«واقع عربى ومصرى مؤلم»
يشكل العنف الأسرى فى بلدان العالم العربى ظاهرة، شئنا ذلك أم أبينا، والأرقام التى بين أيدينا تؤكد ذلك، وتلك من المفارقات العجيبة!! إذ لم نكن نتصور -ونحن أمة الرحمة- أن يكون بيننا هذا الكم الهائل ممن يرتكبون العنف ضد أولى أرحامهم وذويهم الضعفاء، متخطين بذلك نِسَبًا وأرقامًا لبلاد أخرى خالية من الإيمان لا يعرف أهلها قيمًا ولا أخلاقًا.
ومما يلفت النظر، أن تلك الأرقام العربية تزداد يومًا بعد يوم -على الرغم من ندرة المعطيات فى الوثائق الرسمية، وعلى الرغم من خصوصية العنف الأسرى داخل وطننا العربى- مما يزيد واقعنا ألمًا وحسرة، على تلك الأمة التى أرسل نبيها رحمةً للناس كافة، والتى توجب شريعتها العطف على الصغير والضعيف، ومعاملته بشكل حانٍ وعادل بما يحقق مصلحته وسعادته.
إن ملايين الأطفال والنساء، والخدم والمسنين على امتداد الوطن العربى، يتعرضون للعنف، على أيدى أناس من المفترض أن يحسنوا رعايتهم وتربيتهم، وأن يعاملوهم بالإحسان، والرفق واللين، وأن يهيئوا لهم بيئات طبيعية، يمارسون فيها حقوقهم الإنسانية التى وهبها الله لهم.
تشير الأرقام العربية إلى أن 90% من مرتكبى العنف الأسرى من الذكور، وأن 50% من حوادث العنف الأسرى تقع ضد الزوجة، وأن تعليم المرأة وعملها لم يشكلا دافعين لانخفاض العنف ضدها.
وتشير الأرقام المصرية إلى أن 60% من جرائم القتل، تقع داخل الأسرة، وأن 65% من الجرائم التى تُرتكب ضد الطفل أسرية، وأن جرائم القتل بلغت 44% من الجرائم السنوية ضد الطفل، وبلغت حوادث الاعتداء الجنسى 18%، والاختطاف 21%، والتعذيب 8%، والضرب 7%.
– وفى ثلاثة شهور (يناير ، فبراير، مارس 2009) وقعت 92 حادثة عنف أسرى، من بينها 63 حالة قتل (68.4%) ، 25% من الضحايا أطفال، من بينهم 6.5% رضَّع؛ تم قتلهم عن طريق (الدفن، الإلقاء من دور عالٍ، العض، الخنق، الإلقاء فى الشارع ، الترك دون طعام).
– كما تشير الأرقام إلى أن (80%) من أطفال مصر يعانون العقوبة البدنية.. وفى خلال عام واحد (2007م) قُتل (386) طفلاً بسبب العنف الموجه ضدهم، من بينهم (38) طفلاً قُتلوا على أيدى ذويهم بطرق مختلفة (خنق، إلقاء من الشرفات، الضرب بآلة حادة، إلقاء فى المصارف والترع، إلقاء تحت القطار، حرق، طعن بالسكين)، كما وقعت فى العام نفسه (120) حالة اعتداء جنسى، من بينها (21) حالة اعتداء أسرى، إما من جانب الأب، أو زوج الأم، أو الأخ، وقد قُتلت إحدى الحالات أثناء الاعتداء، وقد شمل الاعتداء: الاغتصاب، هتك العرض، التحرش، الشروع فى الاغتصاب.
– وفى خلال ستة شهور فقط (النصف الأول من عام 2008م) قُتلت 45 امرأة على يد أحد أقاربها -من بينهن 24 زوجة قُتلت على يد الزوج- من مجموع 78 ممن قُتلن من النساء، إضافة إلى حالة واحدة للشروع فى القتل، وثلاث حالات إجهاض، وأربع إصابات بدنية.
– وفى دراسة للباحث عزت الشيشينى، اكتشف أن سيدة مصرية واحدة من بين ثلاث سيدات تم ضربها مرة واحدة من قِبل الزوج -وكانت أعلى نسبة فى المناطق الريفية، وأن (18%) من النساء اللاتى تم ضربهن حدث لهن ضرر نتيجة لهذا الضرب، (10%) منهن احتجن لرعاية طبية.