أنابيب البوتاجاز وسخانات الغاز تحولت إلى رعب في كل بيت في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي، نتيجة للحرائق المتكررة والخسائر الكبيرة التي تسببها في كل مكان بسبب الغش في التصنيع وعدم التأكد من التسريب في محطات التعبئة والمستودعات .
هذه الكوارث الناتجة عن إهمال حكومة الانقلاب أدت إلى إشعال الحرائق في كل مكان في محافظات الجمهورية، من ذلك انفجار أنبوبة بوتاجاز في كرداسة بمحافظة الجيزة بعقار مكون من ٤ طوابق، ما أسفر عن وفاة 7 أشخاص وإصابة 9 مواطنين.
كما شهدت قرية بخاتي بمركز شبين الكوم في محافظة المنوفية انفجار أسطوانة غاز داخل منزل، مما أدى إلى انهيار جزئي للمنزل دون إصابات.
وفي حي شبرا بالقاهرة انفجرت أنبوبة بوتاجاز داخل إحدى الوحدات السكنية، مما أدى لإصابة جميع سكانها، وتطاير بعض الحوائط، ما تسبب في خسائر مادية طالت سيارات كانت أمام العقار المتضرر، كما وقع انفجار مماثل في شقة سكنية بحي شبرا الخيمة بالقليوبية، ما تسبب في تصدع 3 منازل مجاورة وإصابة 9 أشخاص.
إسطوانة البوتاحاز
من جانبه قال محمد حمدي، فني تركيب غاز طبيعي: إن “عادات وسلوكيات المواطنين وسوء تداول الإسطوانات وراء غالبية حوادث أنابيب البوتاجاز بداية من العاملين بالمستودعات وقيامهم بإلقاء الإسطوانة على الأرض، والبائع يتعامل مع الإسطوانة بنفس الأسلوب، علاوة على طرقه عليها بالمفتاح المعدني، الأمر الذي يضر بسلامتها ويسبب التلف ويعرض حياة المواطنين للخطر”.
وأوضح «حمدي» في تصريحات صحفية أن الكثير من المستهلكين يضعون الإسطوانة بالقرب من البوتاجاز وملاصقة له، وهو ما يخالف معايير الأمن والسلامة، حيث يجب أن تكون بعيدة عن أي مصدر للحرارة حتى لا تصبح عرضة للانفجار، مشيرا إلى أن معظم المطاعم تغمر الإسطوانة في المياه الساخنة، أو يقومون بقلبها أو إمالتها على الأرض حتى يحصلوا على أقصى استفادة من غاز الإسطوانة، متجاهلين الضرر الذي قد يقع جراء اتباع تلك السلوكيات.
وطالب المواطنين في حالة انبعاث رائحة غاز بعدم لمس أي مفتاح كهربائي، وعدم إشعال شمع أو كبريت في الظلام، مع فصل التيار الكهربائي عن المنزل من المصدر الرئيسي للتيار، وإخلاء المكان من جميع الأشخاص، وإبقائهم خارج البيت حتى يتبدد الغاز، وإغلاق صمام أمان الغاز بإحكام، مع تهوية المكان بفتح النوافذ والأبواب، ويفضل وضع منديل مبتل بالماء على الأنف لتجنب استنشاق الغاز.
تركيب خاطئ
وكشف محمد سليم، عامل توصيل أنابيب بوتاجاز أن بعض الأسر تقوم بتركيب الأنبوية بشكل خاطئ، والبعض يشعل أعواد كبريت ويقربها للأنبوبة للتأكد من أنه تم ربطها بأحكام، مع استخدام رغوة الصابون، مشددا على ضرورة وضع الإسطوانة في مكان جيد للتهوية وفي وضع قائم وعدم ميلها على أي جانب وإبعادها عن المواد القابلة للاشتعال ومواقد التسخين.
وقال سليم في تصريحات صحفية: “يجب أن يراعي استبدال الإسطوانة الفارغة بمعرفة فني متخصص، ولا يجوز استخدام الأسطوانة بدون منظم، كما لا يجب الاحتفاظ بأي إسطوانة احتياطية، وإن وجدت تكون في وضع قائم وبمكان جيد التهوية، كما يجب تغيير خرطوم الأسطوانة بصفة دورية، مع ضرورة تغييره في حالة ظهور تشققات أو ثقوب أو تشبع بالزيوت”.
