يسعى لتلميع صورته .. ما سر الاستقبال الرسمي لملك مصر ومقال سعد الدين إبراهيم الذي يمتدح السيسي؟

- ‎فيتقارير

بصورة ملفتة للأنظار، انتشرت على المواقع الرسمية المصرية سلسلة أخبار تبين ظهورا مكثفا للملك أحمد فؤاد نجل فاروق أخر ملوك مصر وتحركات له غير مسبوقة في القاهرة، واستقبال رسمي وأداء تحية عسكرية.

الملك أحمد فؤاد، الذي يقيم مع أسرته في سويسرا اعتاد زيارة مصر وأماكنها السياحية، لكن بصورة عادية ويلتقي أصدقاءه في أحد فنادق القاهرة، ثم يسافر دون ضجيج.

لكن هذه المرة نُشرت فيديوهات رسمية لزيارة الملك أحمد فؤاد للنصب التذكاري للجندي المجهول تصحبه تشريفة رسمية واستقبله ضباط جيش كبار، وتم أداء التحية العسكرية له، ما تسبب في تساؤلات ساخرة عن إمكانية عودة الملكية لمصر. https://twitter.com/OElfatairy/status/1640657963038670848 https://twitter.com/KingFar12573093/status/1640447639870119976 كما تم تنظيم حفل إفطار بالنادي الدبلوماسي بوسط القاهرة على شرف الملك أحمد فؤاد الثاني ملك مصر السابق، بحضوره وحضور ابنة الأميرة الراحلة فريال وزوجها علي شعراوي، وحسين فخري، حفيد الملك فؤاد من الأميرة شيوه كار وحرمه.

وحضر الحفل وزير الطيران المدني الفريق محمد عباس والوزير أسامة هيكل وزير الإعلام السابق ووزير التربية والتعليم السابق طارق شوقي، ووزير التنمية المحلية الأسبق أحمد زكي بدر وهشام الشريف وزير التنمية المحلية الأسبق والوزير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق والسفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة السابقة ووزير السياحة والآثار السابق الدكتور خالد العناني، وعدد آخر من الضيوف الرسميين، وسخر مصريون من هذه الحفاوة الرسمية قائلين "هل هو المرشح المدني المفاجأة في انتخابات الرئاسة 2024؟". https://twitter.com/Manal_Abdelaal/status/1640697537572093953 تساءلوا، هو المرشح التوافقي في الانتخابات القادمة الذي تكلم عنه رئيس حزب الإصلاح والتنمية محمد أنور السادات؟ https://twitter.com/MHassan1293/status/164072476413313024 لكن مصريين أكدوا أن الأمر ليس صدفة وأن هذه الحفاوة بالملك (الابن) من قبل العسكر في مصر لها علاقة بسيناريو تلميع عبد الفتاح السيسي قبل انتخابات الرئاسة 2024.

أوضحوا أن الهدف ربما إظهار سماحة وتسامح نظام عبد الفتاح السيسي مع النظام الملكي السابق ضمن عمليات تلميع صورة السيسي قبل انتخابات 2023 الناشر والصحفي هشام قاسم تصور سيناريو لذلك في صورة مكالمة بين مدير المخابرات عباس كامل والملك بعد الحفاوة به والاستقبال الرسمي ويطلب منه في نهايتها أن يعلن الملك رأيه في ترشيح السيسي عام 2024 للرئاسة، كنوع من دعم الملك لمصر في الظروف الصعبة الحالية. https://twitter.com/hishamkassem/status/1641023049393754112

سر مقال سعد الدين إبراهيم

قبل هذا وفي تطور غريب يوحي بشعور السلطة بأزمة، مع قرب إعادة ترشيح عبد الفتاح السيسي لفترة اغتصاب ثالثة للرئاسة عام 2024 نشر الدكتور سعد الدين إبراهيم مقالا يؤيد السيسي لفترة رئاسة جديدة "إبراهيم" وهو أستاذ بالجامعة الأمريكية وكان رئيسا لمركز ابن خلدون الشهير للدراسات، روج في مقاله لما أسماه إنجازات السيسي التسعة، وجاء مقاله غريبا لذا رجح نشطاء أن تكون الأجهزة الأمنية هي التي كتبت المقال أو أملته عليه. النشاط والحقوقي "عمرو البقلي" أكد عبر حسابه على تويتر أن "الوقاحة وصلت لدرجة كتابة مقال في أحد الأجهزة السيادية، ونشره جبرا واقتدارا وعافية باسم سعد الدين إبراهيم في المصري اليوم، كتب يقول إنه "لو كان إبراهيم اعترض على ما فعلوه لتحمل العواقب، في إشارة لأنه ربما استقى المعلومة من إبراهيم أو أحد المقربين منه بأنه ليس كاتب المقال". https://twitter.com/ABakly/status/1635554330597289984

الإعلامي المصري  الذي يعيش في أمريكا حاليا حافظ الميرازي أكد ما قيل أيضا عن أن المقال تم إملاؤه على إبراهيم.

