مع اقتراب عيد الفطر المبارك تسود حالة من الحزن والاكتئاب في البيوت المصرية بدلا من الفرحة والبهجة، بسبب ارتفاع أسعار الكعك والحلويات بصورة جنونية تجعل أغلب المصريين، الذين يعيش أكثر من 70 مليونا منهم تحت خط الفقر وفق بيانات البنك الدولي، ولا يستطيعون شراءه لأسرهم حيث يتراوح سعر الكعك في المناطق الشعبية بين 100 و 150 جنيها ويصل إلى 300 جنيه في المناطق الراقية وهو ما يكشف أن الأسعار ارتفعت بنسبة من 30% إلى 50% مقارنة بالعام الماضي نتيجة ارتفاع أسعار الدقيق والسمن والزيوت وغيرها مع تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية .
وتؤكد ربات البيوت أن الأسعار تكوي جيوب عائلاتهم وتمنعهم من تلبية رغبات الأبناء من الكعك وحلوى عيد الفطر وغيره من مستلزمات.
وأعربن عن أملهن في توفر الميزانية والقدرة على تأمين الأموال لتحقيق آمال ورغبات أطفالهن.
أزمة كبيرة
وأكدت إحدى ربات البيوت، أن ارتفاع الأسعار تسبب في أزمة كبيرة لهم خلال شهر رمضان، خاصة في تلبية احتياجات العيد من كعك وبسكويت وغيره .
وقالت: "اضطررنا إلى شراء كمية قليلة من الكعك والبسكويت لإرضاء الأطفال، مشيرة إلى أن الإقبال على الجاهز أو الشراء بالوزن أكثر لأنه بنفس تكلفة المنزل ويخرج من الفرن بجودة أفضل".
وأكد حمادة عبد الوهاب، أن أسعار الكعك ارتفعت بشكل كبير هذا العام في ظل موجة غلاء الأسعار التي تشهدها المنتجات والسلع الغذائية .
وقال عبد الوهاب: "المواطنون لديهم حرص وحذر لضعف الإمكانات المادية، وبالتالي يشترون الحلوى على حسب الاستهلاك أو الاستخدام فقط، دون شراء كميات كبيرة".
وأرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الدقيق والزيت والمحروقات التي أثرت بشكل مباشر على أسعار الكعك.
وأشار «عبد الوهاب» إلى أن زيادة الأسعار تشكل ضغطا على الأسر، يدفعها إلى شراء احتياجاتها الأساسية فقط، وتقليل الكميات التي كانت تستهلكها من الكعك وتشتري كمية أقل تتناسب مع استهلاكها، للحفاظ على فرحة وبهجة عيد الفطر المبارك ، وفي الوقت ذاته لن يتسبب الشراء بكميات أقل في إرهاق ميزانية الأسرة الشهرية والضغط عليها في ظل ارتفاع الأسعار.
ظروف صعبة
وقال محمد عاطف إن: "الأسر اعتادت على مدار السنوات الماضية على شراء كعك العيد بكميات كبيرة وأصناف مختلفة من حلوى العيد، لكن بعد غلاء الأسعار هذا العام بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة ستخفض الأسر من كميات كعك العيد التي تشتريها بما يتناسب مع احتياجاتها ومتطلباتها دون زيادة في كمية الشراء".
وأكد عاطف أن الأسر لا تتحمل ارتفاع الأسعار وتسعى لتلبية احتياجاتها الأساسية من السلع الغذائية، ويعد كعك العيد من السلع غير الأساسية التي يمكن الامتناع عن شرائها.
وقالت مريم حسين، ربة منزل، إن: "شراء كعك العيد من العادات الثابتة قبل قدوم عيد الفطر المبارك وبعد انتهاء شهر رمضان الكريم، للاحتفال بالعيد وإدخال البهجة والفرحة في قلوب الأسرة خاصة الأطفال".
وأشارت إلى أن أسعار الكعك هذا العام مرتفعة جدا، ولن يستطيع الكثير من المواطنين شرائها بالكميات التي اعتادوا على شرائها سنويا .
وأضافت مريم حسين، الكعك غالي جدا في المحلات المعروفة، وده سيجعل الناس تشتري بكميات قليلة تكفي احتياجاتها لمدة يوم أو يومين فقط، لافتة إلى أن المحلات الآن غير مزدحمة مثل كل سنة قبل العيد لأن الناس لا تشتري، والذي يشتري يأخد كمية قليلة تكفي أسرته .
تراجع كبير
وقال عمر الصعيدي، عامل بمخبز وحلواني بالبدرشين إن: "إقبال الأسر على شراء الكعك والبسكويت تراجع بنسبة كبيرة مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب غلاء الأسعار".
وأشار الصعيدي في تصريحات صحفية إلى أن ستات البيوت أصبحن يفضلن عجن الكعك في الفرن وتقطيعه وتسويته في المنزل.
وأكد أن الأسعار ارتفعت إلى الضعف تقريبا، وبلغت أسعار الكعك الجاهز، 85 جنيها للكيلو والبسكويت 90 جنيها، والبيتيفور 95 جنيها، والغُريبة 90 جنيها، أما قُرص البلح فيباع بـ65 جنيها.
