للمرة الثانية.. إغلاق مطار سفنكس بعد 3 شهور من تطويره بـ200 مليار جنيه

- ‎فيأخبار

للمرة الثانية على التوالي، وضمن إنجازات السيسي التي تتم بالأمر المباشر ودون دراسات أو مناقصات، وبتنفيذ سريع من  المتنفعين وسماسرة الجيش، أُعلن أمس 2 فبراير ، عن إغلاق مطار سفنكس، للإصلاحات والصيانة، وذلك بعد  شهور من التشغيل، بعد أن جرت عملية صيانته في نوفمبر الماضي وتشغيله، وهو ما يعني أن قرار الإغلاق جرت بعد ثلاثة أشهر من التشغيل فقط، وتكلفت الصيانة الماضية نحو 170 مليون دولار.

ويعتبر مطار سفنكس المشروع الأحدث في سلسلة إهدار أموال المصريين بلا داعي، وكان يمكن استغلال الفرصة البديلة بتوجيه تلك الأموال  للتصنيع أو التشغيل وخلق فرص عمل.

ففي بيان رسمي نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية،  أمس، عن شركة إير كايرو، ذكر أنه نظرا لإجراء بعض أعمال الصيانة بمطار سفنكس الدولي ، فقد تقرر غلق المطار أمام الرحلات الدولية والداخلية في الفترة من 2 فبراير الجاري وحتى 20 فبراير.

وبناء على ذلك تقرر نقل جميع رحلات إير كايرو من مطار سفنكس إلى مطار القاهرة الدولي.

وأضاف البيان، أنه يمكن للعملاء الاتصال للحصول على المزيد من المعلومات على رقم التالي 0226955500 وذلك في الفترة من التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء أو مراسلة الشركة عن طريق البريد الإلكتروني. [email protected].

 

ليس الإغلاق الأول 

وفي يونيو 2021، جرى إغلاق نفس المطار  بعد عام من افتتاحه في 2020، حيث قررت الحكومة إغلاق مطار “سفنكس” الذي افتتحه عبد الفتاح السيسي ، بسبب عيوب فنية.

ووقتها أعلنت الشركة القابضة للمطارات، إنه تقرر إغلاق مطار سفنكس الدولي، الذي افتتحه السيسي في 29 يونيو 2020 ضمن عدد من المشروعات عبر الفيديو كونفرانس، وإيقافه عن العمل لمدة 3 أشهر تنتهي بحلول منتصف سبتمبر2021

وقالت الشركة إن "الإغلاق جاء بسبب استمرار عمليات التطوير والتوسعة التي تجرى حاليا داخل المطار لزيادة الطاقة الاستيعابية للركاب”.

وكانت مصادر بالمطار، قد كشفت إنه “من المقرر الانتهاء من جميع أعمال تطوير الصالات، وزيادة السعة الاستيعابية بالتزامن مع قرب الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير”.

في الوقت نفسه قال مصدر بسلطة الطيران المدني، إنه "مع اقتراب موعد افتتاح المتحف المصري الكبير، واحتمال استخدام مطار سفنكس بشكل أوسع ، ظهرت عيوب فنية بالمطار، لا يجوز معها تشغيله على المستوى الدولي”.

وشدد المصدر على أن المطار منذ تشغيله لا يستقبل سوى رحلات خاصة قليلة، وأنه كان من المفترض أن يسهل المطار الوصول إلى منطقة غرب القاهرة، والمتحف المصري الكبير في منطقة الأهرامات.

وأشار إلى إن عمليات إصلاح المطار تشمل صالتي السفر والوصول، ومدارج هبوط الطائرات ومحيط المطار، ومنذ تشغيل المطار قبل نحو عامين، لم يستقبل المطار أي رحلات دولية منتظمة.

وكان وزير الطيران المدني بحكومة الانقلاب، الفريق محمد عباس، قال يوم الإثنين 2 يناير 2023،  إنه "تم تشغيل مطار سفنكس بعد تطويره وزيادة طاقته الاستيعابية إلى مليون و 200 ألف راكب سنويا، مشيرا إلى أن التكلفة الإجمالية لأعمال التطوير وصلت إلى 2 مليار جنيه".

وأضاف الوزير خلال لقاء مع محرري شئون الطيران المدني، أن مطار سفنكس هو أحد أهم المطارات الجديدة إذ تم تشغيل الرحلات الداخلية منه في الأول من نوفمبر الماضي، فيما بدأت الرحلات الدولية في شهر ديسمبر الماضي.

