«القاتل واحد».. من مجزرة بورسعيد مروراً برابعة والنهضة وحتى اليوم

- ‎فيتقارير

 

في الأول من شهر فبراير من العام 2012 وقعت مجزرة إستاد بورسعيد، وقتل على يد من قيل وقتها الطرف الثالث نحو 74 شهيداً من الألتراس الأهلاوي الذي كان له دور كبير في حماية ميدان التحرير طوال أيام ثورة 25 يناير، وبعدها فطن الألتراس أن القاتل يرتدي كابا عسكريا وعلى أكتافه تقبع الدبابير والنسور، أما في قلبه تتلاطم امواج السواد والحقد على الشعب. 
  
وفي 26 يناير من العام 2013 أطل الطرف الثالث برأسه وتكرر الأمر بمقتل نحو 42 من أهالي بورسعيد برصاص مدرعات الشرطة، تحت مزاعم أنهم كانوا يحاولون إقتحام سجن بورسعيد، وتم إتهام 52 من الناجين بقتل الـ 42 شهيداً، أما في سبتمبر من العام 2016 قام رأس الطرف الثالث، والذي أصبح رئيساً للدولة بعد انقلاب وبالقوة الجبرية بالعفو عن أحد الجناة في مجزرة بورسعيد!

مجزرة بورسعيد
“بلد البالة ما جنبتش رجالة”.. لافتة رفعها مندسون تابعون للطرف الثالث يوم ١ فبراير من العام ٢٠١٢ كانت سبباً للمجزرة في بورسعيد، والحادثة كانت جزءا من مخطط الفوضى والتحضير للانقلاب العسكري، كانت الدماء مسؤولية المجلس العسكري الذي كان يقوده الراحل المشير حسين طنطاوي، ووزارة الداخلية ومدير أمن بورسعيد اللواء عصام سمك، الذي تمت مكافأته وانتدب في اليوم التالي للمجزرة لديوان الوزارة.
أحد عشر عاماً من المجازر سقط خلالها مصريون أعقبت مجزرة بورسعيد تعتبر من ابشع جرائم البشرية، والتي مات فيها من لا يستحقون الموت علي يد من لا يستحقون الحياة، رحلوا ولكنهم مازالوا فى ذاكرة المصريين لم ينساهم أحد.

موقعة الجمل 
في الذكرى الأولى لموقعة الجمل أي بعد عام من مجزرة خططت لها المخابرات الحربية التي كان يقودها السفاح السيسي، وقعت أكبر كارثة في تاريخ الرياضة المصرية، وصفها كثيرون بالمذبحة أو المجزرة، مشيرين إلى استبعادهم وقوع هذا العدد من الضحايا في أعمال شغب طبيعية من دون تخطيط طرف ما لها.
اقتحم أرضية الملعب الآلاف بعضهم يحمل أسلحة بيضاء وعصيا من جانب فريق المصري الفائز، بعد إعلان الحكم انتهاء المباراة، وقاموا بالاعتداء على جماهير الأهلي، ما أوقع العدد الكبير من القتلى والجرحى، بحسب شهود عيان، وعزا بعضهم الهجوم إلى لافتة رفعت في مدرجات مشجعي الأهلي وعليها عبارة “بلد البالة مجبتش رجالة” والتي عدها مشجعو المصري إهانة لمدينتهم. 
وذكرت مصادر عديدة غياب كل الإجراءات أمنية والتفتيش أثناء دخول المباراة، فضلا عن قيام قوات الأمن بقفل البوابات في اتجاه جماهير الأهلي، وعدم ترك سوى باب صغير للغاية لخروجهم؛ ما أدى إلى تدافع الجماهير ووفاة عدد كبير منهم، وقتها أوضح وكيل وزارة الصحة هشام شيحة أن “الإصابات كلها إصابات مباشرة في الرأس، كما أن هناك إصابات خطيرة بآلات حادة تتراوح بين ارتجاج في المخ وجروح قطعية”.

