رعب وملاجئ ومستشفيات.. ألف صاروخ غزاوي تدفع نتنياهو لقبول التهدئة تحت ضغوط الجنرالات

- ‎فيتقارير

قبل أن يدخل وقف إطلاق النار التنفيذ الذي توسطت فيه مصر ووافقت عليه المقاومة والاحتلال، دون تأكد من الالتزام الكامل به، أظهر الاحتلال الصهيوني أنينه عبر وسائل الإعلام، في اليوم الرابع من العدوان الصهيوني السافر على قطاع غزة، بعدما بات تحت نيران غير مسبوقة من قطاع غزة، بعد إطلاق قرابة الألف صاروخ من قبل المقاومة الفلسطينية والغرفة المشتركة للفصائل المجاهدة والظاهر، منها في المواجهة حركة الجهاد الإسلامي رغم استشهاد قادتها الستة وفيهم مسؤولو العمليات وقادة سلاح الصواريخ قصيرة وطويلة المدى.

ففي الوقت الذي وصل فيه عدد شهداء غزة إلى نحو 31 شهديا وأكثر من 100 إصابة ضمن رصد وزارة الصحة الفسلطينية آخر تطورات العدوان المتواصل على غزة في يومه الرابع، أعلن جيش الاحتلال الصهيوني، أنه رصد إطلاق 973 قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه الأراضي المحتلة، منذ بداية العدوان على غزة، يوم الثلاثاء الماضي وحتى الساعة السادسة من مساء الجمعة 12 مايو.

ضغوط على نتنياهو
رئيس حكومة الاحتلال الذي يعقد اجتماعاته في غرف مغلقة متحسبا الأوضاع بشكل أمني، يتعرض لضغوط متلاحقة وتصريحات إعلامية غير خافية من قادة الجيش والمخابرات في تل أبيب لوقف العدوان على غزة، بحسب القناة "13" الصهيونية وبقية القنوات.
 وقال مراقبون: إن "ذلك ليس لدوافع إنسانية بعد مقتل نحو 5 نساء من غزة و6 أطفال، ولكن لإدراكهم أن رهاناتهم فشلت وأفضت إلى مزيد من التآكل على قوة الردع الصهيونية وعرت منظومات الدفاع الجوي ومقلاع داوود الذي يرفع فاتورة الحرب التي بدأها الاحتلال الثلاثاء في 9 مايو الجاري".

ومن جانبها قالت القناة 14 الصهيونية: إن "رئيس أركان جيش الاحتلال وجهاز الأمن العام أوصوا بالسعي لوقف إطلاق النار في غزة بزعم أن الاحتلال استنفذ معظم أهداف الاغتيالات والتصفية بحسب ما أفادت تقارير إسرائيلية".
 

ونقل الإعلام الصهيوني عن عضو الكنيست تسفيكا فوغل قوله: "لا أريد أن أضع نفسي في موقع مسؤولية عن مليوني فلسطيني في قطاع غزة، لكن إذا تمكنا من نزع السلاح من حماس أنا على استعداد لمنحهم مطارا وميناءا بحريا غدا، وإذا استمروا في إلحاق الضرر بنا فويل لهم الدليل الضفة، قتل بدم بارد و مصادرة أراضيهم ".

حتى إن أكبر حكماء الجيش رئيس ركن الاستخبارات سابقا، عاموس جلعاد قال: "إسرائيل تجنبت المساس بحماس في هذه الجولة وهي خطوة صائبة، لأنها لا تمتلك استراتيجية للتعامل مع حماس , لذلك من الأفضل إنهاء الجولة".
 

وفي دورياتهم الصحفية علق الكاتب الصهيوني "يوني بن مناحيم" على حجم القوة الصاروخية التي تلقتها تل أبيب ومستوطنات غلاف غزة أنها لا يمكن أن تكون من حركة الجهاد الإسلامي فقط : "حماس خدعت إسرائيل وهي تقود المعركة بغزة من خلف الكواليس وتوجه جميع التنظيمات، بشكل لا يؤدي إلى مواجهة شاملة، حماس ستجبر إسرائيل على إنهاء الجولة.".

أما عاموس هرئيل بصحيفة (هآرتس) فقال : "إسرائيل ليس لديها حل حقيقي لمحنة غزة وللمخاطر الأمنية التي يشكلها القطاع تحت حكم حماس".

في حين أنه في مثل هذا اليوم 12 مايو 2021 توافق الذكرى السنوية لاستشهاد قائد لواء غزة في كتائب القسام القائد باسم عيسى وثلة من إخوانه القادة والمجاهدين خلال قصف الاحتلال لمواقع ومقدرات المقاومة بغزة.
 

