كتب: أسامة حمدان
ليست لله ولا للوطن كانت نصيحة "عمرو أديب" أحد أذرع الانقلاب، التي وجهها للباحث "إسلام بحيرى"، بالسفر إلى خارج مِصْر، بعد تنفيذ حكم حبسه لمدة عام في اتهامه بازدراء الأديان، يعلم "اديب" يقينًا أن البحيري فعل ما هو مطلوب منه وأطلق رصاصة أخرى من خزانة الإلحاد العسكري في رأس الشعب المِصْري.. المتدين بطبعه!
وأكد "أديب" -في طيات رسالته التي تفوح منها رائحة الرضى بالطعن في دين الله- قائلا: «أنا لو منك بعد ما أخلص مدة الحبس أسافر أمريكا أو هولندا أو باريس، وأنت هتنورها، وهيكونوا سعداء».
وتابع أديب، قائلا: «انسى يا عم هو أنت اللي هتغير المجتمع، ولا الخطاب الدينى.. ودي رسالة للآخرين».
السيسي يشجع الإلحاد
وكانت صحيفة "الوطن" المغردة للانقلاب قالت (في مانشيتها) أنها حصلت على تفاصيل بدء عدد من الملحدين المصريين إجراءت تأسيس الحزب العلماني المصري، وجمع التوكيلات اللازمة لتدشينه، تمهيدًا لتقديمها إلى لجنة شِئون الأحزاب.
ويدعو هؤلاء المؤسسون من خلال الحزب -حسب "الوطن"- إلى حق المواطن في الإلحاد، وإلغاء الهوية الإسلامية لمِصْر، ويضم إلى جانب الملحدين عددًا كبيرًا من المفكرين، والشباب العلماني.
والأمر هكذا، قالت الوطن: انفراد.. ملحدون يؤسسون الحزب العلماني المصري..عضو: سندعو لحق الإلحاد.. ووكيل المؤسسين: سنطالب بإلغاء مواد الهوية الإسلامية في الدستور.
وخففت محكمة جنح مستأنف مصر القديمة بجنوب القاهرة أمس الاثنين حكم حبس الباحث إسلام بحيرى سنة بعد قبولها الاستئناف على الحكم السابق ضده بحبسه 5 سنوات لاتهامه بازدراء الأديان.
واتهم البحيري المذاهب الأربعة بأنهم خوارج ومتطرفون، وأن أتباع التنظيمات المتطرفة استمدوا أفكارهم من فتاواهم، لتنتهي رحلة البحيري بتعبيره عن أنه تعرض للظلم قائلا: "قدمت للناس وللدين كل خير، ودلوقتي باخد سنة سجن، بلد الظلم هي مصر"!
وفي عهد المخلوع مبارك اتهمت مؤسسة الأزهر الدكتورة نوال السعداوي بـ"إهانة الذات الإلهية، وسب الأنبياء والتهكم عليهم بصورة أقل ما توصف به هو أنه كفر صريح" في مسرحيتها "سقوط الإله في اجتماع القمة"، لكن ذلك لم يكن الاتهام الأول أو الأخير لها.
ويأتي في قائمة المتهمين بازدراء الأديان في عهد العسكر، المؤلف نصر حامد أبو زيد، والذي اتهمه مجمع البحوث بالكفر والردة عن الإسلام والزندقة وأوصى بإبعاده عن التدريس لطلاب الجامعة والمعاهد العلمية، حفاظًا على عقيدتهم ومنع تداول مؤلفاته بين الطلاب والقراء.
وفي عهد المخلوع مبارك تعرض الكاتب "فرج فودة" إلى حادث اغتيال في 8 يونيو 1992، وشن اتحاد "جبهة علماء الأزهر" هجوما كبيرا على فودة وأصدرت بيانا بكفره في "جريدة النور" قبل اغتياله بأيام في يونيو 1992.
الزعيم لا يؤمن باليوم الآخر!
