عاصر “البنا”.. الحزن يخيم على كفر الشيخ في وداع الداعية والبرلماني محمد فؤاد عبدالمجيد

- ‎فيلن ننسى

غيب الموت د. محمد فؤاد عبد المجيد يوسف (90 عاما)، نقيب أطباء كفر الشيخ السابق، وعضو مجلس الشعب السابق، واستشارى النساء والتوليد، ومن الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين ممن عاصر الإمام البنا، وشيعه المئات بعد صلاة الجنازة ظهرا بمسجد الدهايمة وحضور العزاء عليه بمسجد المحطة.

جماعة الإخوان تنعي الفقيد 

وفي بيان لها، تقدمت جماعة "الإخوان المسلمون" إلى أهله ومحبيه وإخوانه، بالعزاء بعد أن توفي الأحد، بعد صبر طويل على المرض.

 

شهادة حق

وقال وكيل بنك الإسكندرية السابق أحمد عبد الوارث: "عرفت الدكتور محمد فؤاد رحمة الله عليه مع بداية عملي ببنك الإسكندرية وكان عميلا لمصرفنا، وكان من أشهر أطباء أمراض النساء والولادة بكفرالشيخ، ومع زواجي ترددت عليه وزوجتي لمتابعة أول حمل وتوطدت علاقاتنا، وكان من كبار قادة جماعة الإخوان المسلمين بكفرالشيخ".

وأضاف أنه "كان اجتماعيا لا يترك مناسبة إلا وشارك فيها، ونظرا لعمله في كفرالشيخ لفترات طويلة كان يعرف أغلب عائلات كفرالشيخ ويعرف أبناءهم الذين رأو نور الدنيا علي يديه، كثيرا ما اتصل بي للاستفسار عن أحوال أشخاص أعرفهم يطلبون مساعدات مالية منه لظروفهم الاجتماعية، وكثيرا ما اختلفنا في مناقشاتنا وآرائنا في الأحداث الجارية".

وتابع: "انتخب عضوا في مجلس الشعب على قوائم حزب العمل، واعتقل فترة ما على ما أظن لسفره للسودان لمقابلة الشيخ حسن الترابي والمعروف بعدائه لمصر في ذلك الوقت".
وأردف أنه "شرع في بناء برج سكني بكفرالشيخ بالقرب من الاستاد الرياضي وكان يبيع بعض الشقق تمليك، وكان المتعاملين معه يودعون ثمن الشقق بحسابه بمصرفنا، وأثناء تواجدي بمصيف بلطيم قرأت مقالة عنه للصحفي سمير رجب يهاجم فيها د. محمد فؤاد وتطرق إلى بنائه برج سكني وإلى أملاكه بما يوحي بأنه يحصل على أموال من جهة خارجية، خلافا لما عرف عنه من غنى وثراء بكفر الشيخ".

وأكمل: "مرت الأيام وتوفي طبيب تخدير شاب صديق لي رحمة الله عليه وعلمت أن د. محمد فؤاد بصفته نقيب الأطباء قام بسداد مديونياته وسعى في ربط معاش شهري مناسب له".

الهادىء الواثق من نفسه

وعن موقف حدث معه مع أحداث يناير ٢٠١١ أشار إلى أنه "في يوم الهجوم علي مبنى أمن الدولة بكفر الشيخ كنت في مقر البنك بفرع كفر الشيخ أتابع أعمالا إدارية داخل مقر الفرع المغلق أمام الجمهور لظروف الأحداث، وعند خروجي من مقر البنك مارا من أمام مديرية الأمن إلى مقر النجدة وجدت مدرعات الجيش بالشوارع وفي ميدان الدوران وأمام باب السنترال بالشارع الجانبي المؤدي لمبنى أمن الدولة وبالضبط تحت كشك المرور المواجه لمبني سكن الكهرباء بالميدان وأمام خزان المياه ( قبل ازالته فيما بعد ) وجدت الدكتور محمد فؤاد يقف وسط مجموعة رجال وشباب لا أعرفهم وكان الشارع من أول السنترال حتى مبنى أمن الدولة مكتظا بأفراد يحاولون الهجوم على مبنى أمن الدولة المغلق بأبواب حديدية".

وتابع: "..قمت بالتوجه إليه وإلقاء التحية والاستفسار عن ما يجري من أحداث وبادرني قائلا: بالنص يا أخ أحمد الجماعة ( يقصد أمن الدولة ويعلم أن لي أخ لواء بأمن الدولة آنذاك "يقصد شقيقه اللواء مصطفى عبدالوراث" اعتقلوا الأخ حسن أبو شعيشع والأخ (ذكر لي اسم أحد قادة الإخوان بدسوق لا أذكر اسمه حاليا) وحيقتلوهم بالتأكيد، رددت بتلقائيه يا دكتور حضرتك بتصدق الإشاعات دي، لو عايزين يقتلوهم كانوا خلصوا عليهم في بيوتهم ، وما كدت أكمل العبارة حتى انبرى أحد المرافقين له بالتحدث لي بحدة قائلا: "يقتلوا مين انت ازاي تكلم الدكتور بالطريقة دي، وبهدوء وضع الدكتور محمد يده على فم الرجل قائلا: الأخ أحمد ابن عزيز لي ومحب لنا".

لا يعرف العنف

وعن شهادته عن توابع هذا الموقف قال "ومرت الأيام وعلمت بأحداث تمت بشارع إبراهيم مغازي بكفرالشيخ وقيل لي إن أنصار الدكتور فؤاد كانوا يحملون بنادق خرطوش ويهاجمون معارضي الإخوان، وقيل إن بعض البلطجية اختلقوا المشاكل لتشويه صورة الدكتور فؤاد وجماعة الإخوان".

