يتوقع مربو وتجار الدواجن اختفاء بيض المائدة من الأسواق خلال أيام، محذرين من إقدام بعض المنتجين حاليا على إنهاء الدورة الإنتاجية ومغادرة دورة الإنتاج مبكرا، سواء من المنتصف أو الثلث، وبيع الدواجن لحوما.
وقال المربون والتجار إن “الأزمة لن تكون في ارتفاع سعر البيض لكنها ستكمن في نقصانه، وربما في اختفائه من السوق، مشددين على ضرورة الإفراج عن كميات كبيرة من الذرة والصويا والذرة الصفراء المحتجزة في المواني على نحو يكفي للعملية الإنتاجية، واتخاذ إجراءات صارمة تجاه سماسرة الدواجن”.
وحملوا حكومة الانقلاب المسئولية لأنها ترفض الإفراج عن شحنات الأعلاف ومستلزمات الإنتاج المحتجزة في المواني وفشلت في توفير الدولار بجانب عدم قيامها بدورها الرقابي وضبط الأسواق .
3 أطراف
من جانبه قال الدكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد والاستثمار والتمويل الدولي إن “التداعيات السلبية لبيع الدواجن في صورة لحوم قبل إنتاجها بيض المائدة تنعكس على 3 أطراف التاجر والمستهلك ودولة العسكر، موضحا أن دولة العسكر في هذه الأزمة ستتعرض لخسائر كبيرة نتيجة هذه التصرفات التي تسبب ارتفاع الأسعار، مما يخلق احتجاجا لدى المواطنين، مما يجعل دولة العسكر تضطر للاستيراد من الخارج، وبالتالي تدفع عملة أجنبية” .
وأضاف عبده في تصريحات صحفية المستهلك يتعرض أيضا للخسارة نتيجة ارتفاع الأسعار ، وبالنسبة للبائع والتاجر سيستمر في الجشع لأن كل ما يهمه فقط هو مكسبه، مؤكدا أن الأسعار العالمية تنخفض سواء في الدواجن أو البيض أو الأعلاف أو في الحبوب، لكن في مصر لم نجد سلعه واحدة انخفضت بسبب جشع التجار .
وتابع، في نفس الوقت حكومة الانقلاب ضعيفة لا تأخذ رد فعل إيجابي ضد التجار وتتركهم بلا ضبط في الأسواق، مطالبا دولة العسكر بأن تأخذ موقفا من التجار بتهديدهم بعدم إعطائهم تصاريح والاتفاق معهم على هامش ربح معقول يلتزمون به وفي حاله عدم التزامهم يتم وضعهم في قائمة سوداء.
وحذر عبده من أن الموقف السلبي لحكومة الانقلاب في التعامل مع الأزمة يؤدي إلى تصاعد الأزمة التي تلحق الضرر بالمواطن وبالاقتصاد ككل، معتبرا أن ترك السوق دون رقابة يعتبر نوعا من تخاذل من حكومة الانقلاب في القيام بدورها الرقابي.
ولفت إلى ضرورة أن تعمل حكومة الانقلاب على تشجيع المنتجين على الإنتاج وتوفير الأعلاف ومستلزمات الإنتاج وتخفيض أسعارها من خلال تفعيل تجربه الدولار الجمركي وتوجيهه إلى الأشياء الأساسية حتى لا ترتفع الأسعار على المواطنين.
انخفاض الإنتاج
وتوقع الدكتور عبد العزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة تجارة القاهرة، انخفاض إنتاج مصر من 14 مليار بيضة إلى 6 مليارات فقط، في ظل أزمة الأعلاف التي ستؤدي إلى عجز كبير جدا يؤدي إلى ارتفاع أسعار البيض بشكل غير طبيعي وبقدر لن يتحمله المواطن بجانب ظهور البطالة بشكل كبير، محذرا من تجاهل هذه المشكلة أو التزام الصمت تجاه الأزمة التي تتطلب التحرك السريع.
وأكد السيد في تصريحات صحفية أن الارتفاع المستمر في أسعار مستلزمات الإنتاج والأعلاف، سيجعل السعر النهائي لا يغطي التكلفة الفعلية، ما يؤدي إلى خروج المربين من صناعة الدواجن، مشيرا إلى أن وجود شح في مستلزمات الإنتاج تسبب في عدم تغذية الدواجن تغذية سليمة، مما يؤثر على إنتاجية البيض، وبذلك تحدث فجوة تؤدي لمشاكل عديدة .
