“الأعلى للثقافة” مجاملات عائلية على مستوى الجوائز والمكافآت والفعاليات

- ‎فيتقارير

 

في عودة لعهد مجاملات فاروق حسني لمثقفي الحظيرة، فاز كُتّاب من عائلة واحدة بعدد من جوائز مسابقة نظمها "المجلس الأعلى للثقافة" فضلا عن فوز أبناء كتّاب وصحفيين بجوائز في المسابقة نفسها، وذلك بعد الإعلان عنهم وتكريمهم في حفل حضرته وزيرة الثقافة بحكومة السيسي، الثلاثاء 2 مايو، ضمن حفل لتوزيع جوائز المسابقة في مقر "المجلس الأعلى للثقافة" وسط القاهرة، حسب ما أعلنه أمينه العام هشام عزمي.

ونظم "الأعلى للثقافة" التابع لـ وزارة الثقافة  مسابقة للمواهب الأدبية، حملت هذا العام شعار "دورة الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، لعام 2023" وجاء الإعلان عن الفائزين بالجوائز عبر عدد من صفحات فيسبوك تخصّ الفائزين وأصدقاءهم، تبادلوا خلالها التهاني بالفوز.

وأعلن شاعر عامية يُدعى محمد المساعيدي عن فوز ابنه وبعض من أقاربه بعدد من جوائز المسابقة، مشيرا في منشور له على فيسبوك إلى فوز ابنه البكر أحمد محمد المساعيدي بالمركز الثاني مكرر في المسابقة، بينما فاز بالمركز الثاني ابن شقيقه علاء عاطف المساعيدي في فرع الدراسات النقدية، وفاز ابن شقيقه الآخر إسلام فتحي المساعيدي بالمركز الثالث في فرع الدراسات النقدية أيضا.

ونشر مغردون أسماء فائزين آخرين بجوائز في المسابقة، منهم نورهان نشأت المصري، وهي ابنة كاتب يُدعى نشأت المصري، كما فازت في المسابقة نهاد صلاح معاطي، وهي ابنة الكاتب والإذاعي صلاح معاطي.

 

وقال مراقبون: إنه  "من الظلم لبقية أفراد العائلة عدم حصولهم على جوائز مثل أقاربهم، فيما اعتبر آخرون منح الجوائز لثلاثة أشخاص من عائلة واحدة فضيحة للمجلس الأعلى للثقافة، وطعنا في مصداقية جوائزه ونزاهة محكّمي مسابقاته، مؤكدين أن ذلك مجاملات من أعضاء لجنة التحكيم لأصدقائهم الكتّاب والصحفيين".

وتتعرض جوائز وزارة الثقافة لانتقادات مستمرة من قبل مبدعين ونقاد يرون أنها تُجامل الأصدقاء، فيما يدافع مسؤولو الثقافة بالقول إن "تقييم الإبداعات يُسنَد إلى لجان تحكيم تظل موضع تقدير من الجميع حتى تُعلن الجوائز، ليخرج البعض منتقدين إياها".

مكافآت على غير العادة

وكان أشرف أبوجليل  الموظف السابق في ‏الهيئة العامة لقصور الثقافة ‏نشر وثيقة في 12 أبريل الجاري لبيان حسابي لمكافآت منسوبة لأحد قيادات المجلس الأعلى للثقافة المكلف حديثا بوظيفة قيادية بمكافآت عن شهر بمبلغ 26 ألف جنيه غير راتبه على الحساب البنكي له رقم 9818032209967781 .

وعلق قائلا: "ما أعلمه  بحكم عملى السابق كمدير عام وكرئيس إدارة مركزية ، أن مكافآت الشهر لا تصل إلى 10 بالمائة من هذا المبلغ ( أكبر مكافآة 2500 ) فكيف يصرف 26 ألف جنيه؟" وتقدم ببلاغه إلى جميع الجهات الرقابية أنشر هذا الحساب البنكي  ولمثقفي مصر، ضمن سؤال إلى أعضاء اللجان الحاليين والطامعين مستقبلا في عضوية اللجان البالعين لسانهم خوفا وطمعا.
 

وكشفت "اليوم السابع" في تقرير لها عن أن مقرري وأعضاء اللجان فى المجلس الأعلى للثقافة يخططون للندوات ويحاضرون فيها ويحضرونها ثم يكافئون أنفسهم.
 

وقال التقرير: إن "فعاليات المجلس الأعلى للثقافة، فى الندوات والمؤتمرات الأدبية والثقافية، يقتصر المحاضرون بها، فى أغلب الفعاليات، على مقرري اللجان بالمجلس، الذين يقومون بتنظيم الفعالية ويحاضرون فيها، ويكونون هم أنفسهم، ضيوف الندوات من أعضاء اللجان نفسها، وكأن مقرري أعضاء اللجان يقومون بالفعاليات لأنفسهم وليس لزيادة الوعي الثقافي، كما هو الهدف المعلن منها".

وأضاف التقرير أنه عند مراجعة الفترة الماضية في المجلس منذ الإعلان عن لجان المجلس الأعلى للثقافة تبين أن أغلب الفعاليات إن لم تكن كلها يكون مقرر اللجنة أو أحد أعضائها على أقل تقدير هو مدير الجلسة للحوار، أو حد ضيوف المنصة.

وأمام انتشار الظاهرة في أغلب اللجان، اعترف الدكتور حاتم ربيع، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة السابق، أن بعض مقرري اللجان وأعضائها يقومون بتنظيم الندوات ويحاضرون فيها، مشيرا إلى أنه وجه جميع مقرري اللجان بضرورة عدم تكرار الأمر.