وأوضح أنه بالنسبة لتوصيلات الغاز الطبيعي، يجب التأكد من أن التوصيلات الخاصة بخراطيم الغاز الطبيعي جديدة وليست قديمة، حتى لا يحدث تآكل فيها وحدوث تسرب، ويجب إجراء صيانة بشكل دوري لجميع توصيلات الغاز الطبيعي بداخل الشقق السكنية أو المنشآت، مطالبا المواطنين بالتأكد من صلاحية منافذ الهواء المتواجدة بالقرب من مصدر الغاز داخل الشقق، والتأكد من سلامة الأجهزة بالشقق منعا لحدوث أي حريق.
سخانات الغاز
وشدد الدكتور مجدي موسى صليب، خبير سلامة مهنية، على ضرورة الاستعانة بمتخصصين في صيانة سخانات الغاز، مع الكشف الدوري على السخان، مشيرا إلى ضرورة أن يكون الفني من جهة معتمدة، خاصة أن بعض الأشخاص يحصلون على دورات تدريبية من أماكن ليست مؤهلة علميا، ثم يبدأون العمل في صيانة السخانات دون أن يكون لديهم دراية كافية في الصيانة.
وأكد «موسى» في تصريحات صحفية أن أهم أسباب زيادة حوادث السخانات، هو عدم الصيانة المنتظمة لمدخنة السخانات، موضحا أن عوامل الجو قد تؤدي إلى غلق مدخنة السخانات، وبالتالي فإن الغاز لن يحترق بالكامل، مما ينتج عنه غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو الغاز الذي ليس له رائحة، ومع انتشاره في الجو يكون له تأثير قوي على دم الإنسان، نتيجة اتحاده مع مكونات الدم، ويصل تأثيره 210 مرات مثل تأثير الأكسجين، ونتيجة ذلك لا يشعر الأنسان برائحته .
وقال : “إذا حدث اختناق لأي شخص ليس من السهل إفاقته بالأكسجين العادي، نتيجة اتحاد أول أكسيد الكربون مع الهيموجلوبين في الدم فيحدث الاختناق، مؤكدا أن الغاز ليس له رائحة، لذلك يجب الصيانة الدورية لمداخل ومخارج السخان، مع وجود فتحة للتهوية في الحمام، كما يجب عدم تركيب السخانات إلا بمعرفة المتخصصين والفنيين من الشركة المصنعة للسخان”.
وطالب «موسى» بإجراء صيانة على السخانات كل ستة شهور، مؤكدا أن من أهم عوامل تسريب الغاز، نسيان حنفية المياه والتي تعمل على المياه الساخنة مفتوحة لفترات طويلة، كما أن الكثير من السيدات تقوم بغسل الأواني لفترات طويلة دون غلق الحنفية، فيبدأ الغاز بالتسرب في الحمام دون أن تشم أية رائحة.
وأوضح أن من أهم الخطوات التي يجب اتباعها لعدم حدوث تسريب لسخانات الغاز، أن تكون الغرفة الخاصة بالتركيب جيدة التهوية مع مراعاة مكان خروج المدخنة، وأن يكون مستوى رؤية الشعلات عند مستوى الرأس، وأن يبعد السخان عن مصدر التيار الكهربي، وإحكام مدخنة السخان لعدم تسريب للعادم مع التنظيف المستمر للمدخنة، وعدم وضع السخان في مكان به تيار هواء يطفئ الشعلات أو يتسبب في عدم احتراق الغاز بصورة جيدة.
وشدد «موسى» على ضرورة أن يكون تركيب السخان رأسيا، وفي حالة استمرار إشعال الشعلة رغم عدم وجود ماء، فإن ذلك يدل على وجود خطأ ما فيجب غلق محبس الغاز الرئيسي والمياه والاتصال بالخط الساخن، مع عدم استعمال ماء السخان للشرب، والتأكد من أن ضغط الغاز يعمل على 30مللي بار، ومن عدم وجود تسريب بوصلات دخول وخروج المياه ، كما يجب عمل صيانة دورية كل سنة للتأكد من كفاءة عمل الجهاز ونظافة المدخنة.