العنف الأسرى.. جاهلية العصر [3]

- ‎فيمقالات

«إحصائيات»

  صرحت رئيسة صندوق الأمم المتحدة للتنمية النسائية (يونفم) بقولها: إن أنثى، من بين كل ثلاث إناث فى العالم، تتعرض إما للضرب، أو لممارسة الجنس قسرًا، أو لإساءة معاملتها بشكل أو بآخر. 

 وجاء فى دراسة لمنظمة الصحة العالمية على 24 ألف سيدة من 10 دول، استغرقت 7 سنوات ونُشرت فى نوفمبر 2005م، عشية الاحتفال باليوم العالمى لمناهضة العنف ضد المرأة، أن واحدة من بين كل ثلاث نساء فى العالم تعانى العنف المنزلى، وأن 4- 12% من نساء العالم يتعرضن للضرب أثناء الحمل. 

 أما الأطفال المعاقون نتيجة إيذاء الأبوين، فقد بلغ عددهم فى الدول المتقدمة أكثر من (18000) طفل. 

 وفى أمريكا وحدها، ثبت أن:
 – 80% من الأطفال بها يتعرضون للإساءة، من أحد الوالدين أو من كليهما معًا، 26% منهم أصغر من 4 سنوات، وهناك ثلاثة أطفال يموتون يوميًّا بسبب الإهمال والإيذاء، وما بين عامى 1993، 1997 مات 5000 طفل بسبب العنف الأسرى، ويتعرض ما بين مليونين إلى أربعة ملايين طفل أمريكى للاعتداء سنويًّا. 

– 90% من الأمريكيات يتعرضن للضرب من شركائهن (الزوج/ الرفيق)، 30% من قتلى النساء بفعل الزوج أو الخليل. 

– وخلال عشرين عامًا (1976-1996) قُتلت 3260 امرأة نتيجة عنف عائلى. 

– وفى عام 1985 وحده، قُتل 2928 شخصًا على يد أحد أفراد عائلته.

 – وفى عام 1994 تلقى (243000) شخص الإسعاف فى غرفة الطوارئ  بسبب الجروح التى نتجت عن العنف، وكان قريب للعائلة هو السبب، وفاق عدد الإناث ضحايا الذكور بنسبة 9:1. 

– هناك -على الأقل- أربعة ملايين تقرير فى حوادث العنف العائلى ضد المرأة كل عام. 

– 5-10% من كبار السن، يعانون أحد أشكال الاعتداءات. 

 أما فى فرنسا، فيتعرض أكثر من مليونى امرأة للضرب سنويًّا، من الزوج أو الشريك؛ ما دفع أمينة سر الدولة لحقوق المرأة إلى القول: «حتى الحيوانات أحيانًا تُعامَل أحسن منهن، فلو أن رجلًا ضرب كلبًا فى الشارع فسيتقدم شخص ما بشكوى إلى جمعية الرفق بالحيوان، ولكن إذا ضرب رجلٌ زوجته بالشارع فلن يتحرك أحد!!».

 وفى بريطانيا، يُقتل أكثر من 200 طفل كل عام، من داخل الأسرة. ويتم ذبح طفل كل أسبوعين بمعرفة أقربائه ومعارفه. وفى عام 1995 سُجلت 6.6 مليون حادثة عنف عائلى، مات من بينها 1300 حالة. 

  وهناك 27 مليون امرأة (50% من المتزوجات) يتعرضن للضرب من جانب أزواجهن، أما ثلث هؤلاء المتزوجات (18 مليون امرأة) فيتعرضن للضرب بصورة متكررة. وأن أكثر من 50% من القتيلات كن ضحايا الزوج أو الشريك. 

 أما فى هولندا، فقد قامت السلطات بتوفير (10) مراكز إيواء فى كل مدينة من مدنها؛ لاستضافة الأزواج الذين يتم الاعتداء عليهم من زوجاتهم ويقمن بطردهم من البيوت. 

 وإذا انتقلنا إلى دولنا العربية والإسلامية، فسنجد أن الأمر بات مقلقًا، ويشكل خطورة على كيان الأسرة التى حفظت المجتمعات الإسلامية متماسكة على مدار قرون مضت. وإذا كنا سنورد إحصائيات وأرقامًا حديثة للعنف الأسرى فى الدول العربية فى موضع لاحق، إلا أننا ننوه بنتيجة إحدى الدراسات العالمية المقارنة التى أجريت فى أواخر الثمانينيات حول ظاهرة العنف العائلى، فى تسعين بلدًا، ووجد الباحث ديفيد ليفينسون أن 6 مجتمعات، من بينها مجتمعات عربية، تعد فيها ظاهرة العنف تجاه المرأة حالة نادرة.. بما يعنى أنه لا بد من وقفة جادة لمواجهة هذا الخطر الذى تخطى الشرائع والأعراف.