د. محمد سعد عليوة .. نموذج للطبيب الماهر والداعية المجاهد 10 سنوات بسحون الانقلاب

- ‎فيلن ننسى

آخر صدى للدكتور محمد سعد عليوة استشاري المسالك البولية ومسؤول المكتب الإداري للإخوان المسلمين بالجيزة، كان قبل حرمانه من الزيارة في سجن بدر النسخة المطابقة لمعتقل العقرب وذلك بضمه في 2021، إلى قائمة المعتقلين المفصولين من وظائفهم، وهي قائمة تقترب من قائمة الإرهاب أو قائمة المتهمين بتمويل الإخوان المسلمين التي نشر أسماء نحو 1528 معتقلا بينهم “عليوة” في 30 أبريل 2018، ويبقى التساؤل كيف يمول وهو معتقل منذ يونيو 2015 في سجون الانقلاب مكانا؟.
 

ولكن له صدى آخر، لم ينقطع وهو همس ابنته مروى محمد سعد التي دأبت عن التغريد بهاشتاج يحمل اسمه تحكي عنه  وتربيته لها فكتبت  “طول عمري بحاول أحافظ على كرامتي مهما كانت الخساير ، وأبويا في مكانه ده وبقضيته دي وسمعته وأثره الطيب ، هيفضل محافظ على كرامتنا ورافع رأسنا مهما حاولوا يضايقونا أو يحرمونا منه، الحمدلله”.

في سبتمبر 2017 شارك د.محمد سعد عليوة تسعة من معتقلي سجن العقرب، منهم الشهيد د.عصام العريان ود. جهاد الحداد ود.محمد علي بشر ود. عبدالرحمن البر، رغم قسوة وبطش السجان في إضراب متجدد مفتوح عن الطعام، احتجاجا علي سوء الأوضاع في سجن العقرب سيئ السمعة، والتجاوزات التي يقودها ضباط أمن الدولة والمباحث بدعم وإشراف رئيس مصلحة السجون وهم أسماء تتغير ولا يتغير المنهج.

يشارك “عليوة” وهو الذي يمر بظروف مرضية خطيرة ، حيث أصيب في سبتمبر 2015 بعد اعتقاله بأشهر قليلة، بذبحة صدرية حادة في مقر إعتقاله بسجن العقرب وتحويله إلى مستشفي القصر العيني في حالة حرجة جدا.

ما تعرض له “عليوة” عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، يماثل ما تعرض له رفيقه م.طارق خليل حيث اختفيا قسريا لنحو 55 يوما، وبحسب عائلته فإن الجثة كان يبدو عليها آثار تعذيب شديد، خلال استلامها من مشرحة زينهم.

بدورها، كانت جماعة الإخوان المسلمين حملت سلطة الانقلاب العسكري المجرم المسؤولية الكاملة عن سلامة حياته ، بينما كان في طريقه للعلاج على إثر إصابته بغيبوبة كبدية، بالتزامن مع اعتقال وإخفاء خمسة من أعضاء مكتب الإرشاد.

وفي انتخابات إدارية، جرت في مارس 2012، اعتذر الحاج سيد نزيلي مسئول المكتب الإداري للإخوان المسلمين بالجيزة عن منصبه لاتاحة الفرصة لغيره، وأسفرت عن انتخاب د.محمد سعد عليوة مسئولا للمكتب.

واجتمع مجلس شورى الإخوان في 12 يناير 2013، ليناقش مشروع النهضة والاستعداد للانتخابات، فأعلن انتخاب الدكتور محمد سعد عليوة عضوا بمكتب الإرشاد في المكان الذي شغر منذ تكليف الدكتور محمد علي بشر محافظا للمنوفية.

وللدكتور محمد سعد عليوة دور في ثورة يناير وفي موقعة الجمل تحديدا، بحشد الدعم لميدان التحرير أمام قوى البلطجية التي هاجمت الميدان،  وكان الإخوان هم السواد الأعظم يومها” بحسب محمد الملاح.

