظام الانقلاب في مصر فرضت حظرا شاملا على الزيارات العائلية على جميع المحتجزين في بدر 3، التي سبق أن حُرم منها العديد منهم لأكثر من خمس سنوات أثناء احتجازهم في مجمع سجون طرة، كما يمنع موظفو السجن النزلاء من إرسال رسائل إلى عائلاتهم أو أحبائهم، أو حتى مجرد استلامها، مما يجعلهم فعليا في معزل عن العالم الخارجي.