موجات الغلاء تتواصل في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي لدرجة أن المصريين لم يعد في إمكانهم شراء احتياجاتهم اليومية الأساسية ، ولذلك زادت معدلات الانتحار في الفترة الأخيرة لأن رب الأسرة لم يعد يستطيع تلبية احتياجات أسرته ، ولذلك يصاب بالاكتئات وقد تدفعه الأزمات المتوالية إلى الانتحار والتخلص من هذه الأوضاع العصيبة التي تسبب فيها السيسي .
كانت الفترة الأخيرة قد شهدت ارتفاعا كبيرا في أسعار جميع السلع والخدمات، إلا أن ما حدث مع اللحوم سواء كانت بيضاء أو حمراء أثار الرأي العام في محافظات الجمهورية ، خاصة عقب الارتفاعات المتتالية في الأسعار حتى أصبحت فوق قدرة ملايين المصريين من أبناء الطبقة الوسطى.
الخبراء أكدوا أن السبب الرئيسي في هذا الارتفاع يرجع إلى ارتفاع أسعار الأعلاف التي يتم استيراد مكوناتها من الخارج، وزاد الطين بلة جشع بعض التجار والمربين، ما جعل العديد من المواطنين يعلنون مقاطعة اللحوم والبحث عن بدائل لها، ومع ذلك ما زالت الأسعار على حالها، بينما اكتفى المواطنون بالشكوى والدعاء لله ليرفع عنهم الغلاء.
حالة غضب
من جانبه أكد محمد السيد، موظف، أن الجميع يعيش في أزمة اقتصادية لا يعلم أحد متى تنتهى، مشيرا إلى أن الكثير من المواطنين أصبحوا عاجزين عن التكيف مع هذه الأوضاع .
وكشف السيد في تصريحات صحفية أنه اضطر إلى الاستغناء عن الكثير من الأشياء التي كانت أساسية بالنسبة له ولأسرته بسبب ارتفاع أسعارها، موضحا أن دخله لا يتعدى 3 آلاف جنيه شهريا، ولا يكفي لمنتصف الشهر، لذلك اضطر إلى الاستغناء عن اللحوم الحمراء والبيضاء معا، ومع ذلك يلجأ إلى الاقتراض من زملائه حتى يستطيع توفير نفقات أسرته.
وأضافت سماح حسن، ربة منزل، أنها قللت من استهلاكها من اللحوم الحمراء، لأنها تستهلك القدر الأكبر من مصاريف المنزل، وتعد معظم الأطعمة دون لحوم أو دواجن.
وقالت علياء حمدي، أم لثلاثة أطفال، إن “أسعار السلع الغذائية ارتفعت بشكل كبير، ما دفعها إلى شراء أغلب احتياجاتها اليومية من المواد الغذائية من العروض التي تقدمها بعض المحال الكبرى، مشيرة إلى أن الأسعار ارتفعت أيضا في منافذ وعربات حكومة الانقلاب المتنقلة”.
وأشارت علياء في تصريحات صحفية إلى أنه في منافذ ميدان رمسيس وصل سعر اللحم السوداني والبرازيلي المستورد إلى 160 جنيها للكيلو بدلا من 60 جنيها، و«الكبدة» تباع بـ120 جنيها.
وقالت كريمة فهمي، ربة منزل، 50 عاما إن “كل السلع الغذائية ارتفعت أسعارها في الأسواق وليس اللحوم فقط”.
وكشفت كريمة في تصريحات صحفية أنه في منطقة مدينة نصر وصل سعر اللحوم البلدية إلى 260 جنيها ، ما دفعني إلى التوجه إلى منطقة السيدة عائشة لأفاجأ بأن سعر الكيلو يصل إلى 220 جنيها، بينما يباع البوفتيك بـ 240 جنيها، والكبدة بـ250 جنيها.
