“بايدن” أحد أعضائها.. (إنترسبت): عصابة الأمريكان غزاة العراق لم تدفع ثمن جرائمها

- ‎فيعربي ودولي

في ذكرى مرور 20 عاما على حرب العراق، قال موقع "إنترسبت" الأمريكي "الرجال والنساء الذين شنوا هذه الحرب الأمريكية الإجرامية في مارس 2003 على العراق، إن أي أحد منهم لم يدفع الثمن لما قاموا به قبل عقدين".
مجيبا بذلك عن سؤال يتعلق بمصير مهندسي الحرب على العراق، التي حضرت ذكراها العشرين في الأيام الماضية".
ويسخر الكاتب جون شوارتز، في مقاله ب"ذي إنترسبت"  ويخلص إلى أنهم بخير، وشكرا على السؤال.

وأوضح أنه على العكس، فقد أُغدِقت عليهم الأموال والترفيعات، وهناك طريقتان للنظر إلى هذه الحادثة؛ الأولى أنها كانت وظيفة لاتخاذ القرار الصائب للسياسيين الأمريكيين وإخبار الحقيقة من قبل الصحافيين، وهذا يعني أن النظام عانى من عطل مرة بعد الأخرى، وأنه قام بترفيع الأشخاص الخطأ الذين أثبتوا فشلا ذريعا.
وأكمل الموقع في ترجمة متداولة أن الطريقة الثانية، لمكافئتهم هي أن وظيفة هؤلاء الأشخاص كانت شن حرب لتوسيع تأثير الإمبراطورية الأمريكية ومصالح شركات الأسلحة والنفط، ومن دون الالتفات لقول الحقيقة، واختيار ما هو أصلح للأمريكيين، وهذا يعني أنهم كانوا مؤهلين بشكل جيد، ولم يخطئ النظام مرة بعد الأخرى، بل وفعل الصواب بترفيعهم.

مليون قتيل

وفي مارس 2003 شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها عملية الحرية للعراق، والتي أشار إليها المتحدث الإعلامي باسم الرئيس جورج دبليو بوش، آري فليتشر، بالخطأ، ومرتين، بأنها عملية تحرير العراق، وقال الكاتب ولم يكن هذا هو اسمها الرسمي، وكان سيؤدي لاختصار مؤسف لها.
وأضاف أن قائمته لا تضم أي شيء عن العراقيين، لأن الصحافة الأمريكية لا تلتفت لحياة الأجانب، وهذا بسبب أننا لا نعرف عدد العراقيين الذين ماتوا في هذه الحرب، فهناك أرقام عدة تتراوح ما بين 151.000 إلى مليون ضحية.

وعن أكذوبة أسلحة الدمار الشامل، أشار إلى أن كل هذا لاكتشاف أن العراق لم يكن لديه أسلحة دمار شامل، ولم تخصص أمريكا حتى دولارا واحدا لمعرفة عدد القتلى العراقيين.

زعيم العصابة
الكاتب شوارتز أكد زعيم العصابة التي قادت الحرب، وهو الرئيس جورج دبليو بوش، فهو إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكبر مجرمين في القرن الحادي والعشرين.
ورجح في عالم أفضل، أن يتشاركان زنزانة واحدة، أما في عالمنا هذا، فبوش منشغل في ابتلاع كميات كبيرة من المال لقاء محاضراته التي يتلقى على كل ساعة منها 100.000 دولار.

وعن بوتين تعجب من شجبه، قبل فترة، قرار رجل واحد شن حربا غير مبررة وغزوا فظيعا للعراق، ليصحح لنفسه ويقول “أعني أوكرانيا” وضحك هو وجمهوره، لأن هذا مضحك. وسخر من علاقة بوتين عائلة كلينتون وأوباما.

المجرم الثاني
وأشار إلى أن رجل العصابة الثاني هو ديك تشيني الذي يقضي معظم وقته في الرسم وكان نائب الرئيس الذي أطلق، خلال التحضيرات للحرب، أكبر كذبة عن العراق، وفي خطاب ألقاه في أغسطس 2002، زعم أن صهر الرئيس صدام، حسين كامل، الذي انشق في عام 1995 كشف عن خطط صدام لتصنيع الأسلحة النووية مرة ثانية.
وأضاف أنه في الواقع، أكد كامل أن العراق ليست لديه أسلحة غير تقليدية، ومن أي نوع، ولم يكن هذا سرا، فقد تحدث كامل علنا، في لقاء مع شبكة “سي أن أن”، وكلامه متوفر برابط على الإنترنت.