وطالب وزير زراعة الانقلاب بالتدخل فورا، لأن ذلك من صميم عمله ولديه مكتب فني، يجب عليه مناقشة كل هذه الأمور وأن يستدعي منتجي الدواجن ويتناقش معهم، بدلا من الاستكانة والرضا بالوضع السيئ الحالي، مع عدم الاكتفاء بأن الوضع تمام وأنه بلا مشاكل فهذه كارثة.
وحذر السيد من أن محاولات حكومة الانقلاب إخفاء المشاكل الموجودة على أرض الواقع، ليس حلا للأزمة وانما سيؤدي إلى زيادة المشاكل، مشددا على ضرورة الإعلان صراحة عن وجود مشكلة، مع الإعلان عن وجود حلول وللأسف المشكلة لم يتم حلها لعدم وجود قوة دولارية وهذا هو الخلل، لذلك لا بد من وجود مصارحة ومكاشفة.
أمن قومي
وشدد السيد على ضرورةة الإفراج عن الأعلاف لمنع غلاء أسعارها وأن تكون هناك متابعة دقيقة ورقابة صارمة على مستلزمات الإنتاج لأنها تمثل أمنا قوميا في صناعة الدواجن، موضحا أن الحل الرادع يجب أن ينبع من متخذي القرار، وأن تستورد دولة العسكر الأعلاف وتلغي جميع المستوردين، وأن تضبط أمورها في الدولار، وأن تعقد اتفاقيات مع الدول التي سيتم الاستيراد منها مما يسمح بوجود احتياطي إستراتيجي من الأعلاف .
وقال إن “صناعة الدواجن لن تعود لما كانت عليه، إلا بتكاتف كل الجهود، مع وجود سعر عادل لا يضر المستهلك والمنتج معا، ويتم ذلك من خلال لجنة فنية تحدد السعر العادل من خلال البورصة مع إلغاء سماسرة الدواجن، على أن تكون السماسرة لها أماكن في المحافظات من خلال تكوين بورصة فرعية للبورصة الرئيسية، مع طرح السعر الرسمي من خلال بورصة رئيسية توزع على 27 محافظة، ولا يوجد معضلة في تنفيذ ذلك، ولكنه أمر يحتاج إلى إرادة قوية، وكذلك رقابة تحدد الهدف المنشود، وهي أكبر مشكلة تواجهنا، فإذا لم يتم انضباط المنظومة ستستمر طفرات الأسعار”.
الدورة الإنتاجية
وكشف الدكتور علاء عبد السلام أستاذ تغذية الدواجن بكلية الزراعة جامعة عين الشمس أنه لا يمكن بيع الدواجن اللحم إلا إذا كان المنتج مضطرا للبيع في بداية الدورة الإنتاجية، وهذا في حالة عدم وجود علف، لأن قطيع إنتاج البيض يجب أن يأخذ الدورة الإنتاجية لكي يحقق المكسب الاقتصادي، وبعد انتهاء الدورة الإنتاجية ينتفي الغرض من الاحتفاظ بالدواجن، لذلك يتم بيع الدواجن الأمهات لحما.
وأوضح عبد السلام في تصريحات صحفية أنه في حالة تعرض مربي الدواجن لوجود نقص في الأعلاف هنا يضطر المنتج لبيع الدواجن لحما حتى لا تموت منه الدواجن، وهذا سيؤدي إلى مشكلة كبيرة جدا، لأنه سيؤدي إلى نقص المعروض من البيض وبالتالي سيرتفع السعر
وقال إن “الحل يكمن في توفير العلف لقطعان الدواجن لدى المربين، حتى لا يقل معروض الإنتاج من البيض، وبالتالي يرتفع السعر، وفي هذه الحالة سيحتاج الأمر إلى تعويض الدورة الإنتاجية التي ستحتاج فترة زمنية طويلة لتعويضها، وذلك حتى يتم البدء من جديد عمل قطعان لإنتاج البيض أي ستأخذ فترة زمنية طويلة لكي نستطيع الوصول مرة أخرى لحجم الإنتاج الموجود حاليا، ولكنها ستكون بتكلفة أكبر، لذلك يجب الحفاظ على الموجود.