وأكدت منال مصطفى، من أهالي المقطم، أن كيلو اللحم وصل إلى 240 جنيها، والبوفتيك والكبدة 260 جنيها، واللحم المفروم 200 جنيه، حتى الكوارع وصلت إلى 200 جنيه للرجل الواحدة، بينما وصل سعر كيلو اللحم الجملي إلى 195 جنيها، ما دفعها إلى التوجه لمنطقة السيدة زينب للشراء لأن الأسعار هناك أرخص قليلا عن مدينة نصر.
الأعلاف
وأرجع محمد عبده، تاجر مواشي وجزار، بمنطقة دار السلام، ارتفاع أسعار اللحوم إلى ارتفاع أسعار الأعلاف.
وقال عبده في تصريحات صحفية إن “ارتفاع الأسعار أدى إلى تراجع الإقبال على شراء اللحوم بعد أن وصل سعرها إلى أكثر من 200 جنيه للكيلو”.
وقالت هالة السعيد، من تجار منطقة المدبح، إن “ارتفاع الأسعار طال الجميع، ولكنها في المدبح أقل من أي مكان آخر، بل إنها تختلف من تاجر لآخر”.
وأشارت هالة في تصريحات صحفية إلى أن سعر الكوارع يصل إلى 120 جنيها، بينما الكبدة تباع بـ 150 جنيها، و«الكرشة» بـ 40 جنيها و«الفشة» بـ60 جنيها، و«الممبار» يبدأ من 60 حتى 80 جنيها، والمفروم بـ120 جنيها، والهامبورجر بـ90 جنيها، ولحمة الحواوشي بـ90 جنيها.
صندوق النقد
وقال محمود العسقلاني، رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء لحماية المستهلك، إن “صندوق النقد الدولي سيأخذنا إلى طريق الهلاك بسبب شروطه، لافتا إلى أن مصر تستطيع تخطي الأزمة عن طريق غلق أبواب الاستيراد والاتجاه إلى الإنتاج المحلي، وعمل اقتصاد وتنمية ذاتية”.
وتوقع العسقلاني في تصريحات صحفية امتناع التجار عن استيراد اللحوم المجمدة، لارتفاع تكلفة الاستيراد، فإذا استوردها التاجر بـ 130 جنيها للكيلو، فسيبيعها في السوق بما لا يقل عن 160 جنيها، وبالتالي لن تجد من يشتريها.
وأشار إلى أن المقاطعة ليست هي الحل، فهناك سلع ليست لها بدائل، ومنها اللحوم التي ارتفعت كل أنواعها، موضحا أن البلد به إمكانيات وخبرات وقدرات تستطيع التوجه إلى الإنتاج المحلي، ولكن الأزمة تكمن في جبل البيروقراطية الذي يجب إزالته وهدمه، بالإضافة إلى دور التجار الذين يحققون أرباحا وفوائد بسبب الغلاء .
وطالب العسقلاني بمواجهة مافيا تجارة الأعلاف ومستوردي مستلزمات الإنتاج، ومصادرة الكميات التي جرى الإفراج عنها من الموانئ وبيعها بالسعر العادل، لافتا إلى أن حكومة الانقلاب تعرف أسماء وعناوين ومخازن ومصانع العشرة الكبار المحتكرين لاستيراد مستلزمات إنتاج الأعلاف وصناعتها وتجارتها، فهم يشكلون مافيا يقومون بمص دماء المواطنين .
وأكد أن صناعة اللحوم الحمراء والبيضاء على وشك الانهيار نتيجة هذا العبث، محذرا من استمرار حملة المقاطعة أكثر من أسبوع في حال نجاحها، وهو ما قد يؤدي لتكدس القطيع في المزارع، ومن ثم النفوق الجماعي، وبالتالي يتسبب هذا في خسائر فادحة لهذه الصناعة يصعب تداركها، وشدد على حتمية مواجهة السماسرة والموزعين لأنهم أحد أهم أسباب ارتفاع الأسعار.