يبدو أن الجنرالات لا يمكنهم قبول أي حل إلا الفتك بشريكه الانقلابي في غابة يحكمها ابتداء الاستئثار بالسلطة والثروة، فمن عواجل وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب) نقلا عن دبلوماسي سعودي الإثنين 8 مايو 2023، أن "مفاوضات وقف إطلاق النار في السودان لم تحرز تقدما كبيرا، وأن الوقف الدائم لإطلاق النار ليس مطروحا وكل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة، رغم أنه بحسب الخارجية السعودية أن ممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شرعوا السبت في محادثات تمهيدية في مدينة جدة لوقف إطلاق النار، وتسهيل وصول مساعدات إنسانية طارئة إلى السودان.
وأعرب ناشطون ومراقبون عن صدمتهم من إعلان سكرتير نقابة أطباء السودان في تصريحاته لـ"الجزيرة مباشر" وهو يحذر من أنه "إذا لم يتم إيصال المواد الطبية الأساسية للمستشفيات فستخرج عن الخدمة، داعيا الجيش وقوات الدعم السريع عدم استخدام المستشفيات ضمن عملياتهم العسكرية".
وطالب أيضا بالوقف الفوري للحرب وأدان الخروقات بحق المدنيين والعاملين في السلك الطبي، وقدر أن الخسائر متواصلة، حيث انقطع التيار الكهربائي والماء عن المنازل وأن حالات الوفيات وانتشار الأوبئة في ازدياد بعدما قصف الجنرالات 17 مستشفى وبات أكثر من 60 مستشفى خارج الخدمة.
وأعلن أن أرقام الضحايا التي لدينا أقل بكثير مما هي عليه في الواقع، مطالبا بفتح ممرات آمنة لضمان الوصول إلى المستشفيات.
ولا يغيب أن حجم القتلة حتى الآن قارب ال600 شهيد ونحو 6 آلاف مصاب، فضلا عن 115 ألف نازح ولاجئ إلى دول الجوار نصيب مصر منها نحو 65 ألفا.
مناشدات لا تتوقف
وأصدر "المجلس الأعلى للإدارة الأهلية-إقليم دارفور" بيانا لرصد التداعيات التي خلفتها الحرب على السلطة، دعا فيه إلى السلم الأهلي في السودان، مساندا لكل المبادارات القومية والإقليمية والدولية لإيقاف الحرب والاقتتال من أجل سلامة المواطن ومصلحة الوطن وسلامة البنيات التحتية والمرافق العامة.
وأعتبر "المجلس" الإقليمي أن الحالات الإنسانية الحرجة تحتم علينا السعي الجاد من أجل أن تضع الحرب أوزارها.
وبعدما وصل الاقتتال في دارفور تمكنت مبادرات ومجهودات ولائية في ولايات دارفور الخمسة بقيادة زعماء الإدارات الأهلية والأعيان والصحفيين والإعلاميين والخيرين في حقن الدماء والاستقرار واستتباب الأمن وهدوء الأحوال.
غير أن المجلس الأعلى للإدارات الأهلية ناشد حركات الكفاح المسلح بالتدخل العاجل والتنسيق مع أطراف النزاع في دارفور لتأمين الطرق ومداخل المدن والمرافق والمؤسسات العامة وممتلكات المواطنين والقوافل التجارية ومنع الاقتتال القبلي.
الحرب العبثية
وتحت عنوان أوقفوا الحرب العبثية قال الكاتب السوداني عماد السنهوري: "اندلعت الحرب وزاد إشعالها أمراء الحرب والمستفيدون من ذلك الدمار الذي طال البلاد والعباد".
وعلق على تصريحات زعيم الجنجويد (حميدتي) بدعمه للديمقراطية ومن أجل الشعب ويتأسف على وقوع قتلى فهي ضريبة لابد من دفعها قائلا: "من نصّبك لذلك ومن فوّضك لتقوم بذلك؟ لقد قالها الشعب بصورة واضحة إن البندقية لن تأتي بالديمقراطية، وسينالون حريتهم وديمقراطيتهم بسلميتهم التي أزالت أعتى الديكتاتوريات والحكومات الشمولية، وسلميتنا التي تحدث عنها العالم أجمع، وأصبحت مثالا لمن يرغب في التغيير، فلماذا دوما تقودوننا لحروب عبثية لا ناقة لنا فيها ولا جمل؟ لماذا دوما من يحملون السلاح يقررون لنا ما نريد وهو كذب وافتراء يا من سرقتم ثورتنا".
