رئيس تحرير الجمهورية الأسبق: السيسي يلهث خلف مصالحة الإخوان

- ‎فيأخبار
BERLIN, GERMANY - JUNE 03: Egyptian President Abdel Fattah el-Sisi speaks during a news conference with German Chancellor Angela Merkel (unseen) on June 3, 2015 in Berlin, Germany. The meeting between the two leaders was intended to increase economic and security cooperation between their two countries, which shared 4.4 billion euros ($4.8 billion) in bilateral trade in 2014. The two disagreed over human rights issues such as capital punishment. (Photo by Adam Berry/Getty Images)

كتب سيد توكل:

فضائح الانقلاب لا تنتهي هذه الأيام وتسارعت وتيرتها، فمن مسرحية اغتيال السيسي إلى مسرحية مصالحة جماعة الإخوان المسلمين مع "القتلة"، هكذا يظهر تخبط جنرالات الخراب وشح خياراتهم بعدما تخلت عنهم دول الرز الخليجي، وانكشف أنهم فشلوا في استمالة رافضي الانقلاب بالترهيب والترغيب.

هذا ما أكده الكاتب الصحفي محمد علي إبراهيم، رئيس تحرير الجمهورية الأسبق، اليوم الثلاثاء، في مقال له كشف عن أن قادة الانقلاب هم من يلهثون خلف جماعة الإخوان المسلمين أكبر مكون اجتماعي وسياسي وديني ونقابي في البلاد، من أجل عقد مصالحة تضمن بقائهم في السلطة أو على الأقل خروج آمن للقتلة.

الانقلاب قمة فى التناقض وذروة في السخرية!
وأشار في مقال نشر له نشرته "مصر العربية" بعنوان "أسئلة ملحة وإجابات غامضة" أن ثمة تعليمات صدرت للكتائب الإلكترونية بعدم التعليق على المحاكمات الخاصة بقيادات الإخوان، التي خفضت في معظمها من حكم الإعدام إلى المؤبد.

وقال "إبراهيم" :"2016.. لم يمر عليّ عام مثل هذا .. كان قمة فى التناقض وذروة فى السخرية .. راجعته فى ذهنى فرأيت منه عجبا .. ولم أجد فيه ردا شافيا".

مضيفاً: "ما يحدث مع الإخوان حاليا يؤكد أن الدولة هى التى تسعى للمصالحة وليست الجماعة.. تغيير أحكام الإعدام.. إلغاء الغرامة على الرئيس محمد مرسى.. كلها تشعرك أن كل نار تصبح رمادا مهما تشتعل.. أى حرب رأيناها بالأمس وعاصرناها اليوم ونتوقعها غدا بين أى قوتين أو طرفين أو جهتين لا يمكن الحكم عليها وهى دائرة.. علينا أن نتمهل وننتظر حتى ينتهى صخبها وضجيجها وينسى الناس دماء ضحاياها.. ثم علينا مراقبة ما سيحدث!".

وتابع: "إذا وجدتم مصافحات حميمة وعناقا حارا بين طرفين كانا أعداء ثم أصبحا أصدقاء فى لحظة فتأكد أن هذا الصراع لم يكن دفاعا عن مبادئ أو استعادة حقوق ضائعة أو مبادئ أخلاقية أو أفكار تستحق الدفاع عنها مهما كان الثمن.

السيسي شوه الإخوان.. ويطلب مصالحتهم!
وأوضح الكاتب الصحفي محمد إبراهيم:"إن إحساسى حول ما دار فى العام الماضى أنها كانت حروبا من أجل مصالح شخصية وحسابات واهتمامات لم يكن لها علاقة بالشعب.. قوة أرادت الاستيلاء على مكانة ومخصصات أخرى متصورة أن الديمقراطية تحميها, فإذا بالواقع يصدمها ويؤكد لها أن الشعارات شىء والحقيقة شىء آخر".

وتابع: "لا أعرف لماذا أشعر أن المصريين اعتادوا أن يطالبهم البعض بالنسيان, على الرغم من أن هذا البعض هو الذى أوغر صدورهم وملأهم بالأحقاد.. ثم ها هو اليوم يظهر الجانب اللين مع من شوههم ويبدو أن تعليمات صدرت للإعلام والكتائب الإلكترونية بعدم التعليق على الأحكام الصادرة ضد الإخوان".

وفى السياق نفسه، تجد الأحضان والقبلات التى ربطت مصر بالسعودية ورفعنا أعلام المملكة وعادى البعض وطنهم وتنازلوا عن أرضهم إكراما لما زعموا أنه إعادة الحق لأصحابه.. صدرت الكتب التى تؤكد "سعودة" الجزيرتين, وحاصر المواطنون الشرفاء المدججون بالسلاح نقابة الصحفيين وهددوا باقتحامها لخروج مظاهرات منها تنادى بمصرية تيران وصنافير.. ثم استيقظنا على جفاء مصرى سعودى وإهانات متبادلة ومقالات نارية من الزملاء الذين داهنوا المملكة وتملقوها ثم أداروا لها ظهر المجن.. المصيبة أن دفاعهم عن مصر فى حد ذاتة تهمة عندما قالوا "محدش يشترينا".. طب يا سيدي!