يتابع الكيان الصهيوني عن كثب؛ التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر حركة فتح السابع، نهاية نوفمبر الجاري، في رام الله، حيث ينصب الاهتمام الصهيوني على من سيخلف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وترجح التقديرات الصهيونية أن المرشح الأقوى لهذا المنصب والأفضل لها؛ هو ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية في الضفة الغربية.
خمس شخصيات
وأكد المختص والمتابع للشأن الصهيوني، عمر جعارة، أن “الاحتلال الإسرائيلي يبدي اهتماما كبيرا؛ بمن هو خليفة أبو مازن”، لافتا إلى أن “إسرائيل تتحدث عن 5 شخصيات من المحتمل أن يكون أحدهم هو خليفة عباس، وهم الأسير مروان البرغوثي، وقد اجتمع به الكثير من قادة الاحتلال داخل سجنه”.
وأضاف: أن هناك القيادي المفصول من فتح، محمد دحلان، وصائب عريقات، وجبريل الرجوب، إضافة لماجد فرج”، موضحا أن “التقديرات الإسرائيلية تؤكد أن المرشح الأقوى لخلافة أبومازن هو ماجد فرج”.
وأرجع جعارة ذهاب التقديرات الصهيونية نحو فرج لخلافة عباس؛ للعديد من الأسباب منها؛ أنه “رجل مخابرات، وصاحب تصريحات تعتبرها إسرائيل أنها جريئة لم تصدر من أي مسؤول فلسطيني”، منبها إلى أن “العديد من رؤساء الدول سبق لهم قيادة الأجهزة الأمنية في بلدانهم، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان رئيس جهاز KGB، والرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي؛ كان مديرا للمخابرات”.
وأوضح أن “رجال المخابرات لهم دور كبير؛ بما يمتلكون من معلومات وقدرات أمنية وعلاقات واسعة، وهذا كله ينطبق على ماجد فرج؛ المرشح الذي يفضله الصهاينة لخلافة عباس”، وفق جعارة.
وكان فرج قد كشف في وقت سابق؛ أن جهازه تمكن من إحباط 200 عملية كان ينوي تنفيذها فلسطينيون ضد أهداف صهيونية.
السقف السياسي
ولفت جعارة إلى أن “نظرة إسرائيل لحركة فتح؛ أنها تنظيم غير قادر على القيام بأي عمل ضدها، وهو جزء من السلطة الفلسطينية التي هي جزء من اتفاقية أسلو”، مشيرا إلى أن “إسرائيل غير معنية بعباس رئيسا للسلطة ولا لحركة فتح”.
وتابع: “إسرائيل تريد عباس رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ لأنها الجهة الوحيدة التي وقعت معها اتفاقية أوسلو وغيرها؛ كما أنها اعترفت بإسرائيل”، وفق تقديره.
من جانبه، أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، عدنان أبو عامر، أن “الإسرائيليين يتابعون تحضيرات مؤتمر حركة فتح على قدم وساق”، لافتا إلى أن “حجم الحبر الإسرائيلي الذي سال في سبيل التغطية الإعلامية والسياسية لهذا المؤتمر؛ يفوق كل التغطيات السابقة”.
وأكد أن “إسرائيل تنظر لهذا المؤتمر على أنه مؤتمر مفصلي في تاريخ حركة فتح والقضية الفلسطينية”، منوها إلى أن “أهم شيء لدى الاحتلال؛ أن المؤتمر قد يسفر عن اختيار نائب لأبو مازن، وبالتالي هي تترقب طبيعة القيادية السياسية التي يمكن أن تفاوضها في السنوات القادمة”، كما قال.
وأشار أبو عامر، إلى أن “إسرائيل في ذات الوقت لا تظهر أنها مهتمة بالتفاصيل التنظيمية لحركة فتح، مع أنها مطلعة على كافة التفاصيل في هذا الشأن”.
نتائج المؤتمر
وحول إمكانية وجود تدخل خفي لـ”إسرائيل” في صياغة مخرجات المؤتمر السابع لحركة فتح، ومن أهمها اختيار نائب لعباس، قال أبو عامر: “الاحتلال يعتقد أنه ليس بحاجة لإظهار تدخل مباشر في التفاصيل الخاصة بالمؤتمر، وذلك على اعتبار أنه يعلم تماما أن القيادة السياسية المنتخبة (خلال المؤتمر) القادمة لحركة فتح؛ تعلم حجم السقف السياسي لها”.
وأضاف: “إسرائيل تقدر أن هذه القيادة المنتخبة قد لا تتجاوز كثيرا السقف الذي وصل إليه أبو مازن، وهذا ما يجعل إسرائيل لا تبدي تدخلا كبيرا في هذا المؤتمر؛ باستثناء بث بعض الإشارات العامة والواضحة والتي أعتقد أنها وصلت لقيادة فتح القادمة”.
وأشار إلى أن الاحتلال يعتقد أن “فتح ستستمر على ذات النهج الذي سلكه ياسر عرفات ومحمود عباس؛ فيما يتعلق بالمفاوضات التي لن تتجاوزه بصورة أو بأخرى، مع وجود هامش ما من المناورة السياسية مع إسرائيل”، مضيفا: “لا يبدو أن فتح كتنظيم تاريخي عازم على مغادرة طريق المفاوضات؛ لأنها تعلم أن ثمن ذلك جربته في عرفات، وهو ما جعل إسرائيل تبدي ارتياحا نسبيا لما قد تسفر عنه نتائج المؤتمر القادم”.