الانقلاب يستبيح دماء المصريين بالسجون ويدفعهم للانتحار خارجها

- ‎فيأخبار

كتب- أحمدي البنهاوي:

 

أسدل مغرب يوم الإثنين 21 نوفمبر، على حالة انتحار جديدة لشاب في محطة مترو غمرة، تجمع الناس على ضفتي المحطة القادم من المرج والمتجه بإتجاه حلوان ليروا ضحية جديدة من ضحايا "الخارج"، أما "الداخل" فبات يعج بعشرات الحالات من أقسام الاميرية إلى أبو النمرس مرورا بالبدرشين و"عمومي" الزقازيق وبرج العرب، ويجمع الاثنين "الخارج" و"الداخل"، أنهما في سجن أكبر هو وطن يحتله العسكر.

 

قتلى السجون

 

منذ إنقلاب 3 يوليو 2013، يتصاعد عنف غير مسبوق من قبل ضباط داخلية عبدالفتاح السيسي قائد الإنقلاب؛ بحق المعتقلين السياسيين والسجناء الجنائيين، على السواء فخلال الأسبوعين الأخيرين فقط قتل الضابط عمرو عمر السجين الجنائي عباس أحمد عباس طه، 30 سنة، بعد أن قضى تحت التعذيب ونقل إلى مستشفى السجن من أجل عمل تقرير ينقذ الضابط الذي وعده السيسي وزملاؤه بألا يقاضون في مثل تلك القضايا، ونقل "عباس" إلى مشرحة كوم الدكة بالإسكندرية، متأثرا بآثار السحل والضرب والتعذيب الذي تعرّض له داخل السجن.

 

وبعد 11 نوفمبر ويوم الغلابة علت موجة العنف الانتقامي من الضباط الذين حرمهم "مجدي عبدالغفار" وزير داخلية الإنقلاب، فأطلقوا الخرطوش وقنابل الغاز المسيل للدموع على نظارات عنابر السجن العمومي بالزقازيق، واستقبلت مشرحة مستشفي الزقازيق العام, جثة فتحي محمد السيد, وهو أب لطفلين، من قرية القراقرة، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بضيق في التنفس، بعد حرمانه من العلاج وتصعيد مباحث السجن بحق النزلاء.

 

قتيل البدرشين

 

وبعد عصر اليوم الاثنين، تجمهر العشرات من الأهالي أمام قسم شرطة البدرشين، احتجاجا على وفاة أحد المسجونين داخل حجز القسم صباح اليوم الإثنين، متهمين أفراد الشرطة بالقسم بقتله.

 

وكثفت قوات الأمن من تواجدها بمحيط القسم تحسباً لأخذ الأهالي رد فعل مضاد، وتسيير الحركة المرورية بعد توقفها بسبب التجمهر، لاسيما وأن مناوشات محدودة وقعت بين عدد من أفراد تأمين القسم، عقب قيام بعد الأهالي بإلقاء الحجارة على القسم.

 

 

واتهم أهالي المتوفي "عادل وحيد"، 24 سنة، متهم بقضية مخدرات، ويعمل سائقا، يتهمون أمين شرطة بقسم شرطة البدرشين بالتعدي على نجلهم حتى لفظ أنفاسه.

 

قتيبل أبو النمرس

 

قال الإعلامي معتز الدمرداش، إنه تلقى استغاثة من مواطن يُدعى “خالد” من مدينة أبو النمرس بمحافظة الجيزة، بشأن مقتل ابن عمه على يد أحد أفراد الشرطة بالقسم التابع له، مساء أمس، بعد القبض عليه في محيط عمله، موضحًا أنه اهتم بتلك الاستغاثة والتواصل مع أسرته للوقوف على تفاصيل الحادث.

 

وأوضح صبري عمران، صاحب فيلا في أبو النمرس، أن القتيل يُدعي ياسر صابر سلام، في العقد الثالث من عمره، وكان يعمل حارسًا للعدد من الفلل والعقارات بالمنطقة، منذ أحداث الانفلات الأمني، ولم يكن لديه خلافات مع أحد، حيث كان شخصًا طيبًا ومسالمًا.

 

وادعى مصدر أمني أن "ياسر" كان يعمل خفير خصوصى وتوفى أثناء ترحيله لقسم شرطة أبو النمرس، موضحًا أن قوة أمنية من مباحث قسم شرطة أبو النمرس خرجت لضبط المتهم على خلفية اتهامه بحيازة أسلحة نارية غير مرخصة بدائرة القسم، وبالفعل تم التوجه إلى مكان تواجد المتهم. وأثناء ترحيله شعر بحالة إعياء شديدة فحاول ضباط المأمورية إسعافه إلا أنه فارق الحياة وتم نقله إلى مستشفى أبو النمرس العام، وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات.

 

الانتقام وإلا

 

بهذه اللهجة ظهرت أسرة المواطن القبطي "مجدى مكين" الذي قتله ضابط قسم الاميرية،؟ بحجة أنه ملتح ويقول "حسبي الله ونعم الوكيل"، وقالت أسرة مكين: "عاوزين الضابط يموت فى ميدان عام".

 

واتهم ابن القتيل الضابط بتلفيق قضية مخدرات لوالده وتعذيبه لساعات طويلة، بحسب اثنين قبض عليهم مع والده.

وكشفت أسرة مجدي مكين أن "الشرطة أخبرتهم أن مجدى مصاب فى حادث.. وتعالوا معانا شوفوه"!.

 

وقال "ملاك مكين" نجل المجني عليه إنه "وجد والده مفتوحا من المنتصف وأذنه يخرج منها الدماء فى حالة صعبة جدا".

 

فى حين قالت زوجة محمود الضحية الثانية التى تم تعذيبها، أنها تطالب بحق زوجها، وإن زوجها تم نقله من القسم بعد قيام عدد من الصحفيين بمحاولة التعرف على الانتهاكات التى تمت ضده.

 

وأضافت شقيقته، أن الضابط قال لهم قولوا فى التحقيقات إن شنطة البرشام بتاعت "مجدى مكين" وإحنا حنخرجكم من القضية خالص.

وأردفت: لكن الاثنين الذين كانوا معه رفضوا بقول: إنتوا علقتنونا كلنا من رجلينا ومات بعدها مجدى مكين.

 

من جانبه، قال نجل ضحية قسم الأميرية "مجدي مكين"، "أنا مش هسيب حق أبويا، ومش ورايا حاجة أخاف عليها".