العربي الجديد
قدم مستشار الأمين العام للشئون الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، عصر أمس، أمام مجلس الأمن الدولي، إحاطته حول الوضع في سوريا وحلب التي اختصر واقعها بالقول إنه "أكثر من كارثة".
وقال إن "الأمم المتحدة غير قادرة على الوصول إلى المدنيين شرقي حلب بسبب حصار النظام السوري".
وأضاف أن المنظمة الدولية "تحاول الوصول إلى 6 ملايين سوري في حاجة إلى مساعدات شهرية عاجلة"، لافتًا إلى أن "حوالي مليون شخص يعيشون بمناطق محاصرة في سوريا".
وحسب أوبراين، فإنّ 750 من العاملين في الحقل الإنساني قتلوا في الحرب السورية "وذلك في انتهاك صارخ للقانون الدولي". وتساءل أوبراين عن جدوى تبني مجلس الأمن لقرارات حول تقديم المساعدات الإنسانية والطبية في سوريا، إذا لم يتم تنفيذها.
بدورها، قالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية إيزابيل هوف، والتي قدمت من دمشق إحاطتها عبر الفيديو، إن هناك أكثر من 300 ألف شخص لقوا حتفهم في سوريا منذ اندلاع الأحداث، وأن حوالي 5 ملايين شخص غادروا سوريا، وأن ستة ملايين شخص نزحوا داخل سورية، و5 ملايين يقيمون في مناطق محاصرة ومناطق يصعب الوصول إليها، وأكدت كذلك أن ثلثي العاملين في الحقل الطبي غادروا البلاد.. كما أن نسبة خطر انتشار الأمراض المختلفة عالية وأن النساء الحوامل لا يمكنهن تلقي خدمات الإنجاب على نطاق واسع.
أما المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، سامنثا باور، فقد أعلنت أن واشنطن "تعرف بالأسماء قادة النظام السوري المتورطين في جرائم ضد المدنيين وستقوم بمحاسبتهم"، مكررة مواقف سابقة لها ومفادها أن "روسيا ونظام الأسد يدمران سوريا".
وبصعوبة بالغة، تحدث المواطن السوري حسني مصطفى، المقيم في حي السكري، شرقي حلب "تفوق يوميات الموت المتنقل في أحياء حلب الشرقية، كل عبارات اللغة، إذ لم نعُد نجد فيها ما يعبّر بدقة لوصف اللحظات الطويلة المريرة التي نعيشها منذ سبعة أيام، قَصَفَ خلالها النظام حتى المشافي، ليُنهي أمل الجرحى بإمكانية النجاة، وليهدد معه من تبقى من كوادر طبية (..) وكأن طائرات النظام الحربية تخوض الحرب مع الأطباء والمسعفين، لا مع المقاتلين على الجبهات". قبل أن يعتذر عن مواصلة الحوار مع "العربي الجديد"، عند سماعه لهدير طائرات حربية، تكاد لا تفارق سماء المنطقة على مدار الساعة، قائلاً إن "مجزرة جديدة قد تقع كل دقيقة مع سماع هذا الصوت".
ودخلت حملة القصف الجوي والمدفعي العنيف، التي يشنها النظام وحلفاؤه على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية في حلب، أسبوعها الثاني، وأسقطت أمس الاثنين، مزيدًا من الضحايا.
ويثير هذا التصعيد العسكري مخاوف دولية وغربية حول مصير المدنيين المحاصرين في المدينة، لكن الأطراف الدولية تكتفي بمواقف إدانة شفهية لم تعد تسهم حتى بمواساة الشعب السوري.
وتعرضت أحياء السكري والفردوس والأنصاري وغيرها في المنطقة الشرقية المحاصرة لسلسلة غارات جديدة.
وتحدث "مركز حلب الإعلامي" الذي يديره ناشطون من المدينة، عن مقتل ثلاثة أشخاص، بعد إلقاء مروحيات النظام لبراميل متفجرة على منطقة جسر الحج. وأدى قصف جوي مماثل، حسب ما أكد مصدر في الدفاع المدني لـ"العربي الجديد"، إلى توقف مركز إنقاذ هنانو، شرقي حلب، عن الخدمة.
وأعلنت مديرية التربية والتعليم التابعة للمعارضة السورية، عن تمديد تعليق دوام المدارس الرسمية والخاصة والمعاهد التعليمية في الأحياء الشرقية، حتى نهاية الأسبوع الحالي، جراء حملة القصف المتواصلة.
وتتزامن الغارات والقصف المدفعي على أحياء شرقي حلب، مع محاولات تقدم جديدة لقوات النظام والمليشيات المساندة لها نحو مناطق سيطرة المعارضة في حلب، لا سيما على جبهة الشيخ سعيد. لكن كافة المعطيات، بما فيها المعلومات التي تبثها وسائل إعلام النظام، لا تؤكد إحراز قوات النظام لأي خرق لافت خلال هذه المواجهات.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنه "ليس هناك حالياً أي مستشفى قيد الخدمة في القسم المحاصر من المدينة"، وذلك استناداً إلى تقارير من شركائها في المنطقة. وأكدت أن خدمات صحية "لا تزال متوافرة في عيادات صغيرة"، لكن معالجة الإصابات وإجراء عمليات جراحية كبرى وتقديم رعاية طبية طارئة لم تعد مؤمّنة.