“واشنطن” تغرم “أبوظبي” فاتورة مهام دفاعية.. وناشطون: ليسوا أكثر من محفظة أموال

- ‎فيعربي ودولي

رأى مراقبون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن طلب واشنطن نفقات تزويد الطائرات الإماراتية بالوقود أثناء مساعدة أبوظبي في صد الهجمات الحوثية قبل أشهر تسبب بصدمة من الإماراتيين، وأن سبب ذلك أنهم باتوا بالنسبة لشريك مهم كالولايات المتحدة ليسوا أكثر من محفظة أموال، في حين أن نظرة الناشطين مستوحاة من خبرات عربية في التعامل مع (العم سام) من أن المتغطي بالأمريكان عريان.
 

صدمة إماراتية 
وقال باراك رافيد من موقع أكسيوس الأميركي: إن "المسؤولين الإماراتيين صدمهم العام الماضي طلب نظرائهم الأمريكيين أن تدفع الإمارات مقابل المساعدة العسكرية التي تلقتها لصد هجوم الحوثيين على أبو ظبي، وفق مسؤولين  إماراتيين وأميركيين تحدثوا لي في كتاب ( سلام ترامب) والذي تم نشره باللغة الإنجليزية هذا الأسبوع".

وأضاف تقرير أكسيوس (الموقع الممول من جيب حكومة أبوظبي والذي ينطلق من واشنطن) نقلا عن رافيد أن المسؤيلين الإماراتيين وتحديدا المقربون من ولي العهد آنذاك محمد بن زايد، كان هذا دليلا آخر على شعوره المتزايد منذ هجوم 17 يناير 2022 بأن الولايات المتحدة تخلت عن الإمارات في وقت الحاجة.

وفي تلميح لقدرات القوات الجوية في الإمارات، كشف بارك رافيد عن رسالة نقلها عن الجيش الإماراتي أنه أبلغ محمد بن زايد أن أفضل طريقة لاكتشاف واعتراض الطائرات بدون طيار القادمة بالقدرات الحالية لدولة الإمارات هي من خلال تحليق طائرات F-16 ووميراج 2000 في الجو في جميع الأوقات، بحسب المسؤولين الإماراتيين، ولكي يحدث ذلك، فالإمارات بحاجة إلى قدرات إعادة التزود بالوقود لناقلات الطائرات الاستراتيجية التابعة للقوات الجوية الأمريكية KC-135، والتي تم نشرها في قاعدة الظفرة الجوية في أبو ظبي في ذلك الوقت.

وتابع، وافقت الولايات المتحدة على الطلب الإماراتي وزودت الطائرات المقاتلة الإماراتية بالوقود مرات عدة، وفقا لمسؤولين أميركيين وإماراتيين.

وأشار إلى أنه بعد الهجوم الصاروخي بطائرات مسيرة العام الماضي 2022 على أبو ظبي، عقد محمد بن زايد اجتماعا طارئا مع قادته العسكريين لاتخاذ إجراءات فورية للدفاع عن البلاد من الهجمات الإضافية، مضيفا أنه بعد أيام من الهجوم الثاني على أبو ظبي، وصل الملحق العسكري في السفارة الأمريكية لعقد اجتماع مع كبار المسؤولين العسكريين الإماراتيين.

 

من يدفع الفاتورة ؟
وكما كانت فاتورة حرب العراق على حساب العرب من السعودية والإمارات والكويت، نقل رافيد عن الطلب الأمريكي من أبوظبي فقال: "أخبرني المسؤولون الإماراتيون أنهم اعتقدوا أنه جاء لمناقشة هجمات الحوثيين، ليكتشفوا أن الاجتماع كان بشأن شيء مختلف تماما، وسلم الضابط العسكري الأمريكي الكبير نظيره الإماراتي فاتورة لتزويد طائراتهم بالوقود.".
وأضاف "الإماراتيون الذين رأوا هجوم الحوثيين على أنه 11 سبتمبر شعروا بالإهانة الشديدة.".
وبالمقابل، نقل الصحفي اليهودي عن مسؤولي البيت الأبيض والبنتاجون أن الطلب كان خطأ من حيث الجوهر والأسلوب، مضيفا أنهم يأسفون لذلك.
ونقل عن عضو مجلس وزارة الخارجية ديريك شوليت أن "الشيخ محمد كان مستاء بشكل مفهوم، وشعرت بالسوء لأن الكثير من الوقت قد انقضى، دون أن نملك مؤشرا على أنه كان يشعر بالضيق، لقد أخذنا الأمر على محمل الجد بالتأكيد وشعرنا أننا استجبنا بطريقة اعتقدنا أنها تتفاعل مع حاجة أصدقائنا، لكن الشيخ محمد كان شعوره مختلفا".
يذكر أن العلاقة بين الولايات المتحدة والإمارات تراجعت في وقت سابق إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، واستغرق الأمر شهورا قبل أن يبدأ البلدان في إصلاح العلاقة، التي عادت إلى مسارها الإيجابي فقط بعد اجتماع الرئيس بايدن مع محمد بن زايد في جدة في يوليو الماضي.

