احتلت القاهرة المركز الخامس ضمن قائمة مدن العالم الأكثر استهلاكا للحشيش، وذلك وفقا لمؤشر الأعشاب الصادر عن وكالة “إيه بي سي دي” الألمانية للخدمات الإعلامية، برغم نفي حكومة الانقلاب.
وبحسب ما نقله موقع مجلة “identity” المصرية الناطقة بالإنجليزية، عن تقرير للمؤشر، حازت القاهرة موقعها المتقدم على جدول الترتيب بعد تقديرات باستهلاكها قرابة 32.59 طن حشيش في عام 2018 و35 طنا في 2019،و36 طنا في 2020 و39 طنا في 2021.
حتى لايطير الدخان
وفي عام 2016، قال صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في مصر في تقرير له حول تعاطي المخدرات، إن “مخدر الحشيش هو رقم واحد من حيث أعداد المتعاطين، إذ يصل معدل تعاطي المخدرات إلى 10.4%”.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإن “أكثر دولة تضم متعاطين للحشيش هي أيسلندا، إذ أن 18.3% من سكان البلاد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 64 عاما يتعاطون الحشيش”.
وتقدم نائب ببرلمان الانقلاب بطلب إحاطة إلى د. مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بشأن الرواج الكبير لتعاطي الحشيش بين الشعب المصري، وما جاء بهذا التقرير ومؤشر احتلال مدينة القاهرة للمرتبة الخامسة عالميا في استهلاك الحشيش.
فيما نفى مصدر أمني مسؤول ما جاء بالتقرير الذي نشرته الوكالة الأجنبية عن استهلاك الحشيش على مستوى العالم والذي جاءت فيه القاهرة في المرتبة الخامسة باستهلاك 32 طنا سنويا.
وأضاف المصدر، أن كل الأرقام التي نشرت في تلك التقارير غير صحيحة، وتهدف لإثارة البلبلة.
كارثة في المجتمع
بدروه، كشف صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، عن ارتفاع نسبة من يتعاطون المخدرات في أوساط العاملين بالمدارس، مطالبة بإجراءات حاسمة لمواجهة هذا الأمر.
وقال عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، في تصريحات صحفية، إنه “تبين خلال الحملات التي قمنا بها أن 9.5% من العاملين بالمدارس يتعاطون المخدرات” مشيرا إلى أن الأشخاص المتعاطين للمخدرات وتم كشفهم سيتم محاسبتهم وإحالتهم للتحقيق.
وأضاف عثمان أن صندوق مكافحة المخدرات، قدم تقريرا لوزارة التربية والتعليم، من أجل اتخاذ الإجراءات العقابية المناسبة ضد المتعاطين، لافتا إلى أن العينات التي تثبت تعاطي أصحابها المخدرات، تخضع للتحليل مرة ثانية، في معامل تابعة لوزارة الصحة، للتأكد من صحة التعاطي.
عام الهيروين
وأكد الصندوق، أن بيانات المتصلين بالخط الساخن كشفت أن الهيروين أكثر مواد التعاطي خلال أول 7 أشهر من العام الحالي.
وأضاف عثمان، في بيان رسمي عن مجهودات الخط الساخن للصندوق 16023 أن “الهيروين احتل المرتبة الأولى طبقا لأكثر أنواع المخدرات بالنسبة للنتائج الخاصة بالخط الساخن بنسبة 32.15 %”.
وتابع “حلّ تعاطي الحشيش في المرتبة الثانية بنسبة 31.90%، يليه الترامادول بنسبة 18.45%، بينما جاءت المخدرات التخليقية كـ الأستروكس، الفودو، البودر والشابو بنسبة 17%”.
ووفقا للمسؤول، فإن البيانات كشفت أيضا أن التعاطي كان في سن مُبكرة، موضحا أن نسبة 39.87% بدأوا التعاطي من سن 15 سنة حتى 20 سنة.
وتابع “هذا يُؤكد أهمية استهداف الشريحة العمرية كأولوية أساسية في البرامج الوقائية، وتطوير تدخلات مستدامة تقدم للشباب والمراهقين تُدعم حمايتهم من مخاطر الوقوع في براثن الإدمان”.
البيع أونلاين جملة وقطاعي
في شأن متصل، وفي ظل انتشار الفوضى واهتمام قبضة الأمن الانقلاب باعتقال الرافضين لحكم العسكر وترك القتلة وتجار المخدرات، انتشر منشور على منصات التواصل الاجتماعي فيس بوك يدعوا لشراء الحشيش والترمادول والهيروين أونلاين “جملة وقطاعي”.
وتحت عنوان “أبو كيان لجميع أنواع المكيفات” ،وفي التفاصيل، انتشرت في فيسبوك صورة لإعلان يروّج لبيع المخدرات تحمل عنوان “أبو كيان لجميع أنواع المكيفات” ومصدره مركز قويسنا التابعة لمحافظة المنوفية.
45 مليار دولار حجم تجارة المخدرات
وفي تقرير سابق، كشف تقرير حديث صادر عن مركز بصيرة للدراسات، إلى نحو 45 مليار دولار، وهو ما يعادل 51% من موازنة مصر العامة لعام 2015-2014.
ويرى رئيس مركز المصريين للدراسات عادل عامر أن انتشار المخدرات في مصر له عدة أسباب منها الاضطهاد والظلم السياسي، حيث يلجأ مواطنون للهروب من الواقع الضاغط، ملمحا إلى علاقة بين المخدرات وارتفاع الدولار، حيث يوفر تجار العملة الصعبة في مصر الدولار لمستوردي المخدرات.
من جهته، أوضح مدير وحدة طب الإدمان بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية عبد الرحمن حماد أن هناك صعوبات جمة تعترض تقدير حجم مشكلة المخدرات في مصر، لتشعبها من جهة ولصعوبة الحصول على بيانات من جهة أخرى.
وقال في حديث صحفي له إن “مشكلة التعاطي ينبني تقديرها على حجم المبالغ المدفوعة للشراء، فمصر دولة غير منتجة للمخدرات بل دولة عبور، وهو ما يجعل استيرادها عبئا على اقتصاد الدولة ، حيث يتم استيرادها بالعملة الصعبة ككل المنتجات المستوردة”.