بعد كوارث الإعدادية..عصابة العسكر تخطط لتدمير التعليم من خلال تسريب الامتحانات

- ‎فيتقارير

 

تواصلت ظاهرة تسريب الامتحانات للشهادة الإعدادية وسنوات النقل اليوم في عدد من المحافظات، رغم مزاعم وزارة التعليم بحكومة الانقلاب بأنها اتخذت إجراءات مشددة لمنع الغش والحيلولة دون تسريب الامتحانات، وتؤكد التسريبات التي حدثت خلال اليومين الماضيين فشل تعليم الانقلاب في منع الغش والتسريب، وأن هناك من يعمل على تدمير التعليم وتخريج أجيال جاهلة لا تعرف حقوقها ولا واجباتها، حتى لا تفكر في الثورة على نظام الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي، الذي يواصل مسلسل التخريب منذ انقلابه على أول رئيس مدني منتخب في التاريخ المصري الشهيد محمد مرسي في 3 يوليو 2013  .

كانت صفحات الغش قد تداولت على تطبيق تليجرام صورا من أسئلة امتحانات الشهادة الإعدادية للفصل الدراسي الثاني، منها امتحان مادة الجبر لطلاب الشهادة الإعدادية بالقاهرة وأسيوط وكفر الشيخ وقنا وبعض المحافظات الأخرى، فيما أعلنت المديريات التعليمية تتبع الأوراق الامتحانية المتداولة للتحقيق فيها واتخاذ الإجراءات القانونية حيال الوقائع وتطبيق القانون الخاص بإلغاء امتحانات الطلاب المتورطين في تصوير الأسئلة والأجوبة ونشرها على صفحات الغش وفق زعمها.

 كما زعمت تعليم الانقلاب، تشديد الملاحظة بلجان امتحانات الشهادات العامة سواء الإعدادية أو الثانوية العامة والفنية للتصدي لمحاولات الغش بالامتحانات، وقالت: إنها “سوف تطبق القانون بحسم على أية مخالفات بالاختبارات، مشيرة إلى أن تصوير الأسئلة والأجوبة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وجروبات التليجرام عقوبتها الحرمان عامين من الامتحانات” بحسب تعبيرها.

 وفي نفس السياق زعمت مديرية تعليم الانقلاب بالقاهرة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتوفير الجو الملائم للطلاب لتأدية الامتحانات بسهولة ويسر، وتحقيق الهدف المطلوب لنجاح عملية الامتحانات بكافة المراحل وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص.

 وحذرت المديرية من الغش أو تصوير أسئلة الامتحان في أي مادة، مشددة على أنه سيتم تطبيق القانون بحزم على أي واقعة غش أو إخلال بأعمال الامتحانات بحسب زعمها .

 ورغم هذه التحذيرات والمزاعم، إلا أنه تم تسريب امتحان مادة الجبر للشهادة الإعدادية بمدارس القاهرة قبل بدء الامتحان بدقائق، كما تم تسريب امتحان مادة الدراسات الاجتماعية للشهادة الإعدادية بمحافظة الدقهلية، واضطرت تعليم الانقلاب إلى إلغاء الامتحان وتأجيله.

عقوبة التسريب

من جانبها أكدت عبير أحمد، مؤسس ائتلاف أولياء الأمور، أن بعض أولياء الأمور أعربوا عن استيائهم من تسريب الامتحانات في بعض المحافظات، محذرة من أن هذا التسريب يهدر مجهود الطلاب المتميزين والمتفوقين .

وطالبت عبير أحمد في تصريحات صحفية بتوقيع أقصى عقوبة على من يقوم بتسريب الامتحانات، مشيرة إلى أن امتحانات الشهادة الإعدادية والصف الأول الثانوي التي انطلقت اليوم السبت في عدد من المحافظات جاءت في مستوى الطالب المتوسط، ما عدا بعض الأجزاء الخاصة بالنحو تضمنت بعض الصعوبة وكذلك امتحان اللغة العربية بمحافظة الإسكندرية.

وقالت: إن “عددا من أولياء أمور طلاب الشهادة الإعدادية بمحافظة القاهرة أكدوا سهولة امتحان الجبر والإحصاء، وكذلك امتحان اللغة الإنجليزية بمحافظة البحيرة جاء بسيطا ومباشرا وفي مستوى الطالب المتوسط” حسب قولهم.

وكشفت عبير أحمد أن الطلاب وأولياء الأمور بمحافظة القليوبية اشتكوا من صعوبة بعض أسئلة امتحان الهندسة، مؤكدين أن أغلب الأسئلة في مستوى الطالب المتميز وغير مباشرة حسب تعبيرهم.

مهزلة

وطالب الخبير التربوي الدكتور مجدي حمزة، تعليم الانقلاب بأن تضع حدا لمنع تسريب الامتحانات، لأنه يساعد الطالب الفاشل على أن يزيد فشله ويتساوى بالطالب المتفوق، مؤكدا أن المنوط بحماية مصلحة الطلاب هي وزارة تعليم الانقلاب، ولابد من معاقبة من قام بالتسريب عقابا شديدا .

وحذر «حمزة» في تصريحات صحفية من أن التسريب يسبب اليأس لبعض الطلاب، لأنه يجعل الطالب يتساءل لماذا سيذاكر إذا كان في النهاية يتم تسريب الامتحانات ويتساوى جميع الطلاب في النتيجة النهائية؟.

وتابع أن التسريب يعرض مستوى الطلاب التعليمي للخطر، ويجعلهم ينتقلون إلى المراحل الدراسية القادمة وهم ضعاف المستوى، مشددا على ضرورة مواجهة تسريب الامتحانات، وكذلك الامتحانات الإلكترونية قبل اللجان .

وشدد «حمزة» على ضرورة تكثيف الرقابة على الامتحانات ومسارها حتى الوصول للطلاب، معتبرا أن تسريب الامتحانات يعد الآفة الكبيرة في التعليم في الوقت الراهن، ولا بد من وقف هذه المهزلة قبل بدء ماراثون الثانوية العامة، حفاظا على مستقبل أولادنا ولإصلاح حال التعليم الذي يهدده الانهيار في مصر.

تدمير للتعليم

وقال الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس: إن “مشكلة التعليم في الوقت الراهن تتمثل في عدم الاعتراف به كقضية أمن قومي، موضحا أن المدارس هي أساس التعليم والتربية، والمنظومة التعليمية هدفها الأساسي هو إعداد الطلاب ليكونوا مواطنين”.

وأضاف عبد الحميد في تصريحات صحفية لا نريد تلميذا متميزا، ولكن نريد مواطنا يستطيع أن يقوم بأدواره الاجتماعية والاقتصادية، مما يترتب عليه أداءات مختلفة عكس ما يحدث اليوم .

وأوضح أن إعداد المواطن يتفاعل مع المحيط الذي يعيش فيه ويتعامل بشكل إنساني وراقي، ويستطيع إدارة ذاته ومسئوليته وهذا هو هدف التعليم السليم .

وحذر عبد الحميد من أن ما نعاني منه حاليا هو فهم خاطئ للمنظومة التعليمية في مصر، وهو ما يعتبر تدميرا للتعليم مؤكدا أن تسريبات الامتحانات والغش في اللجان هو جزء من هذا التدمير.