وأضاف الملاح في رواية على فيسبوك “وصل الدعم و الذي لو تأخر قليلا لهلك من بالميدان عن بكرة أبيهم”.
 

شعور بـ‏الفخر

ومن المنشورات التي يكررها ويعيد نشرها محبوه ما كتبته مروى سعد ‏‎Marwa Saad‎‏ ‏‏‏ على “فبيسبوك” تقول في منشورها “بابا طبيب استشاري مسالك و جراحة ، وجزء كبير أوي من حياته كانت عشان يحاول يساعد الناس اللي محتاجة المساعدة عشان تعيش حياة أفضل في بلدها مصر”.

عارفين كان رد مصر على بابا إيه ؟

إنه عاش أكتر من نصف عمري ما يزيد عن 16 عام  معتقلا و مقيد الحرية و بدون رعاية طبية و بعيدا عنا و عن أمي.

عارفين مصر عملت إيه؟

خلت بابا ميحضرش جنازات إخواته الاتنين.

عارفين مصر عملت إيه؟

خلت بابا مش موجود جنبي في أي حفل تخرج لي لمدة أربع مرات علي التوالي.

عارفين مصر عملت إيه؟

خلت بابا ميحضنش أحفاده و لا يلعب معاهم ، و ممكن يعرفوه و ممكن لأ.

عارفين مصر عملت إيه ؟

خلت أملنا كل يوم الصبح أننا نطمئن أن بابا و الناس اللي معاه اللي أغلبهم سنهم من 60 إلى 90 سنة عايشين بس من غير أي حاجة تانية.

بابا كان بالنسبة لي نموذج للراجل اللي دورت عليه كتير ، و كان نادر جدا وجوده في مجتمعنا ده.

بابا ناس كتير أوي كان نفسها تبقى زيه؛  كان قدوة و مثلا أعلى لأجيال كتير مش جيل واحد .

وحشتني يا حبيب القلب .

يا رب أكون واحد على مائة من صفاتك يا جدع يا قوي يا حنون يا جرئ يا موالي للحق يا حبييي يا بابا.

أنا هفضل طول عمري فخورة بيك و رأسي عالية فوق بسببك يا بابا؟

من هو
والدكتور محمد سعد عليوة السيد طه، استشاري أمراض المسالك البولية، ورئيس قسم المسالك البولية بمستشفى بولاق الدكرور.

من مواليد محافظة المنصورة عام 1955م، وتخرج من كلية الطب جامعة القاهرة، وحصل على الدكتوراة في تخصص المسالك البولية، وكان أحد المؤسسين للجماعة الإسلامية داخل الجامعة.

 

ولدى عليوه 4 أبناء هم؛ مروى خريجة كلية الصيدلة، وياسر خريج نظم معلومات، وسمية طالبة بكلية الإعلام، وآلاء طالبة بالمرحلة الثانوية.

ولم يترشح لانتخابات مجلس الشعب أو الشورى أو المحليات من قبل، واعتقل سعد عليوة وأحيل إلى المحكمة العسكرية في 2015 ومن قبلها لمحاكمة عسكرية في قضية الإخوان الشهيرة عام 1995م وقضى في السجن ثلاث سنوات ظلما.

 

وأُعيد اعتقاله وإحالته إلى المحكمة العسكرية في قضية النقابات المهنية الشهيرة، وحكمت المحكمة العسكرية لصالحه بالبراءة بعد أن قضى في الحبس 13 شهرا.

وأُعيد اعتقاله في مارس 2005م خلال تعديل المادة 76 من الدستور، وظل رهن الاعتقال لمدة ثلاثة أشهر.

واعتقل أيضا في 13 مارس 2007م ضمن مجموعة الدكتور محمود غزلان، وأُفرج عنه لتدهور حالته الصحية وقتها.