وأوضح الصعيدي أن الأسعار في وزن كيلو الدقيق الصافي الكعك بـ120 جنيها والبسكويت بـ125 جنيها والغُريبة بــ130 جنيها والبتيفور بـ150 جنيهً والقُرص بـ100 جنيه، وكيلو الدقيق يعطي كيلو ونصف الكيلو من أي منتج .
وأضاف، مكونات كعك العيد يحتاج كيلو الدقيق إلى نصف كيلو سمنة وربع زجاجة زيت والخميرة ونصف كيلو سكر، والبسكويت نفس المكونات بالإضافة إلى 8 بيضات بلدي، والبتيفور نفس مكونات البسكويت.
وكشف الصعيدي أنه يأخذ 10 جنيهات على عجن كيلو الدقيق، و10 جنيهات تسوية في الفرن، وفي حال إضافة خميرة، نأخذ 35 جنيها تشمل سعر كيلو دقيق والخميرة والمصنعية والتسوية، على أن تكون السمنة والسكر والزيت من بيت الزبون .
ارتفاع أسعار الكعك
وأكد محمد عبد الرازق صاحب محل حلويات بوسط البلد أن الأسعار الكعك ارتفعت بنسبة تقترب من الـ 50% مقارنة بالعام الماضي حوالي 30 جنيها للكيلو، مشيرا إلى أن سعر كيلو الكعك السادة 180 جنيها بالسمن البلدي ومكونات فاخرة وكذلك الملبن والعجمية والعجوة نفس السعر ، بينما سعر كيلو الكعك بالمكسرات يبدأ من 220 جنيها كعك العين الجمل وحتى 250 جنيها للكعك الفستق، وأما عن أسعار الغريبة باللوز 200 جنيه للكيلو ، والبيتي فور 220 جنيها للكيلو الممتاز و230 جنيها للبيتى فور بالمكسرات ،والبسكوت النشادر يبدأ سعره من 150 جنيها وحتى 180 جنيها للبسكوت بالشيكولاتة.
وأضاف عبد الرازق في تصريحات صحفية أن أسعار العلب المشكلة قد تكون مناسبة للعديد من الزبائن خاصة وأنها تحتوي على جميع الأصناف بكميات معقولة وأسعار أقل فمثلا سعر العلبة المشكلة من كعك سادة وملبن وعين جمل وغريبة وبيتي فور بأنواعه وبسكوت نشادر وشيكولاته وزنة 2 ونصف كيلو سعرها 500 جنيه، بينما سعر العلبة ال3 كيلو 600 جنيه والــ 4 كيلو 800 جنيه، كما توجد علب فاخرة صفيح سعرها يبدأ من 900 جنيه وحتى 1600 جنيه .
ركود الأسواق
وأكد عطية حماد، رئيس شعبة المخابز بغرفة القاهرة التجارية، أن أسعار كعك العيد هذا العام تختلف كثيرا عن أسعاره في العام الماضي، وتشهد ارتفاعا بشكل ملحوظ، في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع جراء الحرب الروسية الأوكرانية، مشيرا إلى أن الأسعار غير مستقرة خلال هذه الفترة .
وتوقع «حماد» في تصريحات صحفية تنخفض نسبة الشراء هذا العام، لافتا إلى أن الأسرة التي كانت تشتري بكميات كبيرة ستخفض من كمية شرائها هذا العام حسب نسبة استهلاكها بسبب الظروف الاقتصادية التي لا تسمح بالشراء بنسب زائدة عن احتياجاتهم.
وأشار إلى أن المواد الخام المستخدمة في إعداد الكعك مثل الدقيق والسكر والسمن والخميرة وغيرها من مدخلات ومخرجات الكعك ارتفعت أسعارها بشكل كبير خلال هذه الفترة، بجانب زيادة أجور العمال داخل المصانع والمحال، وزيادة صيانة المعدات أيضا، بما ساهم في ارتفاع أسعار حلوى العيد للمواطنين هذا العام، والتي تختلف من مكان أو منطقة لأخرى .
وأعرب «حماد» عن أسفه لأن الأسعار غير مستقرة ومن الممكن أن تشهد ارتفاعا اليوم وغدا داخل المحال التجارية للحلويات والمخابز، نتيجة عدم استقرار سعر الدقيق، والذي يزيد بشكل أسبوعي.
وكشف أن الأسواق حاليا تشهد حالة ركود بشكل ملحوظ، نتيجة اختلاف اهتمامات المصريين فيما يخص ثقافة الشراء، باعتبار أن كعك العيد ليس من الاحتياجات الأساسية للمنازل فمن الممكن الاستغناء عنه، حيث يركز المواطنون على شراء السلع الأساسية التي يحتاجونها، في ظل ارتفاع الأسعار للسلع والمنتجات الغذائية المختلفة خلال هذه الفترة.
وأوضح «حماد» أنه ليس هناك التفات كبير من الأسر لشراء حلوى العيد، وإن تم الشراء يكون بنسبة قليلة جدا مقارنة بالأعوام الماضية.