وعن حادثة نسف أتوبيس طلبة الكليات العسكريه باستاد كفرالشيخ قال: ".. تركت من أشلاء متناثرة على مسافات بعيدة لجثث الطلاب الأبرياء" وأنها كانت "الدافع الرئيسي لمحو أي أثر للتعاطف مع المتمسحين بالثورة والثوار ومناصريهم ومموليهم".

ولكنه استثنى منهم الإخوان وقال: "..كنت أعرف جيدا الكثير من قادة الإخوان بكفر الشيخ وعلى علاقة طيبة بهم، وكنت لا أعتقد أن شخصا في خلق الدكتور فؤاد والدكتور حسن أبوشعيشع وميلهم لأعمال الخير قد يتورطوا في أية أعمال إرهابية ضد الدولة وضد أهل بلدتهم.. ".

ويختتم شهادته قائلا: "لا أملك إلا أن ادعو لرجل رأيته محبا للخير وأهل للواجب، ولم أر ما قيل عنه خلاف ذلك، بالرحمة والمغفره وأن أدعو لبلدنا بالأمن والأمان وأن يجمعنا الله علي ما يحب ويرضى……".

https://www.facebook.com/photo/?fbid=6323783050988558&set=a.6323790170987846

 

قوي في الحق
ونعاه "صديق جمال" على فيسبوك (Seddik Gamal) قائلا: "الدكتور محمد فؤاد عبدالمجيد.. شخصية وطنية عاملة محبة للدين والوطن من أعلام كفرالشيخ نقيب الأطباء الأسبق وعضو البرلمان الأسبق.. قويا في الحق ثابتا كثبات الجبال أسأل الله أن يجعله في عليين".

وأضاف: "تذكرت موقفا له في عام 2008.. كانت مظاهرة أمام نقابة الأطباء بكفر الشيخ وكنت بصحبة أبي عليه رحمه الله.. الوقفة بدأت الساعه 12ظهرا تجمع المتظاهرون وفي لحظات حاصر الأمن الوقفة وشد وجذب وتم القبض على ثلاث شباب ووضعهم في مدرعة تابعه للشرطه وجاء مدير أمن كفرالشيخ يطلب من الدكتور فؤاد أن يأمر بإنهاء الوقفة.. كنت أقف في الصفوف الأولى وسمعت الدكتور فؤاد يقول له: هذه وقفة صامتة في كل عواصم المحافظات في توقيت واحد بشعارات واحدة وسيتم الانتهاء والانصراف تلقائيا فاترك الشباب، فرفض مدير الأمن وقال: فض المظاهرة وتعالى معي للمديرية وسأفرج عنهم فرفض الدكتور محمد وقال المظاهرة مستمرة إلى أن يتم الإفراج عنهم".
وتابع: "سمعت بعدها مدير الأمن يخفض صوته ويقول "يا دكتور محمد بتلوي دراعي في الشارع والناس بتتفرج والستات في البلكونات"؟ وأصر الدكتور على موقفه حتى أفرج عن الشباب وانتهت الوقفة.. " معلقا "كانوا رجالا لا يقبلون الضيم ولا ينزلون على رأي الفسدة ولا يرضون الدنية في دينهم أو وطنهم..".
 

https://www.facebook.com/reel/574386254593149/?s=single_unit

وقضى الفقيد الراحل حياته في العمل الطبي والخيري والدعوي والتربوي والسياسي، وترك بصمات كبيرة في كل مجال من هذه المجالات، وهو أحد أعلام الدعوة في محافظة كفر الشيخ بمصر.

وعمل استشاريا لأمراض النساء والتوليد فى العديد من المحافظات واستقر فى كفر الشيخ من 1963 حتى وفاته.

وانتخب عضوا فى مجلس الشعب عام 1987، كما انتخب نقيبا لأطباء كفر الشيخ، وظل بها حتى إجراء الانتخابات النقابية الأخيرة فى 2011م.

وكان رحمه الله عضوًا بالهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة ، وكذلك عضوا للمؤتمر العام للحزب، كما "قضى حياته مجاهدا في سبيل دينه وفكرته الإسلامية الصافية، ونشر الدعوة داخل مصر وخارجها، صادعا بالحق في كل ميدان، متفانيا في خدمة أبناء وطنه"، بحسب بيان الإخوان.

صابر على المحن
ولد الراحل في مدينة بلقاس بالدقهلية فى 23 فبراير سنة 1933، وله ستة من الإخوة والأخوات وترتيبه بين إخوته الرابع، وحصل على الابتدائية سنة 1945، والتوجيهية (الثانوية العامة) سنة 1950، والتحق بكلية الطب جامعة عين شمس 1950، وتخرج فيها سنة 1957، وتخصص فى أمراض النساء والتوليد.

وعاصر المحن التي تعرضت لها الجماعة في كل العصور، وظل ثابتا على طريقها حتى وفاته، فقد تم اعتقاله ثلاث مرات: عام ١٩٦٥م، وكان وقتها طالبا في كلية الطب، وتم اعتقاله عام ١٩٨١م، كما تم اعتقاله والحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات في المحاكمات العسكرية التي عُقدت لقيادات الجماعة عام 1995م.

وأسهم بجهد كبير في الحياة السياسية والمهنية المصرية من خلال انتخابه عضوا بمجلس الشعب (١٩٨٧-١٩٩٠م )، ونقيبا لأطباء محافظة كفر الشيخ ووسط الدلتا سابقا، وعضوا مؤسسا في حزب الحرية والعدالة، وتميز بشبكة علاقات عامة وطبية واسعة، وحاز على حب واحترام كل من عرفه، حتى المخالفين له في الرأي.