شعر بأن الولايات المتحدة تخلت عن الإمارات.. شيطان العرب يعاني الاكتئاب

- ‎فيتقارير

خلف أبراج يتفاخرون بها، وأجواء حياة يتباهون بها، توجد سلطة يصفها الكثيرون بالقمعية والوحشية، مدت أيديها لخارج حدودها، فتدخلت في شؤون الدول وتلاعبت بمقدرات الشعوب. سلطة إماراتية يقودها محمد بن زايد والذي يوصف ليس من فراغ بأنه شيطان العرب.

وكشف موقع “أكسيوس” الأمريكي، عن أن المسؤولين الإماراتيين صُدموا العام الماضي عندما طلب نظراؤهم الأمريكيون أن تدفع الإمارات العربية المتحدة مقابل المساعدة العسكرية التي تلقتها في أعقاب هجوم الحوثيين على أبو ظبي.

 

شيطان العرب

لطالما كان محمد بن زايد ولا يزال، مثار انتقادات حادة في الداخل الإماراتي نفسه وخارجه بسبب سياساته القمعية ومخططاته التخريبية لتمتد إقليميا ودوليا؛ إثر سياسات منبوذة اتبعتها السلطات هناك.

قضايا عديدة جلبت نيران الانتقادات العاصفة لمحمد بن زايد، قادت إلى وصفه بأنه “شيطان العرب”.. لقب كان أول من أطلقه عليه قبل سنوات موقع “الحرية والعدالة” والذي يكاد يكون أول علامة تجارية وماركة مسجلة يعرفها الإعلام العربي.

وقال مراسل “أكسيوس” في تل أبيب، الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد نقلا عن مسؤولين إماراتيين، إنه بالنسبة لولي العهد آنذاك محمد بن زايد، كان هذا دليل آخر على شعوره المتزايد منذ هجوم 17 يناير 2022، بأن الولايات المتحدة تخلت عن الإمارات في وقت الحاجة.

وبحسب الموقع، فقد تصاعدت العلاقة بين الولايات المتحدة والإمارات إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، في حين استغرق الأمر شهورا قبل أن يبدأ البلدان في إصلاح العلاقة، التي عادت إلى مسارها الإيجابي فقط بعد اجتماع الرئيس بايدن مع محمد بن زايد في جدة في يوليو الماضي.

ووفقا للتفاصيل، فإنه بعد الهجوم الصاروخي بطائرات مسيرة العام الماضي على أبو ظبي، عقد محمد بن زايد اجتماعا طارئا مع قادته العسكريين لاتخاذ إجراءات فورية للدفاع عن البلاد من هجوم آخر.

ونقل “رافيد” عن المسؤولين الإماراتيين، أن الجيش الإماراتي أخبر محمد بن زايد أن أفضل طريقة لاكتشاف واعتراض الطائرات بدون طيار القادمة بالقدرات الحالية لدولة الإمارات كانت من خلال وجود طائرات إف -16 وميراج 2000 في الجو في جميع الأوقات.

وأوضح الجيش الإماراتي لمحمد بن زايد حينها، أنه لكي يحدث ذلك، تحتاج الإمارات إلى قدرات التزود بالوقود عبر ناقلات القوات الجوية الأمريكية KC-135 الإستراتيجية، والتي تم نشرها في قاعدة الظفرة الجوية في أبو ظبي في ذلك الوقت. ووافقت الولايات المتحدة على الطلب الإماراتي وزوّدت الناقلات الطائرات المقاتلة الإماراتية بالوقود عدة مرات، بحسب مسؤولين أميركيين وإماراتيين.

بعد عدة أيام من الهجوم الثاني على أبو ظبي، وصل الملحق العسكري في السفارة الأمريكية لعقد اجتماع مع كبار المسؤولين العسكريين الإماراتيين، حيث اعتقد الإماراتيون أنه جاء لمناقشة هجمات الحوثيين، ليكتشفوا أن الاجتماع كان حول شيء مختلف تماما، ليقوم الضابط العسكري الأمريكي الكبير بتسليم نظيره الإماراتي فاتورة لتزويد طائراتهم بالوقود.

وقال عضو مجلس وزارة الخارجية ديريك شوليت، إن “الشيخ محمد كان مستاء بشكل مفهوم”.

وأضاف، “شعرت بالسوء لأن كثيرا من الوقت قد انقضى، دون أن نملك مؤشرا على أنه كان يشعر بالضيق، لقد أخذنا الأمر على محمل الجد بالتأكيد وشعرنا أننا استجبنا بطريقة اعتقدنا أنها تتفاعل مع حاجة أصدقائنا لكن الشيخ محمد كان شعوره مختلفا”.

 

من أجل الطغاة!

أحد أهم دوافع الهجوم على ابن زايد، كانت يده الطولى التي اقتحمت الشؤون الداخلية للدول، وذلك بخصوص موقف الإمارات من ثورات الربيع العربي، إذ ساند محمد بن زايد الأنظمة القمعية في مواجهة شعوبها، وفتح خزائن الإمارات من أجل الطغاة.

لعب ابن زايد دور “رأس الحربة” في مهمة القضاء على الربيع العربي، وكان ذلك بمثابة السلاح الذي استخدمه لتوسيع نفوذه في تلك البلدان مصر وتونس وليبيا واليمن، وهي دول للمفارقة شهدت جميعها ثورات وانتفاضات شعبية عارمة.

ورأت السلطات الإماراتية وتحديدا محمد بن زايد، أن ثورات الربيع العربي تهديد لوجودها، فدعم سلطة الانقلاب في مصر على أول رئيس مدني منتخب.

وظهرت تسريبات لسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، يقر فيها بدعم بلاده للانقلاب العسكري في مصر، ومساندة الجنرال خليفة حفتر في ليبيا في حربه على الحكومة المعترف بها.

اليمن أيضا كان عنوانا لكراهية وعداء ابن زايد للربيع العربي، فتدخلت الإمارات رفقة السعودية في تحالف مسلح وانخرط هذا التحالف في حرب اليمن، ما تسبب في تفاقم الأزمة واستمرار الحرب حتى الآن، وأسفر ذلك عن تردي الأزمة الإنسانية في اليمن واحتلالها موقعا متقدما على قائمة الدول التي تشهد كوارث معيشية.