وتابع: منذ مغادرته البيت الأبيض، قضى تشيني وقته في الصيد، وصادق على ترشيح دونالد ترامب للرئاسة عام 2016، ولم يعاقب على جرائم التعذيب، ومع أنه عاش على قلب اصطناعي خارجي كان يضخ الدم لشرايينه، إلا أنه في صحة جيدة.

الثالث رامسفليد

وعن حالة وزير الدفاع الامريكي السابق دونالد رامسفيلد، وهو المتهم الثالث أشار إلى تساؤله، في ليلة 9/11، والبنتاغون لا يزال يحترق، إن كانت الولايات المتحدة تستطيع ضرب العراق الآن.
واشار إلى أن رامسفيلد مات في 2021، ولكنه قضى وقتا ممتعا في بيته الصيفي في خليج تشيزابيك في ميرلاند، وأطلق على مزرعة رامسفيلد اسم بيت البؤس، حسب صحيفة “نيويورك تايمز” فقد كان يملكه مرةً رجل عُرف بسمعته السيئة، واسمه إدوارد كوفي، كانت مهمته معاقبة العبيد الذين يعملون لدى مزارعين آخرين، وهناك مقاربة تاريخية بين مالك البيت القديم ورمسفيلد، ويمكن للمرء أن يتخيّل زيارة كوفي وزير الدفاع السابق، ويثمن جهوده في تعذيب الآخرين.

المجرم الرابع
وعن كولن باول، وزير الخارجية في 2003، فلفت إلى أنه قدّم كلمة مرتبة أمام مجلس الأمن، وكان يعرف أنه يمارس عملية كذب، وقالت المعلقة في صحيفة “واشنطن بوست” ماري ماكغوري إن كلامه أقنعها، مع أنه كان من الصعب إقناعها مثل فرنسا، ولم تكن ماكغوري تعرف أن باول متخصص بالكذب، وأنه صعدَ في سلك العسكرية بالكذب حول مجزرة ماي لاي في فيتنام، ثم كذبه حول فضيحة إيران كونترا.
وعن باول الذي مات عام 2012، قال "قضى حياته ما بعد السياسة ثريا، وظل يجيب على من  يسأله حول خطابه في الأمم المتحدة بأنه تعرض للتضليل من أفراد لم يسمهم".

المجرم الخامس

وأشار إلى جون بولتون، مساعد وزير الخارجية في حينه، الذي لعب دورا مركزيا في قرار بوش وأكاذيب إدارته بشأن أسلحة الدمار الشامل، فقد أجبر خوسيه بستاني، رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على الاستقالة، وكانت جريمة بستاني أنه أراد تنظيم عملية تفتيش، والتأكد من امتلاك العراق الأسلحة الكيماوية، وكان بولتون يخشى من فضح المنظمة الكذبة، وأن العراق ليس لديه أسلحة غير تقليدية، وهدد بولتون أولاد بستاني، وكوفئ بولتون على جهوده بتسميته مستشارا للأمن القومي لترامب، وعانى من بعض الضغوط، وبخاصة أن ترامب لم  يكن يفرّق بينه ووزير خارجيته، ويناديه أحيانا مايك بولتون.

كوندليزا الخامسة

وفي عصابة حرب العراق، ذكرت انترسبت كوندوليزا رايس، مستشارة الأمن القومي التي شرحت، يناير 2003، سبب غزو أمريكا للعراق حتى في ظل الغموض لا نريد أن يتحول الدليل القاطع إلى غمامة فطر وقرر معهد هوفر المرموق في جامعة ستانفورد تعيينها مديرة له، لأنها الشخص التي أرادها لكي تشغل المنصب، ونظرا لالتزامها بمبادئ المعهد ومهمته الأساسية في ضمان الأمن والازدهار والحرية، ويعلق الكاتب ساخرا أن مئات الآلاف من العراقيين لم يكونوا حاضرين للتعليق على هذا البيان.