والمتتبع لتاريخ الطاغية جمال عبد الناصر، يعلم بأنه : تربى وهو ابن ثمان سنوات في حارة اليهود بالقاهرة حتى وصل إلى رتبة ملازم أول بالجيش المصري، وفي ضوء هذه الفترة حاولوا تفسير علاقته بإيجال آلون وإيجال يادين أثناء حرب 1948م في فلسطين من خلال هذه المعلومة.
ذكر بعض الكتاب وجود دلائل حول مدى نسبة عبد الناصر لليهود ؛ إذ لما بلغ من العمر ثماني سنوات أرسله والده إلى القاهرة لاستكمال دراسته ، فكان يقطن مع إحدى قريبات والدته في حي اليهود في منطقة الموسكي (5 شارع خميس العدسي).
وذكر الدكتور علي شلش في كتابه تاريخ اليهود والماسونية في مصر: أن سيدة يهودية تدعى مدام يعقوب فرج شمويل ، كان عبد الناصر يدين لها بالفضل؛ لأنها هي التي رعته في طفولته وبعد وفاة أمه ، وكانت تعامله كأحد أنبائها..
وذكر حسن التهامي: أن هذه السيدة قريبة والدته .. فإذا كانت قريبة والدته يهودية فتكون والدته كذلك، ثم لماذا اختار أبوه سيدة يهودية لرعايته قريبة كانت أو بعيدة؟ ولماذا حارة اليهود شبه المغلقة على اليهود وقتها ؟ وهل ضاقت القاهرة كلها إلا من حارة اليهود؟.. وقد استمر عبد الناصر في حارة اليهود حتى رتبة الملازم أول وعمره 24 عامًا.
يقول اللواء محمد نجيب للواء عبدالمنعم عبدالرؤوف عام 1979م : عبدالناصر أصله يهودي من يهود الشرق الذين جاؤوا من اليمن.
ويقول جلال كشك: أعترف أن مثل هذه النصوص التي يقدمها هيكل – يقصد ما ذكره محمد حسنين هيكل في كتابه ملفات السويس – تجعل التفسير القائل بيهودية عبدالناصر يلح إلحاحاً لا يمكن مقاومته.
وحينما كان الصاغ جمال عبد الناصر رئيس أركان حرب الكتيبة السادسة مشاة ضمن القوات المحاصرة في بلدة عراق المنشية قطاع الفالوجا، كان يتحدث عبر خطوط الجبهة مع اليهود المحاصرين للفالوجا، وأنه كان يتلقى هدايا البرتقال والشيكولاتة من إيجال يادين الذي كان رئيساً لأركان حرب جنوب فلسطين، وقد اعترف بذلك إيجال يادين حينما كان نائباً لرئيس وزراء اليهود على مائدة المفاوضات أثناء زيارة الرئيس السادات للقدس عام 1977م.
كما أن زملاء عبدالناصر في الكتيبة السادسة ذكروا احتمال نجاح إسرائيل في تجنيد عبدالناصر لحسابها بواسطة إيجال آلون، وأنه كان يحمل مشاعر الحب لليهود منذ صباه، وارتبط بصداقات مع الفتيان اليهود بالحارة رفاق عمره.
وكان عبد الناصر عضوًا بالتنظيم الشيوعي (حدتو) الذي يرأسه اليهودي هنري كورييل وضمن أعضائه ماري روزنيئال ومارسيل ليون وإيلي شوارتز صهر موشيه دايان قائد جيش إسرائيل في حرب 1967م.. واستمرت صلة عبدالناصر باليهود حتى وفاته، ولم تنقطع أبداً.
يقول السادات عن محمد حسنين هيكل صديق عبدالناصر الوفي: إنه إنسان مادي وملحد وهو لا ينكر ذلك ويعتقد أن هذه ثقافة.
يذكر صاحب كتاب "لعبة الأمم وعبدالناصر" أنه قد اطلع على جميع خطب عبدالناصر حيث لم يبدأها باسم الله كما كان يبدأها السادات، يقول الكاتب: من الذي كان يكتب خطب عبدالناصر ؟ إنه محمد حسنين هيكل.. والذي كان قد ذكر في كتابه الطريق إلى رمضان والذي نشر باللغة الإنجليزية.. ففي هذه الطبعة أن عبدالناصر لا يؤمن باليوم الآخر!