ولا تعلن حكومة الاحتلال عن أرقام ضحاياها من سكان المستوطنات إلا على أضيق الحدوج ومنها إعلان الاعلام العبري ظهر اليوم "العثور على مستوطنة تبلغ من العمر 17 عاما جثة هامدة في حولون في تل أبيب".

تجنب الإعلان كشفه فيديوهات ومقاطع على وسائل التواصل الاجتماعي سواء كانت باجتهادات فردية من الصهاينة أم بنقل من أرشيف القنوات المحلية الصهيونية ومنها فيديو لمستوطن يروي اللحظات المرعبة التي عاشها لحظة سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة على مبنى في مستوطنة "رخوفوت" جنوب تل أبيب، مساء أمس فقال إنه رأي جثثا وأكواما.

وقالت التحقيقات الأولية: إن "الصاروخ الذي سقط في روحوفوت جنوب تل أبيب صُنع في غزة ، مداه ٧٠ كم و وزن رأسه الحربي ٢٠كج، فشلت القبة الحديدية في إسقاطه".

ور(خ) حوفوت جنوب تل أبيب التي قصفتها غزة هذا المساء هي مستعمرة صهيونية أقيمت على أنقاض قرية زرنوقة الفلسطينية التي هجر أهلها عام ١٩٤٨.

وبخلاف الصواريخ التي أحصاها جيش الاحتلال، أطلقت المقاومة على مواقع عسكرية قريبة من القطاع مثل؛ كيسوفيم وناحل عوز وصوفا شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة بعشرات قذائف الهاون.

ولم تتطرق تحليلاتهم للهجوم السيبراني الذي شنته مجموعة أنونيموس السودان على مواقع إلكترونية صهيونية بالرغم من تأثير ذلك الواضح عليهم، فقالت المجموعة في بيان لها: "نحن الآن نهاجم صفارات الإنذار في إسرائيل ، بما في ذلك القبة الحديدية ، بالتوفيق يا غزة".

وساندت لجان إلكترونية عربية تغريدات تنتقص من أداء المقاومة أو تنشر صورا لم تتبناها المقاومة بادعاء أنها مضللة للتضخيم من قدرات صواريخ حماس بإدعاء جديد وهو أن هذه الصواريخ أثبتت فشلا ذريعا في مواجهة القبة الحديدية الإسرائيلية، على عكس ما أعلن عنه جنرالات الجيش الصهيوني.

حتى إن ناشطين كشفوا عن رسائل تبثها أجهزة الجيش الصهيوني إلكترونيا مفادها تهديد بعبارات مثل  "كل لحظة تمر بدون قبول الجهاد وقف غير مشروط لإطلاق النار فهذا يعني أن الحركة ستخسر المزيد".

وسطاء عرب

وعلى صدى رسائل الصهاينة أعلنت (بي بي سي) أن السيسي ونتنياهو وعبدالله الثاني وبلينكن سيبحثون وقف إطلاق النار اليوم الجمعة وقالت "هناك عقبة تتعلق بطلب الجهاد وقف الاغتيالات وحتى اللحظة هناك صيغة يجري التوافق عليها للخروج من هذه العقبة".

وجاء تدخل الوسطاء بما في ذلك واشنطن بعدما كشف الشاباك وجيش الاحتلال للإعلام الصهيوني عن توصية بالسعي لوقف إطلاق النار بغزة بزعم استنفاد أهداف عمليات الاغتيال ضد قادة المقاومة.

هذا في الوقت الذي كشف فيه الاحتلال قليلا عن أكثر من 55 إصابة في صفوف المستوطنين في قصف المقاومة تل أبيب ومستوطنات غلاف غزة، بينما قالت نجمة داود الحمراء إن "57 مستوطنا أصيبوا من صواريخ المقاومة" وقال جيش الاحتلال إن "نحو 54 مستوطنا نقلو لمستشفى برزلاي بعد إصابتهم بالهلع".

وعليه طلب قائد جيش الاحتلال هاليفي ورئيس الشاباك رونين من نتنياهو السعي لإنهاء العملية العسكرية في غزة؛ بسبب استنفاد معظم الأهداف.

وحسب "سي إن إن" قالت مصادر مصرية: إن "اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة "اصطدم بعقبة" دون الإفصاح عن طبيعة "العقبة" ونقلت عن متحدث للجهاد الإسلامي أن إسرائيل رفضت تقديم التزام بوقف سياسة الاغتيالات.