 

محفظة فلوس!

ومن على منصة الصحفي زيد بنيامين قال عدنان @adnanalqh : "كل الدول وليس دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتواجد فيها وحدات عسكرية أميركية ومنها دول الإتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية واليابان والفلبين تشارك في دفع النفقات ومتفق عليها مسبقا وكلما تطلب ذلك، ولكن ليس بهذا الأسلوب الخارج عن الآداب والأعراف الدبلوماسية".
في حين قال أبو أيمن @aboAymen2020: "بيدفعوا قيمة الفاتورة ورجلهم على رقابهم ، هم مجرد محفظة فلوس ولا يمكن أن يصمدوا أبدا دون حماية أمريكا".
وأشار أحمد @AhmadHamidaoui إلى عقوبة موالاة الأعداء فكتب "الإجابة هذه واضحة قبل ١٤٠٠ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
ولفت جلال @AeDjalil_Dz إلى أن الأمريكان لا يعتبرون الإمارات سوى ذلك ، هم أصلا لا يقيمون لهم وزنا إلا بسبب أموالهم.
في حين استعرض مراقبون أن "العشم" الذي غير صفحة وجه محمد بن زايد سببه الدعم من أبوظبي المتواصل لأمريكا فكتب حساب عابر سبيل @Maz38649877 عن ذلك "هههههههه تذكرت لمن دفع الإماراتيون  مساعدات بالملايين لأمريكا بعد كارثة حصلت لهم".
ورغم أن الإمارات لم تنف فحوى التقرير أو شكله إلى أن مغردين نافحوا واستشكلوا فقال حساب @lehbaishi : "لاأعتقد أن هذا الكلام صحيح لأن الإمارات تمتلك طائرات التزويد بالوقود في الجو" وأضاف سيف "الإمارات لديها طائراتها للتزود بالوقود و ليست بحاجة للأمريكان".

وكتب أبو المعالي @abw_aly72865 "أستغرب من كثير من التعليقات ليش طلب الأمريكان من الإمارات دفع الفواتير،  وكأنها أول مرة الخليج كله يدفع الفواتير ولا ما حظر ولا جندي أمريكي عندهم حماية مقابل الدفع، لكن السؤال الأهم والغريب متى نعتمد على أنفسنا ونحمي بلداننا دون العوزة للأمريكي أو غيره رغم ثرائنا الفاحش".
في حين رأى صلاح @salahibd أن صدمة الإماراتيين غير مبررة وقال: "المشكلة هي كيف تشعر بالصدمة من أمر متوقع واعتيادي، نفقات الدفاع الأمريكية معتمدة من خلال موازنات تناقش في الكونجرس، وهذه الموازنات من حيب دافع الضرائب الأمريكي، وليست ملكية عائلية".
أما حسن  @bhasan77 فاستنبط خلاصة وهي "لذلك المتغطي بالأمريكان عريان، ولذلك حماية المنطقة برمتها لن يحصل إلا بطرد الأمريكي والتفاهم المشترك بين الجيران، أتوقع أنهم قد استوعبوا الدرس متأخرا، لكن بالتأكيد أفضل من عدم استيعابه مطلقا".
وتساءل عبدو @Abdou_el_Karf عن قيمة ما طلبته أمريكا ،الفاتوره بكام ؟.
في حين نصح عامر @amr08443075 عيال زايد المصدومين "اشربوها باردة، مرتين قبل الأكل" لأنه في نزر هالة عمر @Halaoma65931594 فإن "أمريكا مش بتعمل حاجة لله".