“جيروزاليم بوست”: زيارة بلينكن إلى مصر مهمة لإسرائيل

- ‎فيعربي ودولي

قالت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية إن "زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى المنطقة هي الرابعة له حتى الآن، وتأتي في وقت مهم ، وكانت الهجمات في القدس والاشتباكات في جنين أحد الموضوعات التي تمت مناقشتها مع الطرفين المصري و"الإسرائيلي"، ومع ذلك بالنسبة للولايات المتحدة بشكل عام، فإن إصلاح العلاقات مع نظام السيسي والاجتماع مع الركائز الإقليمية الرئيسية لنظام الأمن الأمريكي أمران ضروريان، تتمتع سلطات الانقلاب بعلاقات جيدة مع الاحتلال ، ولكن كانت لها علاقات معقدة وصعبة مع الولايات المتحدة على مدى العقد ونصف العقد الماضيين".

وأضافت الصحيفة أنه، في عام 2009، اقترح الرئيس، آنذاك، باراك أوباما بداية جديدة في خطاب ألقاه في مصر، لقد كان خطاب رياح التغيير ، حيث ستسعى الولايات المتحدة إلى تغيير الطريقة التي ينظر بها الشرق الأوسط إلى الولايات المتحدة بعد تسع سنوات من الحرب العالمية على الإرهاب وما يقرب من 20 عاما بعد حرب الخليج.

وأوضحت الصحيفة أنه كان هناك الكثير من السمية الرمزية في الهواء، انتهت الانتفاضة الثانية، لكن التطرف كان يزأر في المنطقة، كانت مصر، التي كانت آنذاك تحت حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك ونظامه القومي، حليفا للولايات المتحدة، لكن مع صعود جماعة الإخوان المسلمين للسلطة، عندما أطيح بمبارك من منصبه في عام 2011 خلال الربيع العربي، أصبحت مصر مركزا للاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة.

حدثت تغييرات هائلة في مصر من 2011-2015  صعد الإخوان لفترة وجيزة إلى السلطة بعد الانتخابات، ثم استولى عبد الفتاح السيسي، وهو جنرال سابق، على السلطة في انقلاب عسكري، لكن كان هناك أيضا خلافات دائمة تخيم على العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر.

وتعد مصر شريكا رئيسيا للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، لكنها أيضا دولة قوية في حد ذاتها لعبت تاريخيا دورا رئيسيا في المنطقة، خلال 1950s إلى 1970s ، كانت معارضا رئيسيا لإسرائيل، وفي وقت لاحق أصبحت شريكا في السلام.

وفي السياسة الخارجية، صاغت طريقها الخاص: التواصل مع نظام الأسد والعمل بشكل وثيق مع الأردن والعراق والخليج، إنها معنية بما يحدث في ليبيا وكذلك الأمن في القرن الأفريقي.

هناك أصوات أمريكية تنتقد حكومة السيسي الحالية ، وهي لا تهتم فقط بحقوق الإنسان، وكانت حكومة أردوغان في تركيا معادية لحكومة السيسي أيضا، ويعتقد بعض المصريين أن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء في 2011 ـ  2013 ، مما أدى إلى الفوضى في المنطقة، وهذا يعني أن هناك مخاوف متبادلة في القاهرة وواشنطن بشأن مسار العلاقات، الذي يعكس، في بعض النواحي، العلاقة بين الرياض والولايات المتحدة، حيث أصبحت الروابط التي كانت قوية ذات يوم متوترة.

وقال بلينكن إنه "مهتم بحقوق الإنسان وأيضا تعزيز الأمن الإقليمي والعالمي، وهو أمر ستحرص عليه مصر"  وزار بلينكن مصر واجتمع مع السيسي ووزير خارجيته سامح شكري وكبار المسؤولين المصريين، كما ناقش الانتخابات الليبية، بالإضافة إلى العملية السياسية الجارية بقيادة سودانية، بعد ذلك توجه بلينكن إلى "إسرائيل".

وأشار التقرير إلى أن مصر لعبت تاريخيا دورا رئيسيا في المحادثات مع الفصائل الفلسطينية وإدارة التوترات بين الجانبين.