ولفت إلى أنه تم تطوير مطار سفنكس لخدمة سكان محافظات الجيزة، والفيوم، وبني سويف، والمنيا، والمنوفية وتخفيف التكدس عن مطار القاهرة، وتنشيط سياحة اليوم الواحد ، نظرا لقرب المطار من المتحف المصري الكبير ومنطقة أهرامات الجيزة.

يشار إلى أن أعمال التوسعة تضمنت زيادة المساحة الإجمالية للمبنى لتصل إلى 24 ألف متر مسطح بدلا من 3600 متر، بما يزيد من طاقة المطار الاستيعابية إلى 900 راكب/ ساعة بدلا من 300 راكب/ ساعة، إلى جانب تطوير المكاتب الإدارية ومنطقة الأسواق الحرة، وغرفة التحكم والمراقبة ومنظومة الكاميرات ومنطقة سيور الحقائب والمنظومة الأمنية والخدمية ومهبط الطائرات، واستكمال مراحل تشغيل الأنظمة التقنية والأمنية بالمطار، واستخدام اللمبات الموفرة للطاقة “الليد” بصالات المطار والمكاتب الإدارية.

ورغم تلك التكلفة الكبيرة التي انفقت على تطوير المطار، يعاد اليوم وقف التشغيل لاعادة الصيانة ، وهكذا دواليك يجري إهدار المليارات من أموال المصريين على مشاريع، لا جدوى منها ولا فائجة من ورائها، إلا بظهور السيسي بوجه براق متحدثا عن مشاريع الجمهورية الجديدة.

 

مشاريع فاشلة

وعلى طريقة إهدار المليارات في مطار سفنكس، الذي يعاني من العيوب والتعطل بدأت التحذيرات من قبل المتخصصين بالمطارات والنقل الجوي والطيران حول مخاطر جمة للمطار، لقربه من الكتل السكنية بصورة تسببت في إغلاق مطار النزهة بالإسكندرية، إلا أن السيسي يعيد تجريب الأخطاء مجددا.

وقبل أسابيع تحدث السيسي عن فشل مشروع مدينة الأثاث بدمياط، والتي تكلفت على الدولة  نجو 7 ملير جنيه، ولم ينتقل إليها ورش الأثاث من داخل مدن وقرى دمياط، لبعدها عن مناطق ورش العمال ، وهو ما لم يأخذه السيسي وحكومته بالحسبان، نظرا لغياب دراسات الجدوى وكفر السيسي بالعلم والعلماء من أساسه.

كما خرجت حكومة الانقلاب ووزارة الري تحديدا قبل أسابيع لتعترف بفشل مشروع تبطين الترع الذي كلف الدولة في مرحلته الأولى نحو 2 مليار جنيه، ونفذته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

كما اعترف السيسي قبل سنوات بفشل مشروع تفريعة قناة السويس الثالثة، التي قال عنها بعد سنوات من التشغيل لفاشل إنها كانت لرفع الروح المعنوية للمصريين.

ثم  جاء إعلان كامل الوزير عن وقف تشغيل القطار الكهربائي السريع الذي ينطلق من مدينة السلام إلى العاصمة الإدارية الجديدة والعاشر من رمضان، بعد شهور من تشغيله الفاشل، بعد أن وصل مردود التشغيل في إحدى الرحلات فقط 35 جنيها، لانصراف المواطنين عنه بسبب غلاء سعر التذكرة وعدم نققل الموظفينن وتسكين أصحاب الشقق بالعاصمة الإدارية الجديدة التي تعني الشلل.

وأمس الأول كشف عن وصول نسبة أشغال فندق تريوموف ، الذي أنشأه السيسي بالتجمع الخامس مجاملة لصديقه اللواء شريف صلاح إلى 5% فقط، وبدلا من تدخل العقلاء وترشيد الإنفاق تدخلت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية للضغط على أصحاب شركات العقارات والأدوية والسياحة ، فارضة عليهم ضرورة إقامة المعارض واستقبال الوفود في ذلك الفندق، مجاملة لصديق السيسي، وهو ما يمثل قمة الفشل وإهدار المال العام على مشاريع غير ذات جدوى، وقد وصلت تكلفة الفندق البعيد عن المزارات السياحية  نحو 7 مليار دولار.

وغير ذلك الكثير من المشاريع التي أهدرت أموال المصريين وأوصلتهم إلى الفقر والجوع، وسط إصرار من السيسي على السير في نفس الاتجاه الإنفاقي والبذخ والترف.