السادس منظر الحرب
وأوضح أن من بين المتهمين بجريمة حرب العراق، ديفيد فرام، كاتب خطابات بوش في البيت الأبيض، وهو الشخص المسؤول عن اختراع مصطلح محور الشر الذي ضم العراق وكوريا الشمالية وإيران، وذكره بوش في خطاب حالة الاتحاد عام 2002.
وأبان أن وضع العراق وإيران في المحور مثيرا للدهشة نظرا للعداء الأبدي بينهما، لكن فرام لم يلتفت لهذه الحساسية، قائلا "بعد تركه البيت الأبيض شارك فرام في كتاب بعنوان نهاية الشر كيف ننتصر في حرب ضد الإرهاب، ولم نستمع لنصيحته، فالشر لا يزال بيننا، وقال في كتابه هناك أدلة كثيرة عن برامج واسعة كيماوية وبيولوجية يملكها صدام حسين” ومنحته مجلة “ذي أتلانتك” مكافأة على جهوده بتعيينه واحدا من كتابها.
ولفت إلى أنه كتب في المجلة مقالة، بمناسبة عشرين عاما على الحرب، بأن العراق كان يملك ترسانة القنابل والرؤوس الكيماوية.

 

السابع والثامن والتاسع صحفيون
واعتبر تقرير انترسبت أنه من الصحافيين، ديفيد بروكس الذي كتب في ديلي ستاندرد، صوت اليمين في حينه، بعنوان انهيار قصور الأحلام، وهو كما يقول الكاتب من أكثر الأشياء حماقة  التي كتبت باللغة الإنكليزية، إذ قال إن معارضي الحرب على العراق “لم يكونوا قادرين كفاية على فصل عواطفهم من مواقفهم السياسية لكي يروا العالم كما هو واكتشفت صحيفة “نيويورك تايمز” هذه الموهبة وعينته لاحقا كاتب رأي لديها.
أما المجرم الآخر فهو جيفري غولدبيرغ، الكاتب في مجلة “نيويوركر” وكان من أكثر الدعاة المؤثرين للحرب على العراق، واستُخدمت كتاباته في سجلات الكونغرس أثناء النقاش حول تشريع الحرب على العراق في خريف عام 2002 وهو كتبَ في “نيويوركر” “لا مجال للجدال أن العراق سيحصل على السلاح النووي لو ظل بدون رقابة، وأن الجميع يعرفون أن لديه مخزونا من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية” وناقش غولدبيرغ، أكتوبر 2002، قائلا “تحضّر الإدارة، اليوم، لشن ما يراه الكثيرون، وبدون شك، عدوانا ضيّق النظر، وبدون مبرر. لكنني، وخلال السنوات الخمس الماضية، اعتقدت أن الغزو القادم للعراق سيكون فعلا ذا أثر أخلاقي عميق” وأصبح غولدبيرغ محررا لمجلة “ذي  أتلانتك”.
وعلقت جوديث ميلر، التي كتبت مقالات في صحيفة “نيويورك تايمز” أنها تعد الأكثر سذاجة ومدعاة للضحك، وحذرت فيها من الأثر الفظيع لأسلحة الدمار الشامل العراقية، وكان من أكثر المقالات سذاجة ما قالت إن عالما عراقيا أكد لها أن “الأسلحة غير المشروعة ظلت تقتل حتى ليلة الحرب”.
وأضافت أنه لم يقم المقال بمقابلة مع العالم، هذا في الوقت الذي لم تستطع هذه المراسلة مقابلة العالم، ولكن سمح لها برؤيته عن بعد، وبعد ذلك خرجت لتقول عبر التلفاز إنهم عثروا على الدليل القاطع.
وأوضح لا تعاني ميلر، مثل البقية، من عواقب أكاذيبها، فقد استقالت من الصحيفة، بل وطردت نظراً لمحاكمة مسؤول في إدارة بوش اسمه سكوتر ليبي، وليس لما كتبتْه حول أسلحة الدمار الشامل. وهي لم تخسر، فقد عملتْ في شبكة “فوكس نيوز”، ثم أصبحت عضوا في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي.

جو بايدن بين العصابة
لم تنس إنترسبت جو بايدن، الذي كان وقت الحرب سيناتورا من ديلاوار، ومسؤولا عن لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، وعقدَ جلسات اجتماع لدعم الحرب، وأصبح من أكثر الأصوات الديمقراطية دعما للغزو، وهو اليوم الرئيس الأمريكي، وهناك الآلاف الذين لا يزالون يترفعون في مناصبهم واستفادوا من الحرب.