وأدان السنهوري الجانبين وقال "استغربت جدا التصريحات عند انطلاق محادثات جدة بين الجنجويد وجيش السودان، فقد قال المتحدث الرسمي للجيش السوداني إن الوفد ذهب للتشاور في الهدنة وليس لإيقاف الحرب بصورة دائمة، طيب لماذا ذهبتم إلى هناك؟ وقال عضو الوفد وكيل وزارة الخارجية إننا لن نلتقي مباشرة بوفد الدعم السريع، فلماذا ذهبتم؟ ما الفائدة من إعلان مباحثات من الأصل وليس في نية أحدكم إيقاف الحرب؟ هل هي لتطويل أمد الحرب ولقتل الأبرياء من المواطنين ولتضييق العيش عليهم وإجلائهم من بيوتهم؟".
واتهم السنهوري "الحكومات الشمولية والديكتاتورية والعبثية التي تعود بالبلاد للعصور الحجرية، الشعب طالب بحكم مدني لا يسمع فيه صوت الرصاص إلا في جبهات القتال لاستعادة الأراضي المحتلة من الوطن الحبيب، مشيرا إلى أن الشعب يرغب في سلام مستدام وفي تنمية متوازنة وقبلها عدالة وحكم رشيد، وكل ذلك لا يأتي بالبندقية ولا بالحروب العبثية، وإنما بالعلم والمهنية والكفاءة في إدارة البلاد التي حباها الله بجميع أنواع الموارد التي تجعل منها دولة حديثة وعظمى، ولكن المستفيدين من الحروب يرغبون في تدميرها، داعيا "اللهم اطفئ نار الحرب والعسكر للثكنات والجنجويد يتبل ويتحل".
اتهامات متبادلة
وعبرت منصات على مواقع التواصل الاجتماعي منها؛ @hereSudan بأمثلة لانتهاكات آل دقلو (الدعم السريع)
وقدمت أدله بالأسماء والزمان والمكان.
https://twitter.com/hereSudan/status/1655220768215650305
وكذلك فعل آخرون وكتب حساب @aboallieng "المسار الحالي للحرب لو سارت الأمور كما يريد الجيش فسيقود نحو عسكرة الدولة وتقويض الفضاء السياسي المدني لصالح هذا الأمر، فالخطاب التحريضي المصاحب للخطاب التعبوي على دعاة الاتفاق الإطاري ثم نقابة الأطباء والآن لجان المقاومة شواهد تدل على ذلك".
فيما قال مراقبون: إن "الحرب الدائره حاليا في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع هي حرب على السلطة، وليست من أجل الحرية والديمقراطية كما يدعون ، عدد الضحايا المدنيين بالآلاف، مشيرين إلى أن الشعوب هي من تدفع فاتورة الصراع على السلطة؛ مصر وسوريا وتونس وليبيا والسودان واليمن".
وأوضحوا أن الشعوب العربية دون غيرها عندما تنوي ثورة حرية وكرامة وديمقراطية يصنفهم الإعلام بالإرهابين والعملاء والخونة، لأنهم مدنيين ولكن عندما يتصارع العسكر من أجل السلطة، يطالبهم نفس الإعلام بالجلوس والتفاوض والحجة الوطن.
وأبان نشطاء أنه "هو حتى لو تمت انتخابات كالمرتقبة في مصر بل ويشرف عليها قضاء شامخ تكون النتيجة معروفه مسبقا، وهي نجاح من من يملك السلاح الذي يحكم ويدعي أنها انتخابات نزيهة".
الخبير التنموي نادر الفرجاني كتب عبر @nfergany "لهفي على أشقائنا من جنوب الوادي الفارين من الاقتتال بين كلبي العسكر المسعورين والمأجورين للحلف الخليجي الصهيوني في السودان، واللاجئين لجحيم عصابة عسكر احتلال مصر من فقر وجوع وغلاء جامح يؤذي عموم أهل مصر".
وأضاف حساب عادل @mdlswyd84689814 ، "عسكر مصر هم عسكر السودان عبيد للمال، لا ملة ولا شرع ولا دين".
ودون د. فارس @FarisWagih "استمرار الحكم العسكري للسودان هو الدعامة للحكم العسكري في مصر ، لماذا أرسل البرهان مبعوثا لمقابلة وزير الخارجية المصري دون سواه؟ لأن مصر تدعم عسكر السودان ، المدنية والديمقراطية في السودان هي خطر على النظام في مصر ، الطائرات التي تجوب سماء الخرطوم هي مصرية".
وبمقولة: "عندما تقوم الحرب يستدعى الفقراء وعندما تنتهي الحرب يستدعى الحرامية لتقسيم الغنائم".
وعلق حساب @edresbodabest محذرا من أن الصراع اللسلطة قد يفضي إلى لا شيء بالقول: "الجنجويد تسببوا بانفصال جنوب السودان بعد أن قرر الأهالي هناك التصويت لفك الارتباط عن الشمال، وحاليا بجانب الجيش يتسببون بحرب أهلية واقتتال داخلي قد يفضي لانقسام السودان إلى عدة دويلات".
مضيفا "من يشك أن عسكر الانقلاب والخراب بالبلدان العربية هم عملاء تقليديون للصهاينة فليراجع عقله ".