وكان آخر لقاء بين بلينكن والسيسي في واشنطن في ديسمبر، كما التقى الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسيسي في نوفمبر على هامش حدث COP 27 في شرم الشيخ المصرية في سيناء، في ذلك الوقت، أعرب الرئيس بايدن عن تضامن الولايات المتحدة مع مصر في مواجهة تحديات الاقتصاد والأمن الغذائي العالمية الناجمة عن حرب روسيا على أوكرانيا، فضلا عن دعمه لحقوق مصر المائية.

ولفت التقرير إلى أنه ستتم مراقبة الاجتماعات الأمريكية المصرية عن كثب في المنطقة، ستكون قطر على اطلاع، وكذلك حماس في غزة، لمعرفة ما قد يخرج منها، وستكون المملكة العربية السعودية ودول الخليج، بما في ذلك شركاء السلام الإسرائيليون في الإمارات العربية المتحدة، منتبهين أيضا. أشارت قناة العين الإعلامية التي تتخذ من الإمارات مقرا لها إلى أن القضية الليبية على رأس قائمتها، ودعمت حكومة السيسي الزعيم الليبي خليفة حفتر، لكن الولايات المتحدة ودولا أخرى تدعم الحكومة في طرابلس، هل يمكن استعادة الحكم بقيادة مدنية في ليبيا؟ يبقى أن نرى.

وتعرب الولايات المتحدة عن دعمها لعملية منتدى النقب وستناقش أيضا التطورات في إثيوبيا والسودان، في السودان، هناك تساؤلات حول انتقال ذلك البلد إلى الديمقراطية، في حين أن إثيوبيا قد اجتاحتها الصراع.

كما أن سد النهضة الإثيوبي الكبير في إثيوبيا يثير قلق مصر، وكانت القضايا الأخرى المدرجة على جدول الأعمال هي التجارة والاستثمارات الأمريكية في الاتصالات في مصر، وقد استوردت حوالي 5.9 مليار دولار من الولايات المتحدة لبناء وتوسيع بنيتها التحتية، وفقا لوثيقة وزعتها وزارة الخارجية يوم السبت.

وتشير تلك الوثيقة إلى أن الولايات المتحدة ومصر أقامتا علاقات في عام 1922 خلال إدارة وارن جيه هاردينج وتذكر الوثيقة تحقيق مستقبل ديمقراطي ومزدهر للجميع، وهذا يشير إلى أن الولايات المتحدة تريد التزاما مشتركا بحقوق الإنسان، سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت الولايات المتحدة تذكر هذه القضايا – أكثر من مجرد لحظة عابرة – خلال زيارة بلينكن التي استمرت 48 ساعة.

فيما يتعلق بإسرائيل، من الواضح أن العلاقة مع نظام السيسي هي المفتاح حيث كان هناك المزيد من الاجتماعات رفيعة المستوى والمرئية بين الاحتلال والانقلاب، ولكن يمكن إحراز المزيد من التقدم.

وأجرت إسرائيل والإمارات والبحرين تدريبات بحرية مشتركة في البحر الأحمر مع الولايات المتحدة في عام 2021 ولكن لا يبدو أن هناك تدريبات مشتركة مماثلة مع مصر، ومن غير الواضح ما إذا كانت القيادة المركزية الأمريكية ، التي أكملت مؤخرا تدريبات كبيرة مع جيش الاحتلال، أو المكون البحري للقيادة المركزية الأمريكية، ستعمل على إجراء تدريبات مشتركة.

واختتم التقرير قائلا: "يبدو أن مصر تعود لتكون شريكا رئيسيا للولايات المتحدة، وبما أنها تلعب دورا في علاقات إسرائيل مع الخليج، فمن المحتمل أن يضيف ذلك إلى المزيد من الاستقرار في المنطقة، كما أن علاقات نظام السيسي مع المملكة العربية السعودية ودوره في شرق البحر الأبيض المتوسط وليبيا مهم أيضا".

 

https://www.jpost.com/middle-east/article-730008