وأكدت مصادر طبية في المستشفيات التي نقل إليها الضحايا أن بعضهم قتلوا بطعنات من سلاح أبيض، وأكدت تقارير صادرة الطب الشرعي المبدئية وجود وفيات نتيجة طلقات نارية وطعنات بالأسلحة البيضاء، وسبّبت قنابل الغاز حالات اختناق إضافية من ضمن الشهداء.
وكان آلاف من الأهالي والشباب المنتمين لروابط تشجيع الأهلي والزمالك في انتظارهم، حيث رددوا هتافات غاضبة تندد بالمجزرة وتطالب بالقصاص والثأر للقتلى وإنهاء الحكم العسكري في البلاد، اتهم نواب الممثلون لبورسعيد قوات الأمن في المدينة بالضلوع في الحادث بسبب سماحهم بدخول أسلحة نارية وبيضاء إلى الملعب، بخلاف العادة.

قبل المجزرة 
أحداث بورسعيد كانت مدبرة كغيرها ورسالة من المجلس العسكري، مفادها إثارة الفوضى في مصر وعرقلة أي مسار للانتقال السلمي السلطة؛ حيث شهدت مصر وقتها حالة منظمة لإثارة الفوضى والبلبلة، بدأت بالسطو على البنوك والمستشفيات ومراكز البريد، وامتدت إلى ما حدث في بورسعيد، وهو ما لم يحدث في أيام الثورة التي لم يكن فيها وجود لرجال الشرطة.
من جهتها أكدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن الحادثة هي جريمة مكتملة الأركان استهدفت في المقام الأول النادي الأهلي وجماهير” ألتراس أهلاوي”، لمعاقبته على مواقفه في ثورة 25 يناير 2011، ووقوفه مع الثوار في موقعة الجمل. 
قبل المجزرة بـثلاثة أيام، لعب النادي الأهلي مع نادي المقاولون العرب، وقتها رفعت جماهير الأهلي لافتات ورددت هتافات مناهضة للمجلس العسكري، الذي تولى الحكم إبان الإطاحة بالرئيس المخلوع، حسني مبارك، وتطالبه بالرحيل وتسليم السلطة.
ووضح من خلال رواية شهود العيان والناجين من المذبحة أن أسلوب القتل تم بشكل ممنهج ومنظم ولم يأت بشكل عشوائي حيث ارتكز على الخنق والضرب بالأسلحة البيضاء في الرقبة لإنهاء الحياة بأسرع وقت ممكن، فضلا عن إلقاء الضحايا وهم على قيد الحياة من مكان شديد الارتفاع. 

التواطؤ والتخاذل والتقصير الأمني

ما كشف التواطؤ والتخاذل والتقصير الأمني هو ذلك الضابط الصغير الذي وقف بكل برود لا يخلو من رغبة في التشفي والانتقام يصور واقعة اجتياح الملعب بكاميرا الموبايل الخاص به وهو يؤكد أن المؤامرة تم تدبيرها بإحكام، جاء تحرك المجلس العسكري، متأخرا متواطئا بل عالما بشكل مسبق، هذا ما تؤكده وثيقة التخطيط لهذه العملية.
لم تكن مصادفة أن يتم الانتقام من ألتراس الأهلي في يوم ذكرى موقعة الجمل، أراد السفاح السيسي ذراع المشير طنطاوي توصيل رسالة ولن تكون موجعة إلا عن طريق التراس الأهلي الذى أسهم بشكل كبير في ثورة يناير لذلك كان الانتقام بشعا للغاية من خلال محاصرتهم وغلق البوابات عليهم لتركهم فريسة للمجرمين القتلة. 
بعض المراقبين أرجع المجزرة لأسباب سياسية محضة، واتهموا المجلس العسكري بالوقوف وراءها، بغية عودة قانون الطوارئ، ونشر الفوضى في البلاد لتمديد بقائه في الحكم، والضغط على مجلس الشعب، وانتزاع صلاحيات أكبر في الحياة السياسية.

يمكن القول إن عصابة الانقلاب التي تكونت من الجيش والشرطة والقضاء والأجهزة الأمنية السرية كانت تجمع الناقمين والكارهين للثورة والثوار والشعب كله، وهؤلاء الكارهون ما زالوا موجودين في أماكنهم يحيكون المؤامرات والدسائس، وجهاز الرعب والفساد المعروف بأمن الدولة مازال فاعلا ونشطا لحد كبير. 
وتكررت حادثة أخرى مع ألتراس زملكاوي في استاد الدفاع الجوي، إنها سلسلة العقاب الفاجر لمن اشترك بفاعلية في ثورة يناير أو بعدها؛ لتؤكد أن الثورة المضادة ورأس حربتها جنرالات العسكر لم تكن بعيدة عن كل تلك المجازر، وهي تحاول إجهاض ثورة وترويع الشباب.