وهو ما طرح تساؤلات حول ما إذا كانت الأجهزة الأمنية والاستخبارية في مصر قررت اللجوء لدعاية جديدة للسيسي تروج لتوليه فترة رئاسية ثالثة في انتخابات 2024 عبر استغلال مشاهير من المعارضين السابقين بدلا من دعاية إعلام النظام التقليديين.

وكان "الميرازي" كشف عبر فيس بوك أن الدكتور سعد الدين إبراهيم كشف له أن مدير مكتب الفريق السيسي عباس كامل مدير المخابرات العامة الحالي تحدث معه عندما أراد السيسي الترشح للرئاسة عام 2014 مؤكدا أن عباس كامل طلب منه أن يساعدهم في الحملة، كما ساعد من قبل الفريق أحمد شفيق في وضع برنامج حملته الانتخابية".

وتحت عنوان "أؤيد السيسي لفترة رئاسة جديدة" نشرت صحيفة "المصري اليوم" التي تتحكم في خط تحرير الأجهزة الأمنية 11 مارس/أذار 2023 مقالا باسم سعد الدين إبراهيم بعنوان "أؤيد السيسي لفترة رئاسة جديدة" عدد فيه مزاعم 9 إنجازات للسيسي هي نفس ما تنشره وسائل إعلام السلطة وتروجه لجانها الإلكترونية لتلميع السيسي، ثم قال "لن أتردد في تزكية السيسي لفترة رئاسية جديدة" وقد ألمح الميرازي أن مقال سعد الدين إبراهيم مفروض عليه وأنه في سجن بلا أسوار، قال عن المقال المنشور "مُملى عليه  ولا أدري من صحفي أو صاحب الصحيفة أو أصحاب البلد".

وقد كشف "الميرازي" في تغريدته أنه سأل د. سعد الدين إبراهيم بعفوية "هو فين أحمد شفيق؟ ورد قائلا "ضيفي المسكين حكى دون فرامل الأمان للظروف المحيطة، لقاؤه العابر لدقائق في مناسبة مع شفيق، والذي قال لسعد إن "عندي بنات أخشى على سلامتهن فآثرت السلامة والانزواء" وأضاف د. سعد أيضا وهو يحكي للمرازي، كما أورد الأخير عبر فيس بوك أن "البرادعي ترك مصر أيضا لأن لديه ابنة وحيدة ولا يريد أحد تعريض سلامة أبنائه للخطر".

وهي روايات تؤكد أن ما كان يتحدث عنه سعد الدين إبراهيم خلال حكم الرئيس السابق حسني مبارك عن "جمهوريات الخوف" وسُجن بسببها، تسود مصر حاليا في ظل حكم رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، ولم يتبق على دوران عجلة انتخابات الرئاسة المصرية 2024 سوى أشهر قليلة، فمع نهاية العام الحالي 2023 من المفترض أن تُعلن إجراءات ومواعيد الاستحقاق الرئاسي المقرر في أبريل 2024، لكن لا أحد يتحدث عنها في مصر، وكانت الفقرة التي تنص على انتخاب الرئيس فترتين فقط 4 سنوات في كل مرة في دستور 2012 والتي بقيت في دستور 2024 تؤرق السيسي لأنها تعني انتهاء رئاسته وتركه السلطة في 2018 أو 2022 لو فاز بفترة جديدة.

لذا تم تعديل الدستور عام 2019 لكي يتم مد فترة الرئاسة إلى 6 سنوات في كل مرة، وتم تطبيقها بأثر رجعي علي السيسي لتنتهي رئاسته في 2024 ثم تم السماح له بتجاوز الفترتين السابقتين، باعتبار أن الدستور تم تعديله، لكي يرشح نفسه مجددا عام 2024 ويبقي حتى 2030 لو فاز.